مع بداية القصف الجوي للتحالف الدولي الذي انطلق أمس (الثلثاء) على الأراضي التي تسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في أنحاء مختلفة من سورية والعراق. كتبت وكالة الاسوشيتدبرس تقريرا عن «تفوق داعش على الاعلام العربي الرسمي» اذ أوضحت ان الحرب في هذه المرحلة تختلف كثيرا عما كانت عليه أيام أسامة بن لادن، فهناك اليوم حرب إعلامية متطورة حشدت من خلفها شبانا محرومين وتفوقت بها على جهود الحكومات العربية اذ ولت ايام جماعة بن لادن وهم يهربون اشرطة الفيديو لقناة الجزيرة.

ان انصار داعش يستخدمون في الوقت الحالي أدوات الإعلام الجديد مثل «تويتر» و «فيسبوك» ومواقع تواصل أخرى لجذب مجندين جدد بأشرطة مصورة معدة باحترافية واضحة، «تظهر المقاتلين وهم يشنون حربهم المقدسة».

ونقل التقرير عن أحد مقاتلي التنظيم لرجال وأطفال سوريين في فيديو يسمى «خير أمة» الذي يقول: «نريد أن نكون إخوتكم وأن تكونوا إخوتنا».

ويظهر الفيديو العربي ذو الترجمة الإنجليزية، مجتمعا يقوم فيه رجال أتقياء بأعمال الشرطة في الشوارع، ويقضون على المخدرات والخمور ويتأكدون من أن الجميع يصلون في جماعة معا في المسجد. ويوزع المسلحون الطعام على المحتاجين ويتأكدون من أن الأسعار عادلة في الأسواق المحلية.

وبحسب تقرير الوكالة فقد أشار الفيديو إلى أن ذلك يفرض رؤية لعالم أفضل، ويقف ذلك في مقابلة صارخة مع معظم دول المنطقة التي يترأس فيها مستبدون طاعنون في السن حكومات ينظر إليها على أنها فاسدة ومتحجرة. ايضا الرسالة الموجهة إلى الشباب المغترب في المنطقة وفي الخارج هي أنهم يستطيعون أيضا شن حرب مقدسة، ويقومون بالانتقام ممن ينظر إليهم على أنهم يضطهدون المسلمين، وبناء مجتمع عادل مبني على القانون الإلهي.

وكانت أكثر مقاطع الفيديو التي اجتذبت الانتباه في الغرب هي التي تظهر رجلا مقنعا يقوم بقطع رقبتي صحافيين أميركيين وعامل إغاثة بريطاني في الصحراء. وتوثق مقاطع أخرى الحياة في محافظة الرقة التي يسيطر عليها المسلحون شرقي سورية، وتدعو المجندين المحتملين باحتفاء للانتقال إلى هناك.

يقول خبراء – بحسب التقرير - إن محاربة تلك الرؤية تتطلب أكثر من إسكات المدافعين عنها ببساطة فهي طريقة لجذب الناس بعيدا عن تلك الأفكار. اما أغلب الحكومات العربية فترى في وسائل التواصل الاجتماعي تهديدا لاستقرارها، اذ حاولت الحكومات فرض رقابتها على الشبكة العنكبوتية ورصدها، لتقوم ببث خطبها وتصريحاتها على وسائل الإعلام الرسمية.

مقاتلو «داعش» يقومون بالتغريد مباشرة من ساحة المعركة لحظة بلحظة، ما يقدم تحديثات حقيقية والخوض في مناقشات دينية مع منتقديهم عبر الإنترنت.

كل ما يحدث يبرهن دور الانترنت في بث افكار «داعش»، فتلك الجماعة لديها جيش الكتروني والرقابة والمنع على المواقع لن يحد من المشكلة وخاصة ان الحكومات التي تقاوم هذه الجماعة هي نفسها من كان لها دور في يوم من الايام في خلق «داعش» ونشر هذه الأفكار باسم الدين والمناهج الدراسية وغيرها وذلك من اجل تخدير العقول ومقاومة مطالب الشارع العربي وحماية المصالح المشتركة بينها وبين الغرب.

فقط الآن يريد الجميع اجتثاث «داعش» بعد اعلنوا الحرب عليها رغم أن ذلك لا يعني حقيقة القضاء على هذا الفكر كليا وهو الذي تطور مع الزمن وتغلغل داخل المجتمعات العربية لاسيما في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تراجعا فكريا واجتماعيا وثقافيا بمختلف النواحي.