ضاحية السيف - محمد باقر أوال
أصبحت التنمية البشرية تمثل محوراً أساسياً في تنمية المجتمع الذي يعتبر ركيزة أساسية لتنمية الأفراد والموسسات سواء الخاصة أو العامة، وذلك من خلال إقامة الملتقيات والمؤتمرات التي تعنى بشئون المدربين والتدريب للنهوض بالمدرب لتقديم أرقى الورش بمفهوم راقٍ.
إلى ذلك قال، أخصائي تخطيط استراتيجي معتمد أرشد الوهيبي، إن ملتقى مسقط الأول للتدريب الذي سينعقد في الفترة (26 - 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) سوف يعنى بالعملية التدريبية» بشكل يتيح للمدربين الالتقاء تحت سقف واحد لتبادل الخبرات فيما بينهم.
مضيفاً «سيلتقي المدربون زملاء لهم من عدة دول عبر تقديم عدة أوراق عمل وورش تدريبية ومحاضرات تعنى بعدة جوانب مختلفة تناقش التنمية البشرية، منها الإدارة والقيادة والتخطيط والتدريب واحتياجات التدريب والتنمية الذاتية التي تعنى بتنمية الأفراد لذاتهم وتخطيطهم، إضافة إلى ذلك خصصنا جانباً من الورش لخدمة المجتمع من الجانب الإنساني ومنها دورات في التوحد وهي مهمة للمجتمع والفئات التي تقوم بالتعامل مع صعوبات التعلم والتوحد».
وذكر الوهيبي أن «الملتقى سيشارك فيه مدربون من البحرين والكويت والسعودية والإمارات إضافة للبلد المضيف وهي عمان، وسيقدم في الملتقى 32 من الورش التدريبية وأوراق عمل، كما سيحضر 25 مدرباً سيشاركون في تقديم ورش تدريبية مختلفة».
وتابع «هؤلاء المدربون هم من جهات ومعاهد معنية بالتدريب بمختلف الدول المشاركة سيكونون ضيوفاً على الملتقى في مسقط، وسوف يقدمون تجاربهم في هذا المؤتمر من خلال طرح أوراقهم التدريبية».
وأضاف «أن الهدف من هذا التجمع إيجاد بيئة لتواصل فعلي وتبادل الخبرات وفتح قنوات تعاون بين الجهات التدريبية للتدريب». مضيفاً أن «في دول الخليج كوادر تستطيع تقديم ورش وفرص تدريبية بأفضل العروض».
واضاف «لدينا الشرف في التعرف على كوادر تدريبية بحرينية قادرة على العطاء والتدريب الفعال من خلال تقديم ورش تدريبية فعالة ناجحة، وأن في دول الخليج بيئة مشتركة وقريبة من بعض، كما يجمعنا قرب جغرافي وثقافة».
واردف الوهيبي «الشيء الجميل اننا قمنا بالتسويق لفكرة ليست معنية بمسقط او للمركز المنظم، فقد طرحنا الفكرة كمشروع جماعي يخدم التدريب في المنطقة وهي فكرة على اساس كونها في مسقط فإنها لا تخدم مسقط فقط وانما دول الخليج، وهؤلاء سيقومون بالتعرف على اخوانهم من المدربين ويطلعون على مدارس وتجارب أخرى من زملائهم المدربين، وسوف يستفيد المدربون من هذه الخبرات المقدمة ونقلها لبلدانهم للاستفادة منها».
وتمنى ان «ينعقد الملتقى سنوياً لاننا قمنا بتأسيس الفكرة وإعدادها بشكل صحيح دون النظر إلى الفائدة المادية وليست هي الهدف من إقامة هذا الملتقى.
وأضاف أننا قمنا بالإعداد نحو شهرين تقريباً. وهذا الإعداد يكون إثراء للملتقى من كل الجوانب التي يحتاجها دون ان يكون الهدف منه هدفاً مادياً».
وقال في مجمل حديثه: «إن هناك تحديات كثيرة تواجهنا في إقامة هذه الملتقى التدريبي، واننا ولله الحمد تجاوزنا هذه التحديات لعزمنا وإصرارنا على نجاح هذا الملتقى، متمنياً ان يقام الملتقى في دول خليجية أخرى إذا تم هناك اتفاق على ذلك. وهذا مرحب من كل المدربين وهذا يعتمد على التسهيلات المقدمة من خلال هذه الدول الذي سيقام فيها الملتقى إذا كان هناك دعم وتسمح لنا بإقامة ذلك».
أما عن الدعم فقال الوهيبي: «هناك تكاتف من عدة معاهد تدريبية وتكاتف من قبل المدربين وتعاون بين جهات داعمة مثل الجمعية العمانية للموارد البشرية وهي داعم اساسي للملتقى لانها تعنى بتنمية الموارد البشرية، ويمكن لكل المدربين ان ينتسبوا لهذه الجمعية مما يمثل إضافة للمدربين بالدخول وإثراء الجمعية وهي ليست حكراً على العمانيين ولكنها مفتوحة للجميع للمشاركة»، مضيفاً «كما أن هناك مؤسسات من القطاع الخاص تدعم هذا الملتقى وإضافة للمتابعين من معنيين هناك اهتمام كبير بالملتقى ومتابعتهم وسؤالهم عن الملتقى هو بحد ذاته دعم لنا لنجاح هذه الملتقى».
