قال رئيس الهيئة التنظيمية للمؤتمر الثالث عشر لارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية جعفر السعيد، إن التقارير الطبية الأخيرة تشير إلى أن عدد المصابين بضغط الدم في مملكة البحرين تصل إلى نحو ربع مليون مصاب (250 ألفاً تقريباً)، لافتاً - خلال المؤتمر والذي نظمه مستشفى البحرين التخصصي برعاية شركة الأدوية (SANOFI) - إلى أن الإصابة بالمرض في المنطقة والعالم تشكل ربع إلى ثلث السكان تقريباً، وأن نسبة الإصابة تزيد مع تقدم العمر.
وأضاف أنه شارك في المؤتمر 200 طبيب ويهدف إلى تبادل المعلومات حول المستجدات المتعلقة بأمراض الأوعية والشرايين وارتفاع ضغط الدم، منوها إلى أن المؤتمر ركز في المقام الأول على أهمية تغير نمط الحياة للوقاية من الأمراض.
وتابع أن المؤتمر اهتم بكل التفاصيل المتعلقة بمرض ضغط الدم والمخاطر التي تؤثر على القلب والكلى والدماغ والشرايين، لافتاً إلى أنه انقسم إلى عدة محاور وكل محور يتناول موضوعاً معيناً له علاقة بضغط الدم لمحاولة نقاشها مع الأطباء والاختصاصيين من مختلف المناطق ممن يمتلكون الخبرة.
وبيَّن أن الهدف هو تحسين علاج مرض ضغط الدم في مملكة البحرين وطرح الأبحاث والتطورات في سبل العلاج الأخيرة في المنطقة والعالم وطرق الوقاية منه وتقليل نسبة الإصابة به والوفيات المترتبة عليه وعلى تداعياته.
ولفت إلى أن المؤتمر جاء بتنظيم من مستشفى البحرين التخصصي وشركة الأدوية فيما شارك عدد من الأطباء البحرينيين بصفة شخصية فيه، منوها إلى أنه وفي كل مرة يتناول المؤتمر موضوعاً مختلفاً بهدف إثراء الساحة الطبية.
وقال: “في هذا المؤتمر تحدثنا عن تغير طبيعة الحياة لتجنب الإصابة بضغط الدم فيما تناول المؤتمر السابق ملف أدوية هذا المرض، وعموما فإن أساس الندوة هو إطلاع الأطباء على التطورات الحديثة في علاج ضغط الدم وتبادل الخبرات، إذ من المزمع أن تنشر التوصيات والأبحاث على شبكة المعلومات الإنترنت وموقع المؤتمر”.
وفيما يتعلق بالمعوقات التي تواجه الأطباء في علاج مرضى ضغط الدم، بين أن قلة المعرفة من قبل الناس ببعض الأمور البسيطة حول المرض من شأنها أن تزيد من الإصابة كتجاهل مسألة الوزن والابتعاد عن الرياضة وتناول المشروبات الغازية والأطعمة السريعة وغيرها.
ورأى أن تثقيف الطبيب من خلال هذه المؤتمرات من شأنه أن يؤثر بشكل إيجابي ومباشر على المريض الذي سيستفيد من تلك المعلومات في علاجه وتفادي تعرضه لأية مضاعفات.
وقال: “بمعالجتنا أمراض ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية نتمكن من تقليص الوفيات في جميع أنحاء العالم ويمكن إنقاذ حياة العديد من المرضى عن طريق الوقاية والحد من المضاعفات الصحية للمرض ولذلك كان الهدف الرئيسي للمؤتمر هو تبادل الخبرات العلمية والتقنية بين الأطباء ذوي الاختصاصات المختلفة المتعلقة بأمراض القلب والشرايين وأمراض الكلى”.
ومن جانبه، علق رئيس قسم جراحة القلب في مركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب في مستشفى قوة دفاع البحرين حبيب الطريف بأن المشاركة كرئيس لجلسة المؤتمر التي ضمت متحدثين يكملان بعضهما، الجزء الأول تناول عادات نمط الحياة المسببة لمرض ضغط الدم ومضاعفاته والتي لها أثر كبير للإصابة بأمراض القلب ومضاعفاتها، منوها إلى أن الأخيرة تعد المسبب أول للوفيات في مملكة البحرين.
ورأى أن التركيز على تغير نمط الحياة والعادات المتبعة فيه فيما يتعلق بالأكل وممارسة الرياضة وغيرها من شأنه أن يؤثر إيجاباً على الأفراد وصحتهم ويقيهم من الإصابة بالمرض ويقلل نسب إصابتهم به في أقل تقدير، مستشهداً في ذلك بالدراسات التي أجريت في هذا الشأن والتي أثبتت بأن نمط الحياة من شأنه أن يقلل من الإصابة بالأمراض ومضاعفاتها بنسبة أكبر تفوق تناول الأدوية.
وقال: “ضغط الدم من الأمراض المنتشرة في البحرين وهو مرض صامت إلا أنه قاتل أي بمعنى أن المريض قد لا يدرك أنه يعاني من المرض في حال لم يمتلك جهازاً لقياس ضغط دمه في المنزل وهو من الأمور المهمة والتي تجنبه مضاعفات أكثر تعقيداً، وبناء على ذلك فإن ارتفاع أو هبوط ضغط الدم دون دراية المريض قد تؤدي إلى وفاته”.
ومن دولة الكويت، تحدث استشاري أمراض القلب ورئيس وحدة القلب في مستشفى الصباح موسى أكبر، بأنه حضر للبحرين للمشاركة في المؤتمر والذي تحدث عن ضغط الدم وارتفاعه وتطرق إلى المستجدات في علم ضغط الدم وأحدث سبل العلاج والوسائل المتاحة في ذلك، فيما نوه إلى أن التركيز الأكبر كان على تغير نمط حياة الناس والمرضى فيما يتعلق بتناول الأطعمة والرياضة والوزن وغيرها.
ولفت إلى أن معظم دول العالم ركزوا على مسألة تغير نمط الحياة ورأوا أنها مهمة جداً للعلاج أكثر من تناول الدواء والذي يجب أن يكون السبيل الوحيد للسيطرة على المرض، فيما لفت إلى تناول المؤتمر كل نقطة بالتفصيل كمعنى الرياضة ونوعها والمدة فضلاً عن نوعية الأطعمة المناسبة والوزن المثالي وما إلى ذلك إلى جانب التطرق إلى الأدوية التي عملت ثورة في علم القلب والدراسات التي تناولتها وموقعها من قبل توصيات جمعيات أوروبا وأميركا.
وذكر أن محاضرته تناولت ثلاثة محاور، الأولى توعية المريض بالمرض بوصفه مرضاً صامتاً ومزمناً وقاتلاً في حال لم يتم تشخيصه وعلاجه والوقاية من مسبباته والتي تؤدي في أسوأ الظروف إلى الإصابة بالجلطات وتلف الكلى والوفاة، فيما نوه إلى أن النقطة الثانية من محاضرته تناولت نمط حياة المريض وأخيراً الأدوية الحديثة التي أوصت بها الجمعية البريطانية لأمراض الضغط.
وبلغة الأرقام ذكر أن الإحصاءات الخليجية التي عملت في السعودية وقطر والإمارات بينت أن الإمارات العربية المتحدة تتصدر نسب الإصابة بمرض ضغط الدم بنسبة 36 في المئة في حين أن أدنى نسبة سجلتها الأردن بواقع 16 في المئة وتراوحت في الكويت والبحرين ما بين 24 و26 في المئة.
وأضاف أنه وعلى المستوى العالمي، فإن معدل وجود المرض في أوروبا يصل إلى 44 في المئة فيما يصل إلى 28 في المئة في أميركا، مستدركا بأن اللافت في الدراسات التي قارنت نسب الوفيات بينت أن دول الخليج فاقت دول العالم في ذلك، إذ بلغت نسبة الوفيات الإجمالية في الخليج 5. 16 في المئة في حين لم تتجاوز الـ 13 في المئة في دول العالم.
وذكر أن مرضى ضغط الدم في الخليج يمتازون بصغر السن مقارنة بدول العالم نتيجة زيادة الإصابة بالسمنة والسكر والكوريسترول فضلا عن كون الضغط هو المسبب الأساسي لأمراض القلب والتي تعد المسبب الرئيسي للوفاة في العالم بشكل عام.
يذكر أن الأطباء المشاركين في المؤتمر حصلوا على شهادة الأكاديمية الأميركية للتعلم الطبي المستمر المعتمدة دولياً، إذ تمنح هذه المؤسسة العالمية الاعتراض الأكاديمي لنحو 7 آلاف منظمة للرعاية الصحية على مستوى العالم، وذلك بحسب متطلبات ومقاييس طبية صارمة وعالية المستوى.
العدد 4404 - السبت 27 سبتمبر 2014م الموافق 03 ذي الحجة 1435هـ
اللهم شافي كل مريض
الحمد لله على كل حال