يعلق في ذاكرة كلٍّ منا شريطٌ من الإساءات، لن ننتصر على أنفسنا إن ظل يتحكم فينا. كأننا ندور في فلك ذلك الشريط وفلك تلك الإساءات. لا انتصار يمكن أن يحققه أيٌّ منا بالالتفات إلى الذين لا يجيدون ولا يحسنون في الحياة سوى محاولة استدراج الذين مشكلتهم في الحياة أنهم بلا مشكلات، على الأقل مع أنفسهم أولاً ومع الآخرين ثانياً.
مثل ذلك التعلق بالشريط وبقائمة طويلة عريضة من الإهانات، ربما لا ينجو منه أحد، وهو بمثابة السعي والعناء بحثاً عن قيودٍ تحدُّ من حركتنا وقدرتنا على التفاعل مع الحياة ومحاولة ترك بصمةٍ من الإضافة والأثر والتأثير التي لن تحدث بفعل الانشداد إلى تلك القيود ومنحها قيمة والتفاتة.
الإهانة مكلفةٌ للنفس والروح، تترك ندوباً وجروحاً من الصعب أن تلتئم ويتوارى أثرها، لكن تلك القناعة والإيمان بصعوبتها مع مرور الوقت ستترك ما هو أخطر من الندوب والجراح. ستترك قدرتها على تعطيل كل الإمكانات والطاقات التي تتيح لنا فرصاً تحول بين تكرار تلك الإساءات وامتدادها إلى بشرٍ ربما لا يملكون معشار ما يمكن أن يتحمله ويتواءم معه ويتجاهله بشرٌ آخرون وكأنه لم يكن، وكأنه لم يخدش أرواحهم وينل من أعز ما يملكون وتمثله تلك الروح: أن يتم التعامل معهم وكأنهم جزءٌ من عدمٍ أو صدفةٌ ليست مرحباً بها.
ذلك لا يعني بحكم طبيعة الإنسان وتأثره وتفاعله مع ما يدور من حوله، خيراً كان أم شراً، أن يكون أول أهداف خلقه ووجوده التحضير للتبرع كي يكون موضوعاً للإهانة وميداناً ترمح فيه وحوش - هذه المرة - بدل الخيول، أي موضعاً للعبور كأي رصيفٍ، أو كأيِّ عبءٍ لا استقرار واسترخاء من دون العمل على إزاحته ونفيه.
لا الانسجام مع الإهانة ينجي صاحبه وينجي ما تبقى من قيمته، ولا ما يقيم ويعلق في الذاكرة ويكاد لا يبرحها يمنح صاحبها قدرةً على أن يكون حاضراً في التفاصيل من حوله مؤثراً ومتأثراً بها، يحتاج ذلك إلى حضور، وما يشغل الذاكرة يحول بين ذلك.
هل هي دعوة لقبول الإهانة؟
بالطبع لا؛ فلا يوجد مخلوق يملك حساً واحداً من مجموع حواس خمس يمكن أن يقبل بذلك. ولكي تكون الحواس فاعلةً تحتاج إلى أن تكون منتبهةً إلى ما ينبه الخامل فيها، لا الذي يدفعه إلى الانتباه للدخول في صدامات مع موتى وجود من الأساس وليس موتى حواس بذلك الخروج الوقح على النظام النفسي الطبيعي في الإنسان السويّ، والخارج في كثير من الأحيان على النظام النفسي في البيئات المستقرة ولو كانت مؤقتة في عالم الحيوان الذي نحتقر ونكاد نفتقر أحياناً إلى كثيرٍ من ملامحه الشبيهة بعالم الإنسان في استقراره واطمئنانه.
مثل ذلك الشريط من الإهانات التي تعرض لها كثير منا يجعلنا أسرى كي نعيش لننتقم ونردّ الصاع آلاف الصاعات وليس صاعين فقط. حينها تتسلل الحياة من بين أيدينا من دون أن نشعر، مؤجلين مشاريع إنجازات ونركن أحلاماً، بينما يمكن لنا الانتقام من دون أن نفقد شيئا من إنسانيتنا: أن نعطي الحياة حقها بالثابت من المواقف والصعب من الخيارات والشريف من الأهداف، وفي ذلك درسٌ عميقٌ للذين أدمنوا الإهانات من مواقع ضعفهم مهما توفر لهم من قوة، بأنهم في المتذبذب من المواقف، والسهل من الخيارات والوضيع من الأهداف.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4410 - الجمعة 03 أكتوبر 2014م الموافق 09 ذي الحجة 1435هـ
صراحة
صراحة شعب البحرانى مافى على صبره كل يوم فى جرايدهم يسبونه ويسبون علمائنا ونحن صابرين بس نقول الى المصلحشيه سنتقابل يوم المحشر وراح اتعرفون انه احنه على حق وراح اصيحون اصياح من عذاب الله الشديد الله لايحب ظلم العباد
باهرة استاذتي
ابدعتي استاذة كالعادة باهرة
نحن ابو مسامح ننسى بسرعة ونعفو بس هذه المرة هناك صعوبة ان تنسين
سنعطي هذه المرحلة حقها توثيقا لن نجعلها عابرة سنجعلها لهم كابوس حتى وان سامحنا ليكون درس لهم ولنا كي لا ينسى ما فعلوه يشيب له راس الوليد