العدد 4403 - الجمعة 26 سبتمبر 2014م الموافق 02 ذي الحجة 1435هـ

بسمة البناء: «تويتر» قهر حارس البوابة وأنعش الإعلام الشعبي

وقعت كتابها بمركز كانو...

بسمة البناء
بسمة البناء

وقعت الباحثة بسمة قائد البناء كتابها الصادر حديثاً «تويتر والبناء الاجتماعي والثقافي لدى الشباب» وذلك بمركز كانو الثقافي، مساء يوم الأحد 7 سبتمبر/ أيلول 2014م، وصاحب التوقيع قراءتين الأولى تعريفية قدمتها الإعلامية راضية الدريدي وأخرى منهجية نقدية قدمها الأكاديمي حاتم الصريدي، ومداخلة من الأكاديمي عبدالحميد الزياني، وذلك بحضور رواد المركز ومجموعة من المهتمين والمثقفين.

في البداية، عبّرت الباحثة عن سعادتها بالحضور لمشاركتهم لها إصدارها الأول، وانتقالهم معها من العالم الافتراضي إلى الواقع، وتمنياتها لأن ينير كتابها طريق الباحثين في أرض لاتزال خصبة. وعن اختيارها لمواقع التواصل الاجتماعي للبحث أشارت البناء إلى أن دخولها لدراسة الماجستير جاء تزامناً مع أحداث الربيع العربي والذهول الذي انتاب الجميع في عدم القدرة على التفسير، فالجماهير التي كانت سنين طويلة صامتة، أصبح لها حضور، وهي التي تدير وتقود ما يحدث في العالم العربي. وتابعت مازلت أذكر تصريح محمد حسنين هيكل الذي أشار إلى «أن أي أحد يعتقد أنه يعلم بما سيحدث فهو مدعٍ وخاطئ».

ولتبين الباحثة المفارقة بين ما يحدث الآن من دور لمواقع التواصل الاجتماعي، وبين ما كان يحدث من ثورات الخمسينيات والستينيات، استحضرت مقولة أن من يستيقظ مبكراً ويحتل الإذاعة والتلفزيون، سيصبح رئيساً لتلك البلاد، ولذلك كانت هناك نظرية حارس البوابة التي تقول إن أي شيء في القناة الإعلامية يخضع لرقابة الدولة ولمقص الرقيب، ولكن ما حدث الآن مع دخول شبكة المعلومات وارتباط الناس بها أن هذه الصورة بها انتفت وتهاوت نظرية حارس البوابة، ودخلنا في عصر الإعلام الشعبي، فقد أصبح المواطن يملك أدوات البث، بدون قيود، وهو يعبر بحرية وينتج مادة إعلامية بنفسه، وبهذا أصبحت الدولة لا تملك الإعلام كوزارة سيادية، تفرض حواليها الرقابة والحراسة وأصبح الإعلام بيد الشعب، ويكفي أن تملك جهاز موبايل وموقع تواصل لتحرك ملايين الناس. من هذا المنطلق شعرت بخطورة هذه المواقع التي لا تخضع للرقابة وأصبح الشاب فيها يفرغ همومه ويلتقي يتحد مع غيره خارج الزمان والمكان، وخطورة هذه الأدوات أننا لا نعرف من هو صانع هذا الخبر والذي بعضه إشاعات أو ادعاءات تزيد من الظواهر السلبية، حيث يخترق المجتمع من الداخل ومن هذا المنطلق اخترت في رسالة الماجستير الشباب ومواقع التواصل ووضعت يدي فوراً على بيت القصيد وهذا الذي أعتقد أنه يستحق، الدراسة.

لماذا «تويتر»؟

وأضافت البناء «الكتاب عن مواقع التواصل ولكن كباحثة لابد من الانطلاق من جزئية بسيطة أحللها وأتعمق فيها، ولا أستطيع أن أتعرض لجميع مواقع التواصل الكثيرة فلكل منها له دور وهدف، وفي فترة الثورات في العالم العربي ظهر من يتحدث بإسهاب عن الفيسبوك وقد اعتبروا الربيع العربي أصلاً ثورة الفيسبوك، وهناك مواقع في غاية الخطورة ولها دور كبير، في أحداث الثورات العربية.

ولكن ما يميز التويتر عن غيره السرعة الكبيرة في تداوله للأخبار، والذين استخدموا «تويتر»، يعرفون أنه محدد بـ140 حرفاً فلابد من التركز والإيجاز والتكثيف في المعنى، فإذا أردنا أن نعزز علاقاتنا بالأصدقاء نتجه للفيسبوك أما إذا أردنا الأخبار الحية في الشارع كمظاهرة، أو حادث في الطريق مثلاً فإننا نتجه لـ «تويتر» لنرى ما فيه، من خلال خاصية الـ «هاش تاق»، الموجودة في الفيسبوك والانستغرام ولكن في «تويتر» لها بعد آخر لأن أي شخص خارج البحرين يريد أن يعرف ماذا يحدث في داخل البحرين، بمجرد أن يكتب «هاش تاق» بحرين سيعرف ماذا يحدث وماذا يقال في هذه اللحظة عن البحرين وما هي توجهات الناس وكلما كان الـ «هاش تاق» فيه كثافة وفيه تركيز ويطرح قضية معينة شغلت الرأي العام واتجاهاته ويمكن من خلالها عمل مسح للآراء وقياس الرأي العام».

وأضافت البناء كتاب «تويتر والبناء الاجتماعي والثقافي لدى الشباب» هو بحث استدعى النزول إلى الميدان للحصول على آراء شباب الجامعات الذين يمثلون الفئة المستهدفة، لاستقاء معلومات صحيحة ودقيقة في الإطار المنهجي للبحث.

إعلام المستقبل

وعبر الأكاديمي حاتم الصريدي عن إشادته بالكتاب حيث يعتبر إضافة نوعية للدراسات الميدانية في مجال استخدامات الشباب لمواقع التواصل، حيث درست الكاتبة موضوعاً شائكاً مازالت مصطلحاته ومفاهيمه يشوبها الجدل، فهناك من يرفض مقابلة الإعلام الجديد بالإعلام التقليدي، ويرى أن الإعلام أصبح متجدّداً بطبيعته لارتباطه بالتطور التكنولوجي السريع، كما أن مصطلحات بديلة ظهرت وباتت أكثر منطقية مثل «الإعلام المندمج» أو «الإعلام التمازجي»، والبعض الآخر يفضّل استخدام إعلام المستقبل، مثال إدارة إعلام المستقبل في مؤسسة الـ «بي بي سي».

وأضاف الصريدي عن أن الحديث انتهاء نظرية حارس البوابة مع النشر السريع والحر، هي أمر غير دقيق ونسبي يحتاج إلى نقاش. فحسب رأيي لم يشهد العالم ارتفاعاً في عدد الحراس من أي وقت مضى. فما من شخص يقوم بنشر أي معلومة على الشبكة، إلا وهو حارس بوابة. فالحراس كثر نجدهم في المنتديات، على مواقع التواصل الاجتماعي، على المدونات، على المواقع الإخبارية...، وإذا تحدّثنا عن أكبر الحراس، فيمكن أن نذكر شركات توفير الإنترنت وشركات الاتصالات، وحتّى المؤسسات الدولية الساهرة على تنظيم وإدارة شبكة الإنترنت ويكشف ذلك ملابسات منع «تويتر» في الصين وإنشاء بديل له تحت مسمى «weibo»، فإن السبب هو رفض شركة تويتر إطلاع السلطات الصينية على قواعد البيانات والسجلات الخاصة بنشاطات مواطنيها مستخدمي موقع «تويتر».

وأضاف الصريدي استخدمت الكاتبة مصطلح «الاتصال» وليس فقط «الإعلام»، وهذا لوعي الكاتبة وحسّها العلمي بأن مجال الإعلام لا يمكن أن يستوي في غياب مصطلح الاتصال، وقد تعرّضت لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي من قبل الأفراد والمجموعات والمنظمات والشركات، وربما نسيت أن تذكر أن من أكبر مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي هي الحكومات بمختلف وزاراتها وهيئاتها وأجهزتها الحكومية الأخرى، وذلك على رغم الجدل القائم بشأن هذا الاستخدام من قبل الموظفين والمسئولين.

وختم الصريدي أنه كان بإمكان الكاتبة التعمّق أكثر في تحليل بعض السلوكيات في ارتباطها بموقع «تويتر» وتحليل أشمل لنتائج البحث، وذلك استناداً إلى التفسير السوسيولوجي أو الانتروبولوجي لسلوك الفرد أو المجموعات ضمن إطار الثقافة المحلية أو العربية وحتّى العالمية. فكان بالإمكان عدم الاكتفاء بوضع النتيجة ومقارنتها بنتائج دراسات سابقة، وإنّما إيجاد رابط ثقافي أو اجتماعي لذلك السلوك حتّى لا نخرج عن الإطار النظري للبناء الاجتماعي والثقافي عبر الاستخدام أو الممارسة السلوكية.

العدد 4403 - الجمعة 26 سبتمبر 2014م الموافق 02 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً