إن الإنسان في تقدمه ضمن عمله - ولمواصلة العطاء وزيادة مستواه ورفع كفاءة إنتاجه كماً ونوعاً بجانب التدريب واكتساب الخبرة - يحتاج إلى حوافز العمل والتي تتمثل في الكسب المادي، أو في الكسب المعنوي والذي يتمثل في التقدير، أو كليهما معاً بهدف حفز الموظف ودفعه لزيادة إنتاجه كماً ونوعاً لإشباع حاجاته.
هذا ما نحتاجه بملاعبنا وخصوصا في الألعاب الجماعية، فقد أعاد إعلان اتحاد الكرة عن الجوائز والحوافز الكبيرة للمتميزين في موسمه الجديد هذه المطالبات. هذه الحوافز المجزية ترسم الابتسامة على وجوه أصحاب الإنجازات، وتدفعهم للمزيد من الاجتهاد لتحقيق الأفضل كما إنها تساهم في تشجيع المواهب الشابة على مضاعفة الجهد تطلعاً للظفر بأحد الألقاب وحتى ارتداء شعار المنتخب وهذا هو أحد العوامل الرئيسة لصناعة البطل الذي يعد هدفاً أساسياً من أهداف اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية.
اللجنة الاولمبية نجحت في تفعيل لائحة الحوافز لأصحاب الإنجازات على مستوى المنتخبات الوطنية بعد أن ظلت هذه اللائحة حبيسة الأدراج لسنوات طويلة، قبل أن تفعّل المؤسسة العامة للشباب والرياضة لائحة الحوافز لأصحاب الإنجازات على مستوى الأندية المحلية والتي يمكن تسميتها بكأس التفوق لكل لعبة، لكن المطالبة هنا تفعيل لائحة لتكريم اللاعبين المتميزين شخصيا، ووضع اتحاد الكرة جائزة لأفضل لاعب وحارس وهداف ومدرب ولاعب صاعد يعطي الجائزة تنافسية أكبر، تعد تحولاً حضارياً في مسيرة الرياضة البحرينية يساعد في تسريع عملية التطوير تطلعاً للوصول إلى مرحلة الاحتراف الشامل. نتمنى أن تشمل مثل هذه الحوافز التشجيعية جميع مسابقاتنا المحلية الجماعية منها والفردية حتى يزداد صدى هذه المسابقات وتصبح عنصر جذب للاعبين والإداريين وتؤدي بالتالي إلى الارتقاء بمستوى المنافسات.
مثال على ذلك، في الدوري السعودي اللاعب الفائز بجائزة أفضل لاعب في الأسبوع يحصل على جائزة تصل إلى 50 ألف ريال، بينما اللعب لدينا يلعب بالمجان أو بمبلغ رمزي قدره 50 دينارا، وعلى رغم ذلك يتفنن ويبدع من أجل الظفر بها، ذلك أنّ غالبية اللاعبين هم من أصحاب الدخل الضعيف وغير المستقرين.
بالتأكيد هذه المهمة صعبة بالنسبة للاتحادات الوطنية التي لا تستطيع أساسا تقديم مكافأة مالية متميزة لبطل مسابقاتها -أتحدث عن ألعاب الصالات- فكيف بها تخصص مكافآت لأفضل اللاعبين، وخصوصا أنها تفتقد إلى الراعي الذي يقدم لها المساعدة على ذلك، لذا فإن مسألة تفعيل حوافز المسابقات المحلية مسألة ضرورية وستكون نقطة إضافية في طريق تحقيق الإثارة الكاملة في مسابقاتنا، لكن ذلك بالتأكيد بحاجة إلى قرارات حاسمة من أصحاب الشأن سواء في الحكومة أو حتى المؤسسة العامّة أو اللجنة الاولمبية أو حتى الاتحادات الوطنية من أجل السير في الطريق الصحيح للمسابقات، كل ذلك يحتاج إلى قرار رفيع المستوى من شأنه أنْ يرفع الرياضة البحرينية وليس كرة القدم فحسب، فالإعلان السعودي في كل موسم لتقوية دوريها لم يأت إلاّ بعد الحصول على ضوء أخضر حكومي جعلها تشد ظهرها في سبيل رقي مسابقاتها، وهذا ما نحتاج إليه بالفعل.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4400 - الثلثاء 23 سبتمبر 2014م الموافق 29 ذي القعدة 1435هـ
شخبار جاهزية مدريد ؟؟؟
هلا مدريد هههه