وذكر أن «هناك تفاعلاً من عدة أشخاص وجمعيات ومؤسسات لأن إقامة هذا الملتقى ليس من أجل الربح وإنما من اأجل تجميع المدربين لإثراء المجتمع الخليجي بهذه الورش التي ستقام من خلال مدربين أكفاء».
وتابع «نلاحظ هناك بشكل ملحوظ زيادة في عدد المدربين في دول الخليج، وإقامة مثل هذه الملتقيات هي تمثل تنظيماً لهؤلاء المدربين، وهذا يمثل دورنا كمدربين معتمدين ودور المؤسسات التي تعنى بالتدريب ان نعمل مثل هذه الملتقيات حتى نساعد ونقنن العملية التدريبية، ومثل هذه الورش والملتقيات ستقام ورشة بعنوان «اوقفوا التدريب حالاً؟» سيلقيها احد المدربين من دولة الكويت، سيتطرق فيها لأحد عوامل نجاح العملية التدريبية، وسيناقش فيها أهم الأخطاء الذي يقع فيها المدربون في العملية التدريبية، ومثل هذه المحاضرات تنشر الوعي بين المدربين والمتدربين لأن هناك مسئولية تقع على المدربين لتطوير أنفسهم ودائماً يكونون مطلعين على البرامج التدريبية والأفكار والنظريات الجديدة لتواكب هذه التطورات والتغييرات في التدريب، اضافة إلى أن المسؤلية تقع على المتدربين من اختيار مدرب كفءٍ وقادر على تقديم الجديد».
وقال الوهيبي: «من خلال إقامة هذه الملتقى نجد اننا كمدربين في دول الخليج وضعنا بخير، ومن خلال الملتقى سوف نستفيد من البرامج الناجحة التي قدمت من خلال مدربين بحرينيين، مما سيعم الفائدة على الملتقى والاستفادة منه من خلال نشر الوعي».
وأضاف «حرصنا من خلال أجندة الملتقى على تقديم عدة برامج مختلفة تخدم الفئة المستهدفة وهم المدربون من القطاع الخاص والعام والمتخصصون في التدريب»، مضيفاً «سنخرج في نهاية الملتقى بتوصيات وسنقوم بتوصيلها للجهات المعنية باتخاذ القرارات من المؤسسات الخاصة والعامة لكي يتم الاستفادة منها للمدربين والمتدربين».
وقال: «إن مثل هذه الملتقيات سيكون لها تأثير كبير لانها تطلعنا على تجارب سنين من خلال قيام هذه الدول باتخاذ خبرات وحلول لإنجاح التنمية البشرية بين افراد المجتمع والمؤسسات والاستفادة من تجارب الآخرين وهي تجارب ناجحة ونقدمها بحسب احتياجات المجتمع».
من جهته، قال أخصائي التواصل الثقافي وصاحب مؤسسة استشارات ادارية علي سلمان حول مشاركته في الملتقى: «ما دعاني للمشاركة في ملتقى مسقط الأول للتدريب بل وتمثيل الملتقى في البحرين لتسجيل الراغبين في المشاركة في الملتقى هي عوامل مشجعة جداً لمن يؤمن بدور التدريب في تنمية الموارد البشرية في دول الخليج». مضيفاً أن «الملتقى يجمع كل شرائح المعنيين بالتدريب والتنمية البشرية من مديري معاهد تدريبية، مدربين، ومديري موارد بشرية تحت سقف واحد في سلطنة عمان».
وتابع «عندما بدأنا العمل مع منظم الملتقى أرشد الوهيبي في اللقاءات المتنوعة، زاد إيماني بأهميته خصوصاً بعد الالتقاء بعدد من المهتمين من المعاهد التدريبية ومدربين سواء في البحرين أو في الكويت أثناء جولتنا الترويجية والتي التقينا فيها بالعديد من الكفاءات الخليجية في مجال التدريب وقد نستغرب لهذا الكم الهائل من المدربين المبدعين في منطقتنا وفي شتى التخصصات العالمية في مجال التدريب وبمختلف اللغات».
ونوه إلى «أنني أحسست بالفخر والاعتزاز بعد الاطلاع عن قرب على كم المدربات والمدربين البحرينيين بالتحديد حاملو الشهادات العالية المحلية والعالمية سواء الشهادات الأكاديمية أو الاحترافية، ويمكننا القول اليوم بأننا نملك ثروة بشرية تدريبية بإمكانها أن ترفد عالم التدريب محلياً بل حتى إقليمياً ودولياً لما يتمتع به المدرب البحريني ونظرائه في دول مجلس التعاون بسمعة عالية وبتنوع التخصصات».
وذكر سلمان ان «الإعداد المبكر للملتقى له دور مهم في العمل في أجواءٍ هادئة ومهنية والتخطيط الدقيق لخروجه في أجواء جميلة وحرفية عالية». مضيفاً «نحن اليوم أمام ملتقى يجمع مئات من المهتمين والعارضين للخدمات التدريبية وأكثر من ثلاثين دورة تدريبية على هامش الملتقى يقدمها مدربون ومدربات من دول الخيج، وكلنا الآن ننتظر ونترقب هذا الملتقى الخليجي الأول في سلطنة عمان للخروج بتوصيات تصب في تنمية وتطوير المجتمع في دول مجلس التعاون الخليجي».
العدد 4402 - الخميس 25 سبتمبر 2014م الموافق 01 ذي الحجة 1435هـ