في عيد الأضحى المبارك، يوفر الباعة في الأسواق وعلى الأرصفة وكذلك في محلات بيع الخضار والفواكه كميات من “الحيه بيه”، هذا بالإضافة إلى أن الأمهات في البيوت والمعلمات في رياض الأطفال والمدارس، يحرصن على أن يعمل الأطفال بنات وبنين على زراعة “أضحياتهم” (الحيه بيه) بأنفسهم ومتابعتها حتى يوم العيد، وذلك كممارسة تراثية ارتبطت بعيد الحج (عيد الأضحى المبارك)، حيث يرمي الأطفال “الحيه بيه” قبل يوم العيد أو عصر يوم العيد في البحر وهم يرددون مجموعة من الأهازيج التراثية الشعبية الخاصة بهذه العادة.
ومن أهازيج الحيه بيه:
ضحيتي ضحيتي حجي بي حجي بي
بيت مكي زوري بي زوري بي
واشربي من حوض زمزم
الله وياج يا ضحيتي.... الله وياج يا ضحيتي
حلليني وابري ذمتي
مع السلامة يا ضحيتي
عشيتش غديتش
نهار العيد لا تدعين عليه
ومنها أيضاً:
يا حيتي يا بيتي، راحت حيه، وجات حيه... على درب الحنينية
يا حيتي، غديتج وعشيتج يوم العيد لا تدعين عليه...
حيه بيه، راحت حيه وجات بيه...
يا حيتي غديتج وعشيتج ونهار العيد قطيتج...
مع السلامة يا حييتيه
و”الحيه بيه” عبارة عن علبة أطعمة محفوظة فارغة، أو سلال الخوص الصغيرة، تُزرع فيها بعض الحبوب مثل الشعير و “الماش”. يتنافس الأطفال في العناية بهذه النبتة من أول ذي الحجة، بالري وتعليقها في مكان معرض للهواء الطلق، وتصله الشمس بشكل مباشر. وفي اليوم العاشر من ذي الحجة، يتجمع الصغار لإلقاء الحيه في البحر، وينشدون بأرجوزة الحيه.
وأهزوجة “الحيه” هي عبارة عن حوار يدور بين الصغار الذين زرعوا بيدهم تلك النبتة “الحيه”، واعتنوا بها على مدى ثمانية أيام وأحياناً أكثر، يقومون بريها، ومراقبتها وهي تكبر، ويطلب الصغير في حواره مع نبتته أن تكون شاهدة له وألا تدعو عليه وهذا معنى “لا تدَّعين عليه”، لأن الصغير قام بتغذيتها “غديتج، وعشيتك”، ثم يذكر الصغير حيته بأنها مع رعايته لها إلا أنه سيرميها في البحر وهو ما تعنيه كلمة “قطيتج”.
العدد 4408 - الأربعاء 01 أكتوبر 2014م الموافق 07 ذي الحجة 1435هـ