(كلمة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين الدكتور عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية)
يمثل اليوم الوطني بالنسبة للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا وهي تحتفل بالذكرى الرابعة والثمانون لتوحيدها عودة للتاريخ وتحديدا عام 1351هـ الموافق 1932م حيث استطاع مؤسس المملكة المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود توحيدها بعد جهاد استمر لمدة 32 عاما منذ 1329هـ الموافق 1900م من اجل لم صفوف أبناء المملكة تحت راية التوحيد في وحدة سياسية واجتماعية وتنظيمية بعد أن كانوا لفترة طويلة كيانات وقبائل متفرقة ومتناحرة فتأسست دولة عربية فتية تزهو بتطبيق شرع الله وتصدح بتعاليم الإسلام السمحة وقيمه الإنسانية، حريصة على التضامن العربي والإسلامي، والسلم الدولي وفق رؤية سياسية واعية للمغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله الذي استطاع أن يجعل من المملكة العربية السعودية دولة لها ثقلها العربي والإسلامي والدولي، فكانت المملكة من الدول المؤسسة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة.
وقد استمد رحمه الله من الشريعة الإسلامية منهاجا ونبراسا له، فحقق بفضل الله ما يصبوا إليه، وتكاتف الناس حوله وجعل للوطن شعارا يعتز فيه كل مسلم وهو راية التوحيد وتحقق لهذه الأرض أمنها واستقرارها وازدهرت الحياة، وسن الأنظمة والقواعد وفق دستور شرعي يعطي كل ذي حق حقه.
واستطاع بحنكته أن يعطي للحُكم في هذه البلاد مفهوما جديدا للإصلاح، حيث بيّن للناس أنه منهم ومعهم وأنه يشاركهم همومهم وسعى لدحر الظلم ونشر العدل ووحد هذه البلاد على عقيدة صحيحة وعلى قلب واحد وشعب واحد، وترجم تلك المعاني في حياته وأخذ يبني البلاد ويجمع شمل الأمة ويوحد رأيها وكلمتها، وبعد اكتمال مقومات الوحدة وإعلان قيام المملكة العربية السعودية، وضع أسس وقواعد الدولة، كان لبعد نظره وذكائه الفضل بعد الله في بناء الدولة الحديثة وتعزيز ركائزها وبناءها داخليا ثم مّد علاقات حسن الجوار والصداقة إلى الدول المجاورة والصديقة.
وقد نعم شعب المملكة بعد هذه الملحمة التاريخية القوية التي يسودها الحب والاحترام بالتنمية ورغد العيش وأصبح ذلك التناحر وعدم استتباب الأمن والتخلف والعصبية من الماضي بعد تأسيس كيان قوي فعال قائم على العدل والأمن والذين يعتبران داعم رئيسي للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، استطاع أبناؤه الكرام من بعده أن يكملوا المسيرة ويجعلوا هذه الجزيرة واحات من البناء والازدهار المتواصل الذي نعيشه اليوم مستمدين من رؤية وحكمة والدهم الكثير الكثير، حيث تعاقب على الحكم من بعده الملوك سعود، وفيصل، وخالد وفهد - رحمهم الله.
واليوم يحمل الراية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعضده ولي العهد سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، وسمو الامير مقرن بن عبدالعزيز – حفظهم الله - ولأن اليوم الوطني ذكرى غالية على قلوب الجميع يحتفي فيها بالعطاء والانجاز وتمثل فرصة كبرى للتفكير في هذه المسيرة التي تحققت ويستلهم منها العبر والدروس لهذا القائد الفذ الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته وإيمانه الراسخ بالله عز وجل، أن يبني هذه الدولة الشامخة ويشيد ثوابتها النيرة التي نشهد تطورها ونتطلع لغد أفضل في سعينا الدائم إلى كل ما من شأنه رفعة الوطن في جميع المجالات للَّحاق بركب الدول المتقدمة، حيث قطعت المملكة ولله الحمد شوطا كبيرا في سنوات قصيرة قياسا بعمر الأمم ما جعلها تحتل مركزا مرموقا على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني والاجتماعي من خلال المحافظة على ثوابتها كدولة إسلامية لها أهميتها العظمى كمهبط للوحي وقبلة للمسلمين ودورها المهم في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية والدولية العادلة والحرص على تعزيز مبادئ السلم والعدل والأمن في العالم، وتسعى بكل إخلاص لحل مشكلات المنطقة والقضايا الدولية بما تملكه من دور سياسي كبير في العالم العربي والإسلامي والدولي، وبما تملكه من مصداقية سياسية نظرا لتمتعها بدبلوماسية متزنة نالت الاحترام الدولي لآرائها وبُعد نظرها ومبادراتها الحكيمة ومواقفها الإنسانية النبيلة.
ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أشيد بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقة القائمة على الود الخالص والمحبة الصادقة بين القيادتين والشعبين، وعلى ما تلقاه السفارة من رعاية وتقدير كريمين من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء - حفظهم الله، ومن جميع المسئولين والجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة في مملكة البحرين الشقيقة.
كما يشرفني أن ارفع باسمي ومنسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين في مملكة البحرين الشقيقة أسمى عبارات التهاني والتبريكات للقيادة الرشيدة والأسرة المالكة الكريمة ولسمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية و نائبه سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله آل سعود، والشعب السعودي الوفي النبيل، سائلين المولى عز وجل أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والعطاء والرخاء تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله ورعاهم.
إقرأ أيضا لـ "الدكتور عبدالله بن عبد الملك آل الشيخ"العدد 4400 - الثلثاء 23 سبتمبر 2014م الموافق 29 ذي القعدة 1435هـ
نطالب
نطالب من السعوديه اطلاق جميع معتقلين الشيعة وعلى راسهم الشيخ النمر
تحية الى
سفير المملكة في مملكة البحرين ونبارك لك بالعيد الوطني لكن يا حضرة السفيرنحن نعرف البير وغطاه وصفرية البخار تبخر لهذا سموها صفرية بخار.
وكل عام وانت والشعب السعودي بالف خير.