ديلما روسيف (62 عاماً) المقاومة السابقة التي تعرضت للتعذيب إبان الديكتاتورية العسكرية والملقبة «بالمرأة الحديدية» لحزمها وطاقتها الكبيرة على العمل، خرجت من ظل مرشدها الرئيس السابق لولا لتخلفه وتصبح أول إمرأة تتولى رئاسة البرازيل.
وفي سن 66 عاماً تترشح ديلما روسيف لولاية ثانية وتشارك في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في البرازيل لتنافس الخبيرة البيئية مارينا سيلفا.
وروسيف التي تشبه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، معروفة بصلابة مواقفها بما يتناقض مع مرشدها الرئيس السابق لويز ايناسيو لولا دا سيلفا العامل النقابي الذي أصبح رئيساً (2003-2010) والمعروف ببساطته وقربه من الناس.
وكانت روسيف وزيرة للمناجم والطاقة في حكومة لولا وشغلت هذا المنصب بين 2002 و 2005 ثم وزيرة من 2005 حتى 2010. وترأست حينذاك مجلس إدارة عملاق النفط «بتروبراس».
ولم تخض روسيف أي انتخابات في السابق وهي شبه مجهولة بالنسبة للبرازيليين.
وكان لولا فرضها في 2009 كمرشحة لحزب حزب العمال (يساري) بينما لم تكن قد ترشحت لأي اقتراع من قبل وليست من الأعضاء التاريخيين للحزب.
ولولا هو من اختار ديلما كما يطلق عليها البرازيليون، لخلافته رغم أنه لم يسبق لها أن خاضت انتخابات ولا هي عضو تاريخي في حزب العمال.
لكن الرئيس المنتهية ولايته يؤكد أن خصالها السياسية والإدارية أقنعته بأنها «أفضل» المرشحين. وقال عنها لولا بعد تعيينها في الحكومة «لقد وصلت ومعها حاسوبها الصغير. وبدأنا نتناقش وشعرت بأن لديها شيئاً مختلفاً».
وروسيف معروفة بحزمها وصرامتها وأيضاً بتقريعها علناً الوزراء.
وقالت مازحة أثناء مقابلة مع الصحافيين «أنا في حكومة وفي بلد لا يتحمل فيه أي رجل وزر مواقفه. أنا المرأة الفظة الوحيدة في البرازيل ومحاطة برجال لبقين».
ولدت ديلما روسيف في ديسمبر/ كانون الأول 1947 في ميناس جيريس لأب بلغاري مهاجر وام برازيلية وناضلت في صفوف حركة المقاومة المسلحة في أوج الدكتاتورية في البرازيل.
وتم توقيفها في يناير/ كانون الثاني 1970 في ساو باولو وحكم عليها بالسجن ست سنوات غير أنه أفرج عنها في نهاية 1972 دون أن تخضع تحت وطأة التعذيب.
وفي بداية 1980 ساهمت في إعادة تأسيس الحزب الديمقراطي العمالي (يسار شعبوي) بزعامة ليونيل بريزولا قبل انضمامها إلى حزب العمال في 1986.
ولإدراكها أن الفوز بالانتخابات يمر أيضاً عبر التلفزيون فقد خضعت لعدة عمليات جراحة تجميلية. وبدت أثرها أكثر نضارة وأنحف وزناً وتخلت عن نظاراتها السميكة التي كانت تعطيها صورة المجتهدة أكثر منها ذكية.
وخلال أربع سنوات من الرئاسية، تابعت روسيف بنجاح المعركة التي بدأها لولا لمكافحة التفاوت الاجتماعي في البرازيل. لكن للمفارقات فإن أداءها خلف خيبة أمل لدى البرازيليين لا سيما في الشق الاقتصادي.
العدد 4412 - الأحد 05 أكتوبر 2014م الموافق 11 ذي الحجة 1435هـ