كان آخر ما تحتاج إليه تركيا هو الاصطدام بالأزهر الشريف.
يأتي ذلك في سياق سلسلةٍ من الصدامات والاحتكاكات بين مصر وتركيا، كان آخرها تبادل الاتهامات على منبر الأمم المتحدة بين عبدالفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان، الذي اتهم النظام المصري بأنه غير شرعي ولا يعترف به، وجاء رد الخارجية المصرية على نفس الدرجة من الحدة، بالسخرية من أردوغان، فمن يسجن المعارضين ويغلق «تويتر» ويسخّر القضاء للتستر على قضايا الفساد، لا يحقّ له تعليم الآخرين الديمقراطية!
الصدام بين النظامين كان حتمياً، فأردوغان كان يراهن على مصر تحت حكم الأخوان ليدشّن خلافته الكبرى، لكن إطاحة الجيش المصري بحلفائه قوّض أحلامه، خصوصاً مع إخفاقاته الأخرى في سورية وليبيا وتونس، وأخيراً في اليمن.
السياسة التركية كانت محط إعجاب الشعوب العربية في العقد الماضي، حيث حظيت بتسويق ذكي من قبل الغربيين، كنموذج لـ «الإسلام المعتدل»، حيث تبيت شعاراً جميلاً: «تصفير المشاكل»، والذي تحوّل بعد الربيع العربي إلى مساهمة نشطة في «تفجير المشاكل». وفي سورية، ذهبت تركيا إلى الفخ برجليها، وكانت تراهن على سقوط نظام بشار الأسد خلال أسابيع، ولكن ثبت أن حساباتها كانت خاطئة. وهي اليوم تتورط أكثر وأكثر في المستنقع السوري، فبعد أن دعمت التنظيمات المناهضة للنظام السوري وسهلت تدريباتهم وتسلّحهم وتسللهم لإسقاطه، انقلب عليها أكبر التنظيمات وأشرسها (داعش)، حيث تشتبك معه الآن على حدودها. وقد نشر رئيس أركان الجيش التركي أمس (الخميس) رسالة دعمٍ لعشرات الجنود المحاصَرين المكلّفين بحراسة ضريح «سليمان شاه»، جدّ السلاطين العثمانيين، باتت تهدّده «داعش».
بل إن زعيم حزب العمال الكردستاني (أوجلان) هدّد بانتهاء عملية السلام مع حكومة أردوغان إذا سُمح لمتطرفي «داعش» بارتكاب مجزرةٍ ضد الأكراد في «عين العرب»، على الحدود التركية. كان أردوغان يراهن أيضاً على التحالف مع أكراد العراق، وهو ما قد ينهار قريباً، بسبب تفجير خلافاته مع أكراد بلاده وأكراد سورية.
اليوم... تفجّر حكومة أردوغان خلافاً جديداً مع مصر، حين أعلن رئيس مديرية الشئون الدينية أن تركيا تفكّر في إنشاء جامعة إسلامية دولية في إسطنبول، مشابهة لجامعة وجامع الأزهر الشريف، بهدف تخريج دعاة جدد يكونون متوافقين مع السياسة التركية. وهي خطوةٌ انبرى للردّ عليها سريعاً، الأزهر المتماهي كثيراً مع مواقف الحكومات المصرية. وقال أحد أعضاء هيئة كبار العلماء في مصر: «لقد حاول البعض النيل من الأزهر في السابق، وفشل فشلاً ذريعاً... والأزهر الذي تريد تركيا أن تجعل له مثيلاً، قاوم الاستعمار منذ مئات السنين، وقاوم علماؤه الاستبداد والعنف والإرهاب والحكام الظالمين والاستعمار الغربي»... علماً بأن الكثير من الساسة الإسلاميين والإعلاميين الذين يطلون على الفضائيات العربية من مناصري أردوغان ويتكلمون بالعربية، هم من خريجي الأزهر الشريف.
وأنا أكمل كتابة هذا المقال، يناقش البرلمان التركي مشروعاً تقدمت به حكومة أردوغان، لتفويض القوات المسلحة التركية القيام بعمليات عسكرية في سورية والعراق، والأسوأ هو «السماح للجنود الأجانب باستخدام القواعد العسكرية على الأراضي التركية».
لقد انتهت سياسة تصفير المشاكل لصالح تفجير المزيد من الصراعات. لقد حنّ أردوغان لماضيه العثماني، ما يذكّر ببيت أبي نواس الشهير الذي هزه الشوق إلى صديقه (أبي طوق)... «فتدحرج من أسفل إلى فوق»!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4409 - الخميس 02 أكتوبر 2014م الموافق 08 ذي الحجة 1435هـ
ايران
ذبحتونا ،،، كل مشاكلكم واخفاقاتكم يالعرب ترمونها على ايران ،،، ايران بالنسبه لكم كالعظمه في البلعوم ،،،
أروغان على خطا يلستين
تركيا في عهد أردوغان كالاتحاد السوفييتي في عهد يلستين فلا تستعجل وكل يوم يركز اردوغان مسمار المنية في نعش الدولة التركية
perhaps yes perhaps no
ترى الربع طيبين إرشيين كويسين بتطيب خاطرهم والاتراك عندهم افلوس لكن لوتيه مايدفعون الله يصلح الحال
تركيا و ايران
نحن لا نريد الأتراك و لا الإيرانيين ان يتدخلوا في شؤوننا العربية فكلاهما أعداء للعروبة
تركيا ايران اعداء للأمة ؟ طيب ماذا عن اليهود اولاد العم الجدد
ماذا عن اليهود عن الامريكان عن البريطانيين ؟ اصبحوا اشقاء واولاد عمّ خوش تتن
اليهود أعداء هذا شيء أكيد تماماً كما الإيرا......
اليهود أعداء مثل الإ.............
ايران و اسرائيل
لا فرق ابداً بين ايران و اسرائيل
نتمنى لها ان تشرب من نفس كأس الإرهاب تركيا اوردغان
فعلا ذهبت للفخ برجلها الموضوع وقت بوادره في الأفق تحريك قواتها لإسقاط نظام سوريا هو حلم لن تستطيع تركيا تحقيقه لنرى الواقع مع شديد الأسف معتم لكن من يدري قد يسقط هذا النظام المتأسلم بتدخل الجيش التركي ضده الذي انحرف عن تعاليم اتاتورك العلمانية وهي خط احمر للنتتظر ونتمناها سريع ان يسقط السلطان