انتقدت السلطة الفلسطينية بشدة مساء اليوم الأحد (28 سبتمبر / أيلول 2014)، موقف وزارة الخارجية الامريكية من خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة واعتبرته غير لائق.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي حول خطاب عباس "غير لائقة وغير مسئولة، ومرفوضة".
وذكر عريقات أن خطاب عباس، ارتكز إلى ستة أبعاد أولها "إدانة حرب الإبادة التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية على أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وإننا سنسعى إلى مساءلة ومحاسبة من ارتكبوا هذه الجرائم، ولن نسمح لهم بالإفلات من العقاب، وعلى العالم محاسبتهم ومساءلتهم على جرائمهم، مؤكدا حق شعبنا في الدفاع عن نفسه".
وذكر عريقات ان البعد الثاني ارتكز على المصالحة الفلسطينية "باعتبارها نقطة ارتكاز لتحقيق إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، واستمرار بناء مؤسسات الدولة المحصنة بحقوق الإنسان، وصون الحريات وحرية المرأة، والمستندة إلى سيادة القانون والسيادة الواحدة والسلاح الشرعي الواحد".
واوضح أن البعد الثالث ركز على وجوب قيام مجلس الأمن بإصدار قرار يحدد سقفا زمنيا ملزما للاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.
أما البعد الرابع -بحسب عريقات- فأكد فيه عباس وجوب استئناف المفاوضات للتوصل إلى حل حول كافة قضايا الحل النهائي من دون استثناء، بدءا بترسيم الحدود وبعيدا عن مربعات المفاوضات التي تعقد لمجرد المفاوضات والتي تدور في حلقة مفرغة.
وأشار إلى أن البعد الخامس ارتكز على حق فلسطين بالانضمام إلى المؤسسات والمواثيق والمعاهدات والمنظمات والبروتوكولات الدولية، بما فيها محكمة الجنايات الدولية، على اعتبار مكانة فلسطين القانونية، فهي دولة تحت الاحتلال.
وبين أن البعد السادس في خطاب عباس ركز على وجوب دحر الارهاب ومكافحته بكل أشكاله، ودعا إلى تجفيف مستنقعات التغذية للإرهاب، والذي يعتبر استمرار الاحتلال الإسرائيلي أحد أهم منابعه.
وأكد عريقات أن العناصر التي وردت في خطاب الرئيس لاقت ترحيبا واستحسانا من جميع أعضاء المجتمع الدولي باستثناء الحكومة الإسرائيلية والمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، داعيا واشنطن إلى "إعادة النظر في مواقفها والانتصار للقانون الدولي، وتأييد مشروع القرار الفلسطيني- العربي الذي سيعرض على مجلس الأمن الدولي".
وفي السياق ذاته عبرت وزارة الخارجية الفلسطينية عن أسفها واستيائها من تصريحات الناطقة باسم الخارجية الأمريكية تعقيباً على خطاب عباس، معتبرة أنها "تؤكد مرةً أخرى أن الولايات المتحدة تضع نفسها محامية للدفاع عن إسرائيل بشكل آلي، حتى لو كانت إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ارتكبت جرائم متنوعة كما حدث مؤخراً في غزة".
واعتبرت الوزارة في بيان لها ان تصريحات الخارجية الامريكية "ضارة بأمريكا على مستوى العالم وإمكانية أن تبقى راعية غير منحازة لعملية السلام".
وقالت إن " القراءة الأمريكية الخاطئة ليست ذات القراءة التي يقرؤها أبناء شعوب المنطقة، كما أن مثل هذه التصريحات في الدفاع المستميت عن جرائم إسرائيل، هي التي توّلد تلك الأجواء المعادية لأمريكا في المنطقة والعالم".
وكان عباس اتهم إسرائيل في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بشن حرب إبادة في قطاع غزة، وقال إن الجانب الفلسطيني سيسعى إلى مقاضاة المسؤولين وفقًا للقانون الدولي.
وأضاف أن إسرائيل ترفض إقامة دولة فلسطينية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، مبينا أنّه يسعى لاستصدار قرار أممي يحدّد موعدا نهائيا لانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية إن التصريحات التي أدلى بها عباس "هجومية، ومخيبة للآمال وتحمل طابعاً استفزازياً وتضر بالجهود المبذولة لخلق مناخ إيجابي واستعادة الثقة بين جميع الأطراف".