العدد 4402 - الخميس 25 سبتمبر 2014م الموافق 01 ذي الحجة 1435هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

الحجّ الأعظم وأبعاده

قال تعالى: «إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأصْلِحُوا بَينَ أخَوَيْكُمْ وَأتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (الحجرات: 10).

يقول أحد كبار علماء العالم الإسلامي (رحمه الله): «إنّما أسس البيت الحرام للقيام والنهضة، قيام الناس وللناس، لذا وجب أن يكون الاجتماع فيه من أجل هذا الهدف».

ولذا نقول من أجل ماذا تجتمع الملايين كل عام من مختلف أقطار العالم؟ هل للتجارة أم لتغيير الأجواء أم لضياع الوقت، في المقولة السابقة هناك نقطة ممتازة للإجابة عن سؤالنا ألا وهو القيام والنهضة يعني قيام الناس للناس، لأننا في اجتماعنا هذا نكون في أجواء إلهيّة بامتياز، في حالة نقيّة وصافية ولا تشوبها أية شائبة، إلا من كان موجوداً لغرض آخر وهدفه لم يكن أبداً التحرر من القيود الشيطانيّة في هذا الموسم المُبارك ففي هذه الحالة استفادته من الحجّ الأعظم ليست ذا قيمة مفيدة إطلاقاً لا في دنياه ولا في آخرته، ولكن من اتجه قلبه نحو الله تعالى وأراد فعلاً «السفر الإلهيّ» ففي اجتماعه مع مختلف أبناء هذه الأمة العظيمة يكون هدفه الأساسيّ هو البحث عن الوحدة الإسلاميّة والاتفاق الإسلاميّ الذي تحتاجه الأمة الإسلاميّة حالياً أكثر من أيّ وقتٍ مضى، واختلاف أعراقنا ولغتنا ومذهبنا وألواننا لا يجب أن يكون مفعولها مؤثراً ونحن في «الحرم الإلهيّ الآمن»، بل يجب أن يطغى علينا وعلى وجودنا هناك روح الوحدة الإسلاميّة وروح الأخوة ورابطة الدين، وألا يعلو صوت فوق صوت التفكير بمصير الأمة الإسلاميّة، وهناك قولٌ لأحد كبار علماء عالمنا الإسلامي: «تتجسَّد في إطار مناسك الحجّ معاني الودّ والألفة والتعايش مع الأخوة، والصمود والصلابة تجاه الأعداء».

وهذا هو الهدف المُهم لهذا الاجتماع العظيم حول البيت الحرام وهو على رغم كل الاختلافات الموجودة بين المجتمعين، ولكن يبقى العامل المشترك بينهم هو هذا البيت الحرام وهو السبب القويّ لتجسيد روح المحبة والألفة والتعايش بينهم ومصداقاً لقوله تعالى: «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» (الحجرات: 13) والأفضلية في يوم الحساب لا تكون بسبب اللون أو المذهب أو النسب، بل كما وضحته هذه الآية في قوله تعالى: «إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقَاكُمْ» (الحجرات: 13).

ومن جهة أخرى، فالنصف الآخر من هذا الهدف هو الوقوف والصمود صفاً واحداً لمواجهة أعداء هذه الأمة الإسلاميّة ونكون وقتها وبفضل هذا الاجتماع الهائل مصداقاً لهذه الآية الكريمة لقوله تعالى: «إنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ» (الصف: 4)، فالوقوف المُتلاصقُ المُحكم أمام جبهة أعداء هذه الأمة العظيمة تمثل بُعداً كبيراً ومهماً من أبعاد الحجّ الأعظم، ونسأل الله تعالى أنّ يوفقنا لتجسيد هذا البعد في أفضل صورة ممكنة.

حسين علي عاشور


معوقات نشر الفكر العميق بدلاً من التسطيح الفكري

تعليقاً على مقال الأخ ياسر حارب تحت عنوان «نزعة السطحية»، بشأن ما ذكر عن إعجاب الناس بمقولات المشهورين، نعم أتفق معك أن أقوال وأشعار العظماء هي المشهورة والمقبولة من جموع الناس، وهنا أتذكر كلاماً قاله المرحوم الدكتور غازي القصيبي في إحدى مقابلاته التلفزيونية، حيث رد على مقدم البرنامج حين سأله عن أفضل الشعراء لديه، فرد القصيبي أنه الشاعر المتنبي. وهنا قال له مقدم البرنامج نتمنى لك يا دكتور الدرجة نفسها، فابتسم القصيبي ورد عليه قائلاً ما معناه: أنا كل ما أتمناه أن يتذكر الناس بيتاً واحداً من أشعاري، كما يتذكرون أبياتاً من أشعار المتنبي.

