أن يأخذك العمر طويلاً، يعني أن تكون في عداد المسنين، حيث يخصص اليوم الأول من أكتوبر للاحتفال بك. في هذا اليوم وفي البحرين خصوصاً، لن يأخذنا التساؤل المتكرر في هذا اليوم وهو: هل يعني أن نصل إلى أرذل العمر أن الحياة بنا انتهت، بل نقول: هل تقبل وزارتا الصحة والتنمية الاجتماعية، والمجتمع المدني أيضاً، التحدّي في أن يصل مريض السكلر الى مرحلة المسنين؟
الأول من أكتوبر هو اليوم العالمي للمسنين، أو اليوم العالمي لكبار السن، وقد اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة العام 1990، بناءً على خطة عمل متعلقة بالشيخوخة قدمتها الجمعية العالمية للشيخوخة العام 1982. ويعتبر الإنسان في عداد المسنين حين يتجاوز عمره ستين عاماً، ويبلغ عددهم حوالي 66 مليون نسمة، حسب تعداد 2012، ويتوقع أن يصل عددهم إلى ملياري نسمة بعد خمسين عاماً.
ويهدف اعتماد اليوم العالمي للمسنين في تعزيز الخدمات الصحية وتوفير الرعاية الوقائية والعلاجية لكبار السن، وتوفير المرافق العامة في تلبية احتياجاتهم، وتقديم العون والمساعدة فيما يحتاجونه من توفير الرفاهية للمسنين.
مرحلة الشيخوخة كما يشير إليها ري شاي: «إن التقدم في السن حالة من التراجع التدريجي في قدرات الإنسان العقلية والجسدية والشعورية، وهو تراجع قد يصل إلى مرحلة التدهور التي يتعذّر فيها على الإنسان التكيّف مع الواقع الذي يحيطه». لذا فمن الغبن أن ينتهي بنا اليوم العالمي للمسنين باحتفالية توزيع الهدايا والورود على المسنين في مراكز الرعاية. فيوم المسن ليس يوماً لمعرفة حاجته بقدر ما هو معرفة كيف يقضي حياته دون أن يشعر أنه عالةٌ على غيره، أو يعيش ليقضي ما تبقى له من العمر.
من هنا اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي شعار «المستقبل الذي نريد: ما يقوله المسنون»، لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها منظمات الأمم المتحدة وحكومات الدول الأعضاء ومنظمات المجتمع المدني، ليس فقط في مجال حماية المسنين وإنما التحدّي في إيصال غالبية أفراد المجتمع إلى أرذل العمر، فأعداد كبار السن في العالم في تزايد بمعدل أسرع من أية فئة عمرية، وبحلول العام 2050، سيكون كبار السن أكثر عدداً من سكان العالم دون سن خمسة عشر عاماً.
كانت رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كان مون محدّدةً في مثل هذا اليوم، إذ يقول: «يعتبر طول العمر إنجازاً من إنجازات الصحة العامة»، وهنا في البحرين هل تضع وزارة الصحة في خططها أن ترفع سقف غالبية أعمار مرضي فقر الدم المنجلي المعروف محلياً بمرض «السكلر»، وهو المرض المتصدّر حالياً لقارئ الوضع الصحي في البحرين. فقد تزايدت نسبة وفيات هذا المرض، إذ بلغت نسبة وفياته في مجمع السلمانية الطبي حوالي 2,5 في المئة من مجموعة الوفيات، وخلال 6 سنوات ما بين 2002 – 200، كان عدد الوفيات حوالي 139 وفاة من بين مرضى السكلر، وفي هذا العام وقبل نهايته وصل عدد ضحايا المرض إلى 40 ضحية، غالبيتهم دون سن الخمسين، وهو عددٌ مخيفٌ بالنسبة لعدد البحرينيين، فهل يأتي اليوم العالمي للمسنين الذي نحتفل به ومرضى السكلر يتجاوزون سن السبعين؟
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4411 - السبت 04 أكتوبر 2014م الموافق 10 ذي الحجة 1435هـ