من المقرر أن يسهم بحث جديد، تقوده أستاذ مساعد علم النفس الزائر بجامعة كارنيغي ميلون في قطر، كريستا كريتيندين، وللمرة الأولى، في الكشف عن أثر الانخراط الاجتماعي في وظائف الرئة، وذلك بهدف تحسين قدرة الرئة بين المسنين في دولة قطر. وتعتزم كريتيندين إجراء دراسة تتناول النتائج الصحية للصلاة اليومية، واستكشاف العلاقة التي تربط بين الصحة، ووظائف الرئة والإجهاد.
وإذا ما كشفت الدراسة عن وجود علاقة بين تلك الأنشطة وقدرة الرئة، فسيتم إجراء المزيد من الدراسات على المسارين الاجتماعي والنفسي بحيث يمكن الربط بين الصلاة اليومية وبين التمتع بصحة أفضل، متمثلة في الحد من الشعور بالإجهاد والتمتع بالحضور الذهني والعزيمة والسعادة. ويُعتقد أن كل هذه العوامل تؤثر على الصحة، لا سيما لدى كبار السن.
يذكر أن وظائف الرئة، التي تتدهور تدريجياً مع التقدم في السن، لها أهمية فسيولوجية بالغة نتيجة تأثيرها المباشر على أمراض القلب والربو وأمراض الرئة الأخرى.
وقد أُدرجت الدوحة مؤخراً ضمن مدن العالم الخمس عشرة الأكثر تلوثاً من قبل منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي يجعل للبحث المقدّم من كارنيغي ميلون لتحسين وظائف الرئة بين كبار السن أهمية خاصة للمجتمعات المحلية.
وقد أجريت دراسة مماثلة في السابق في الولايات المتحدة على عينة من 1147 من البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين السبعين (70) والتاسعة والسبعين (79)، والتي كانت بقيادة كريتندن أيضاً، وضمّت باحثين من جامعة كاليفورنيا في إيرفين، ومن جامعة نيو مكسيكو، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس.
وتوصل فريق البحث إلى أن انخراط المرء في أنشطة اجتماعية أكثر من شأنه أن يحسّن وظائف الرئة لديه. وفي حين أشار تحليل لأنشطة اجتماعية محددة إلى أن الزواج هو أكثرها ارتباطاً بوظائف الرئة على نحو إيجابي، فهناك عدد أكبر من الأنشطة التي ترتبط أيضاً بتحسّن وظائف الرئة حتى عند أولئك من غير المتزوجين. فعلاقات القرابة أو الصداقة ترتبط أيضاً بتحسين وظائف الرئة، ولكن وجد أن هناك الكثير من الأنشطة الاجتماعية التي ترتبط أيضاً بتحسين وظائف الرئة بخلاف القرابة أو الصداقة.
وشملت البيانات قياس مستوى الأنشطة الاجتماعية لأفراد العينة البحثية وتقييم وظائفهم الرئوية وفقاً لمعدل تدفق الزفير، وهو قياس تدفق الهواء من الرئتين إلى الخارج.
وبهذه المناسبة، قالت المشرفة على الدراسة كريتندن: «إن كبار السن بحاجة لممارسة أي نوع من التفاعل الاجتماعي، لما لذلك من أثر في تحسين صحتهم».
العدد 4411 - السبت 04 أكتوبر 2014م الموافق 10 ذي الحجة 1435هـ