يزدهر في الساحة المحلية نوع جديد من التأليف التاريخي وهو ما يمكن تسميته بتأريخ البيوتات والأسر البحرينية. فالإنتاج الثقافي في هذا الحقل يشهد انتعاشاً ملحوظاً في تأريخ الأسر العلمية أو التجارية أو ممن لها بصمات واضحة في الحياة العامة، فقد كتب عبدالكريم العريض كتابه «نافذة على التاريخ: بيت العريض»؛ وكتبت مي محمد آل خليفة عن شخصيتين من أسرتها «الشيخ عبدالله بن أحمد محارب لم يهدأ»، و«محمد بن خليفة: الأسطورة والتاريخ الموازي»؛ وكتب الشيخ علي محمد آل عصفور «بعض فقهاء البحرين في الماضي والحاضر مع تراجم علماء آل عصفور»؛ وكتب منصور محمد سرحان «إسهامات أسرة آل عصفور في تاريخ البحرين العلمي»؛ والشيخ محسن آل عصفور الذي كرس جهوده وعنايته بتراث أسرة آل عصفور.
كما كتب علي عمار هاشم «آل الغريفي تاريخ ورجالات»، كما كتب محمد حسن كمال الدين كتابين في هذا المجال هما: «على ضفاف الوطن: سيرة السيد علي كمال الدين» و«عبقرية الانتماء عائلة الفردان من قرية سترة إلى سوح الخليج».
وكتبت نانسي ايلي خضوري «من بدايتنا إلى يومنا الحاضر» عن تاريخ أسرتها وتاريخ التواجد اليهودي في البحرين. إلى غير ذلك من الشواهد التي تدلل على انتعاش ظاهرة الكتابة التاريخية والتأريخ للأسر في المشهد الثقافي البحريني.
وفي سياق اهتماماته التاريخية صدر للشيخ حسن الغسرة كتاب «بيت الغسرة»، وهو باكورة أعماله في «علم النسب» والذي يؤرّخ فيه لواحدة من الأسر البحرينية العريقة في قرية بني جمرة. وقد استخدم الباحث المقابلة الشخصية كواحدةٍ من أدوات البحث، إضافةً إلى الاستفادة من المصادر والوثائق التاريخية المتاحة حول الأسرة. وقد تضمن الكتاب ثلاثة فصول، الأول تناول شخصية محمد الغسرة الأول وأعقابه؛ والثاني تناول شخصية موسى الغسرة وأعقابه؛ والثالث تناول شخصية علي الغسرة الأول وأعقابه. وقدّم الشيخ ماجد العويناتي تقريضاً للكتاب الذي يقع في 242 صفحة من القطع المتوسط.
يقول الباحث في المقدمة: «وقد يظن البعض أن إعداد شجرة الأنساب عمل سهل وبسيط، إلا أنه ليس كذلك، فعلم الأنساب من العلوم الصعبة التي تحتاج إلى تدقيق وتسجيل كل الأسر المنتسبة إلى بعض، بحيث تكون الكتابة تفصيلية ومتسلسلة، وعدم العجز عن مواصلة الكتابة في المشجرات في منتصف الطريق، فذلك العمل يحتاج إلى زيارات ومتابعات مع الأنساب وتصحيح ما هو خطأ، وإضافة المواليد الجدد، كما ينبغي على كاتب النسابة أن يكون أميناً ومحيطاً بمعلومات واضحة عن عن جميع الأسر، فرواية النسب إما أن تكون على عدة الأسرة أو من مصادر موثقة، قال رسول الله (ص): «استعينوا في كل صناعة بصالحي أهلها».
وكتب الشيخ ماجد العويناتي في كلمته: «كنت أتمنى لو أعطى بعض المعلومات التاريخية عن الشخصيات البارزة من أبناء الأسرة، ودعمها ببعض الوثائق والمستندات والصور الشخصية».
يأتي كتاب «بيت الغسرة» تتويجاً لجهد استغرق فترة طويلة من البحث والتقصي، والباحث حسن بن علي الغسرة الجمري البحراني (1964)، من مواليد قرية بني جمرة.
إقرأ أيضا لـ "وسام السبع"العدد 4406 - الإثنين 29 سبتمبر 2014م الموافق 05 ذي الحجة 1435هـ
تنويه
استاذ وسام . لا شك ان التأليف التاريخي مطلوب بما فيه تاريخ البيوتات والاسر كما اسميته .ولكن ان ينتشر هذا النوع من التاريخ بحيث يصبح ظاهرة انما هو دليل ازمة تتمثل في تشظي المجتمع وتذرره الى عوائل واسر وحمائل وقبائل وبالتالي الى تواريخ فرعية في كثير منها اسطوري او مفترض . وبكلمة ان انتشار هذا التاريخ العائلي البيوتاتي يعني انتفاء التاريخ العام الجامع لهذا البلد ، وهذه احدى الازمات في اشكالية تاريخ هذا البلد . وعليه يتم اللجوء الى كتابة تاريخ ماهو خاص بدلا مما هوعام . يوسف مكي
احسنت
احسنت استاذ وسام على مقالاتك القيمة