وبالرجوع إلى موضوع السطحية، الفكر السطحي مرحب به في العالم العربي والإسلامي؛ لأن الفكر السائد هو أن الإنسان لا دخل له في الأحداث الجارية حوله، فمثلاً سائق السيارة الذي يرجع إلى الخلف ويصطدم بالسيارة الواقفة خلفه يعتقد أن ذلك قضاء وقدر صاحب السيارة التي صدمها بدلاً من أن يعترف بالخطأ والإهمال وعدم الانتباه عند السياقة، وأنه سيحاول بقدر الإمكان تجنب أمثال هذا الحادث مرة أخرى.

ومن المعروف أن الأنظمة الدكتاتورية تبجل وتعظم الزعيم الأوحد، فهو الإنسان الوحيد في البلاد الذي يستطيع أن يتعمق في الفكر والإبداع وأما بقية الناس فعليهم الطاعة؛ لأنهم سطحيو الفكر بالنسبة للزعيم، وأي واحد منهم يتجرأ ويفكر بعمق، مصيره التأديب والتربية من جديد وتسطيح فكره.

فمثلاً الدكتاتور النازي هتلر أدخل في عقول الألمان بأنهم الشعب الآري المفضل بين جميع الشعوب من الأعراق الأخرى، وعليهم النضال للوصول إلى حقيقة موقعهم ومنصبهم، فهم الذين يجب أن تكون لهم الكلمة العليا في العالم، وهذا الفكر الهتلري تسبب في الحرب العالمية الثانية وتدمير ألمانيا وقتل الملايين من البشر. والكلام نفسه ينطبق على الزعيم الأوحد الذي كان يحكم العراق بالأسلوب الدكتاتوري نفسه صدام حسين، وتسبب في حرب مع إيران إلى درجة أنه قام بغزو الكويت واحتلالها وضمها إلى الأراضي العراقية.

من المقولات المشهورة أن الأدمغة إذا اجتمعت وتشاور بعضها مع بعض تصل إلى نتائج أفضل من ترك الأمر إلى دماغ واحد، فيا ترى متى يصل العالمان العربي والإسلامي إلى تطبيق هذه المقولة؟

عبدالعزيزعلى حسين


براعةُ العِشق

وراءَ قساوةِ عثراتٍ مُحملِقة

وبَيْنَ سُكونَيْنِ أسمعُ ضجيجاً مُريداً

وتمتمةً راغِبةً لروحٍ سابحة

تنفذُ في جنونِ حاجزٍ أعمى

أحاولُ فتحَ بابِ طمأنينةٍ في هوجاءَ عاتية.

براعةُ العشقِ تسوقُ قافلةَ الولَه

إلى نزيفِ جودٍ مستمر

الإقامةُ والرحيلُ...عطاؤكَ في كليهِما نبْضٌ قديم.

تحرِّكُني لهفةٌ أكبرُ من طموحي

تمتدُّ إلى مرجِ أشجارٍ مُضيئة

ومقامِ صمتٍ، وموطئِ سكينة

في عالمٍ من الخشوعِ، في حضرةِ قدسِ حبِّك.

فاقةٌ أنا إلى هديِكَ يا كفايتي.

بينَ جفونٍ مُسدَلة

تنتصبُ إفاقةٌ سحَرِيَّة

موعودةٌ بفجرٍ جديد...

تُبسمِلُ الروحُ وتُحمدِلُ، تبتهلُ في نقاءِ المحاريب

لعلَّها تصيبُ شيئاً من رَوْح، وصدىً من قدسٍ خالد.

يرفعُ القلبُ حنكتَهُ، يدقُّ أنتَ أنتَ...

يصطفي رقائقَ العشق

يستدِرُّ عجائبَ الجمالِ وعظائمَ الجلال

لعلَّ ابتسامةَ نورٍ تغسلُ خيبةَ السنين

تُعبِّدُ مَسرى السمو

إلى فيوضاتٍ أسمَى، وجلائِلَ أعلى.

الكلمةُ فيكَ، تخرجُ روعةً، وتعودُ نفائس

هل إلى دلالِكَ مِنْ سبيل؟

أدليتُ، فاملأْ منكَ ظمئي.

عبدالطاهر الشهابي

العدد 4402 - الخميس 25 سبتمبر 2014م الموافق 01 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً