العدد 4402 - الخميس 25 سبتمبر 2014م الموافق 01 ذي الحجة 1435هـ

قادة العالم يستجيبون لدعوة بان كي مون لتحرك عالمي بشأن تغير المناخ

الصندوق الأخضر جمع ما مجموعه 2.3 مليار دولار

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال مشاركته في تظاهرة في قمة المناخ
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال مشاركته في تظاهرة في قمة المناخ

الوسط - محرر براحة

باتت التعهدات بمعالجة تغير المناخ، والالتزام بأهداف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والوعود بالمساعدات المالية حقيقة على أرض الواقع، حيث اجتمع قادة العالم في مؤتمر قمة الأمم المتحدة للمناخ يوم الثلثاء (23 سبتمبر/ أيلول 2014).

ولا تعد هذه القمة التي يعقدها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جزءاً من المفاوضات التي تجري للإعداد لقمة باريس في العام 2015 والتي سيتم خلالها إقرار اتفاق شامل. وبدلاً من ذلك عقد بان كي مون القمة لجذب زخم سياسي لصالح توقيع اتفاق بهذا الشأن.

وفي كلمته الافتتاحية قال بان كي مون، إنه لم يسبق للعالم من قبل أن واجه تحدياً عالمياً مثل تغير المناخ.

وقال: إن الصندوق الأخضر التابع للأمم المتحدة حول التغيير المناخي جمع 2.3 مليار دولار كوعود تمويل من بينها مليار من فرنسا».

ولكن هذا المبلغ هو أقل بكثير من هدف الصندوق جمع 10 مليار دولار قبل نهاية العام.

وأوضح بان كي مون في كلامه عن أعمال القمة، أن «المصارف الخاصة أعربت عن نيتها إصدار سندات خضراء بمعدل 20 مليار دولار وجعل هذه القيمة 50 مليار دولار في العام 2015».

وأضاف أن «شركات التأمين وعدت بـ «مضاعفة استثماراتها الخضراء» قبل العام 2015 لتصل إلى 82 مليار دولار».

وأوضح بان كي مون أن «قمة المناخ انتهت إلى «التزامات قوية للتوصل إلى اتفاق مهم حول المناخ» في مؤتمر باريس الذي سيعقد في ديسمبر/ كانون الأول 2015.

وأشار أيضا إلى أن «العديد من القادة والشركات دعموا فكرة إعطاء سعر للكربون من خلال وسائل مختلفة» أي أن يدفعوا عن انبعاثات غازات الدفيئة الملوثة التي تساهم في ارتفاع حرارة المناخ.

وجمعت القمة أكثر من 120 رئيس دولة وحكومة ونحو 200 مؤسسة عالمية.

وقال بان كي مون: «إن تغير المناخ يهدد السلام الذي أحرزناه بشق الأنفس والازدهار والفرص للمليارات من البشر... ينبغي علينا اليوم أن نضع العالم على مسار جديد».

ودعا أمين عام الامم المتحدة الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص للاستثمار في الحلول التي تتعلق بالمناخ والتي صممت للحدد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري من الغازات. وحث أيضاً على تنفيذ عملية فرض ضرائب على الكربون.

وقال الاتحاد الاوروبي إنه سيوزع 3.85 مليار دولار على الدول النامية على مدار السنوات السبع المقبلة لدعم جهود تطوير الطاقة المستدامة.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو: «إن تقديم الدعم لأضعف مناطق المجتمع الدولي مسألة حاسمة».

وشجع باروسو زعماء الدول الأوروبية على الاتفاق على مقترح «طموح» قدمته المفوضية الأوروبية يتضمن هدف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة أربعين بالمئة مقارنة بمستويات التسعينيات من القرن الماضي بحلول العام 2030 وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة بنسبة 27 في المئة على الأقل.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إن بلاده تعتزم المساهمة بمليار دولار في صندوق الأمم المتحدة للمناخ خلال الأعوام المقبلة.

وقد أنشأت الأمم المتحدة الصندوق لتوجيه المال من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية لمعالجة مسألة تغير المناخ.

ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني للتعاون الإقليمي والعالمي للتصدي لتغير المناخ، مؤكداً أن «إيران مستعدة للدخول في شراكة مع البلدان الأخرى».

وقال الممثل الذي تم تعيينه مؤخراً سفيراً للسلام لدى الأمم المتحدة ليوناردو دي كابريو: «إن وقف تغير المناخ يتطلب عملاً فورياً وعلى نطاق واسع».

وأضاف «إنني كممثل، أقوم بتمثيل أدوار لشخصيات وهمية طلباً للقمة العيش... وأعتقد أن البشرية قد نظرت إلى تغير المناخ بالطريقة ذاتها، كأنها قصة خيالية، وكأن التظاهر بأن تغير المناخ ليس حقيقة من شأنه أن يدفع به أدراج الرياح».

وأشار إلى أن المناخ الذي يمكن العيش فيه هو «حق ثابت للبشرية غير قابل للتصرف».

فيما قالت الولايات المتحدة ، ثاني أكبر منتج لانبعاثات الكربون في العالم: «إن محوراً رئيسياً من سياستها الجديدة الخاصة بالمناخ سيكون «مساعدة السكان الضعفاء» على التكيف مع ظاهرة الاحتباس الحراري».

وفي بيان حقائق صدر مع كلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما في قمة المناخ بالأمم المتحدة، قال البيت الأبيض: «إن دول العالم يجب أن «تستعد بشكل أفضل لآثار تغير المناخ».

وتابع البيت الأبيض أنه لمساعدتهم على القيام بذلك، فإن الولايات المتحدة ستقدم توقعات أفضل بالطقس السيئ للعالم.

كما أصدر أوباما أمراً تنفيذياً لمطالبة برامج المساعدات الأميركية الدولية بالبناء على ما وصفه بـ «مرونة المناخ».

وانضمت الولايات المتحدة إلى بروتوكول كيوتو بشأن تغير المناخ الذي انتهى العمل به العام 2012، وأصرت على ضرورة أن تلتزم الدول النامية مثل الصين - التي أصبحت أكبر منتج في العالم لثاني أكسيد الكربون - بتقليص الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. لكن البيت الأبيض قال إن الولايات المتحدة ستضغط «من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن المناخ يكون طموحاً وشاملاً وعملياً» في العام 2015. وتعتزم الولايات المتحدة التقدم باقتراح التزام «قوي بعد العام 2020» من جانبها طالما التزمت الاقتصادات الرئيسية الأخرى بالشيء نفسه.

من جهتها، دعت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف إلى حرب عالمية «متوازنة وعادلة وفعالة» لمكافحة تغير المناخ، أثناء افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 69 أعمالها».

وقالت روسيف التى رفضت بلادها التوقيع على اتفاق يضع موعداً نهائياً لوقف إزالة الغابات بحلول العام 2030: «إن تغير المناخ أحد «أكبر التحديات في عصرنا»، لكنها أصرت على أن البلدان «ينبغي أن تسهم وفقاً لمبادئ الإنصاف والمسئوليات المشتركة المتباينة».

وفي معرض حديثها عن الصراعات الجارية في الشرق الأوسط وإفريقيا وفي أماكن أخرى، قالت روسيف، «كل تدخل عسكري يؤدي إلى اختفاء السلام، وتدهور هذه الصراعات». وتفتتح البرازيل تقليدياً الدورة السنوية للأمم المتحدة منذ تأسيس المنظمة الدولية في العام 1947.

العدد 4402 - الخميس 25 سبتمبر 2014م الموافق 01 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً