فجأة وجدت الشابة معصومة فضل، نفسها دون عمل بعد كانت واحدة ضمن مجموعة من الموظفين الذين قررت إحدى شركات القطاع الخاص الاستغناء عنهم دون سابق إنذار وبحجة تقليص العدد توفيرا للمصروفات.

وأصبحت وقتها فضل، دون مصدر دخل يعينها على مواجهة ظروف الحياة اليومية سوى راتب زوجها، والذي بالكاد تستطيع من خلاله تغطية نفقات الحياة اليومية فضلا عن إيجار الشقة التي يقطنون فيها بقرية المقشع، بالإضافة إلى أقساط البنك المستحق سدادها.

ودارت برأس فضل حينها الكثير من الأسئلة التي لم تكن لديها أي إجابة لها، ما زاد من حالة الإحباط واليأس الذي أصابها وظل ملازماً لها طيلة الأسبوع الأول بعد الاستغناء عن خدماتها.

بعدها قررت أن تضع كل ما حصل وراء ظهرها وبعد التوّكل على الله وأخذ مشورة الأهل والأصدقاء وتشجيعهم المستمر للبدء بهذا المشروع، والذي كانت قد وضعت دراسته المبدئية منذ مدة ليست بالقصيرة اعتماداً على اطلاعها المستمر ومعرفتها بكل ما تفضله المرأة بهذا المجال وما يشد انتباهها من تصاميم وموديلات وخصوصا المبتكرة والجديدة وعليه قررت الشابة معصومة فضل البدء مشروعها المنزلي الخاص.

«الوسط» التقت الشابة معصومة فضل وأجرت لقاء قصيرا معها وكان كالآتي:

ظروف صعبة وبداية أصعب، فكيف بدأت ومن أين؟

- نعم واجهت ظروفاً صعبة للغاية، وكاد اليأس أن يحتويني بعد الفصل من العمل، ولكن بتوفيق من الله وتشجيع من حولي تمكنت من مواجهة ذلك والبدء بهذا المشروع المنزلي.

ما الذي يميزك مقارنة بالمحلات التجارية؟ السعر؟ الجودة؟ المادة؟ كيف ذلك؟

- منذ أن قررت البدء بهذا المشروع لم يكن خافياً عليّ أنني لابد أن أسعى للتميز عن باقي المحلات التجارية حتى أستطيع مجاراتها كبداية والتفوق عليها بالمستقبل بعد توفيق الله، لذلك فإنني حرصت على استخدام أجود أنواع القماش المتوفر مع الحرص على جودة الخياطة إضافة للعمل على ابتكار العديد من التصاميم والموديلات التي ترضي جميع الأذواق كما لم أنسَ السعر المناسب والذي يناسب جميع المستويات في البحرين وخارجها من دول الخليج.

المشاريع المنزلية، تواجه العديد من الصعوبات والتحديات. كيف هي؟ وكيف يمكن تجاوزها؟

- يكاد يكون رأس المال والذي يستطيع من خلاله صاحب أي مشروع منزلي البدء والاستمرار وهو العائق الأكبر للغالب من الناس والذي بسببه لم يتمكن العديد من الناس البدء بمشروعاتهم إضافة لعدم الاختيار الموفق لنوعية المشاريع وعدم وضع الدراسات المبدئية الصحيحة لهذه المشروعات والذي وقع فيه الكثير.

ما الذي يحتاجه البعض وبالأخص من الطاقات البحرينية للتطور في مشاريعهم؟

- كما هو معلوم فإن البحرين تزخر بالعديد من الطاقات الشبابية التي ينقصها التشجيع وتسهيل طريقها للانطلاق والسعي لبناء مستقبلهم ومستقبل بلادهم ومن ثم الاستمرار المدروس والمتأني بعيداً عن المجازفة غير المحسوبة العواقب.

في وجهة نظري المتواضعة يمكن التغلب على العوائق التي ذكرتها بتسهيل الاقتراض بفوائد بسيطة أو معدومة لمساعدة أصحاب المشاريع المنزلية والذين بدورهم عليهم أن يحسنوا اختيار نوعية المشاريع بعد دراستها ومعرفة مدى جداتها وفائدتها من عدمها.

هل لديك خطة لإقامة معرض لتصاميمك، لتنافس المنتجات العالمية؟

- قد تكون إقامة معرض للتصاميم حالياً أمراً صعباً، إن لم يكن مستحيلا في الوقت الحاضر، وخصوصاً انني مازلت أتحسس خطواتي الأولى في هذا المجال إلا أنها كفكرة لا يمكن إلغاؤها، بل على العكس سأسعى للوصول لها في المستقبل فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.

إلى ماذا تطمحين بالمستقبل؟

- ربما تكون الطموحات المرتفع سقفها في البدايات سبباً في فشل المشروع عند عدم تحقيق هذه الطموحات، لا قدر الله، ولكن طموحاتي كمبتدئة في هذا المجال تتركز في انتشار الاسم التجاري وكسب رضا الزبائن ثم تتدرج الطموحات وترتفع في المستقبل فصعود السلم درجة درجة أفضل من استعجال النتائج والاصطدام بالواقع خلاف ذلك.

ما الذي يميز المشاريع المنزلية؟

- تعتبر المشاريع المنزلية مصدراً إضافياً لزيادة الدخل للأسرة كونها مشاريع صغيرة وبرأس مال محدود ولا تحتاج لتراخيص من الجهات المعنية، كما أنها تساعد الفرد كثيراً في الاعتماد على نفسه واكتساب الكثير من الخبرات المتنوعة.

ما أهم الأشياء التي يمكن تجنبها بصعوبات المشاريع ومواصلة النجاح بعد البدء فيها؟

- في اعتقادي ان الانشغال عن هذه المشاريع بأشياء ثانوية وبعيدة تماماً عن الموضوع الرئيسي هو ما يعوق المواصلة ويكون حجر عثرة في طريق النجاح، لذلك فإن التركيز التام والتغلب على عقبات النجاح والمضي قدما بتحقيق الأهداف الموضوعة مسبقاً لهذا المشروع كفيلة بتحقيق النجاح والتميز والتطور في مجال هذه الأعمال والمشاريع مع الاطلاع المستمر أيضا ومعرفة كل ما هو جديد يطرأ في هذا المجال مع السعي الدؤوب والمتواصل الى ابتكار العديد من الأشياء التي تكون عوامل رئيسية ومساعدة للوصول للأهداف المنشودة، وقبل كل هذا وذاك هو توفيق الله عز وجل.