صرح الباحث الفلكي البحريني علي الحجري بأن مملكة البحرين ستكون على موعد مع بداية دخول فصل الخريف فلكياً والذي يسمى بالاعتدال الخريفي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بينما يكون فصل الربيع في النصف الجنوبي في يوم غد الثلثاء (23 سبتمبر/ أيلول 2014)، في تمام الساعة (05:29) صباحاً بعد أن استمر فصل الصيف بالمملكة لمدة 93 يوماً و15 ساعة و38 دقيقة.

وقال الحجري، في بيان، إن فصل الخريف سيحلّ ضيفاً على مملكة البحرين لمدة 89 يوماً و20 ساعة و34 دقيقة بحيث بدأت الشمس بعد أن تجاوزت الانقلاب الصيفي في حركتها الظاهرية في الاتجاه الجنوبي تدريجياً بحيث تتعامد الشمس على خط الاستواء ليؤدي بذلك إلى تساوي طول فترتي الليل والنهار تقريباً خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة من تاريخ الاعتدال الخريفي في منطقة الخليج وبعض بقاع الكرة الأرضية.

وأشار إلى سببين رئيسيين يتحكمان في طول فترة النهار والليل، وهما ميل الشمس عن خط الاستواء، والموقع الجغرافي، بحيث إذا كانت الشمس عمودية على خط الاستواء، فيتساوى طول فترتي الليل والنهار، بينما كلما ابتعدت الشمس عن خط الاستواء شمالاً أو جنوباً زاد الفرق في طول فترة النهار أو الليل وقصرهما، لهذا السبب يفسر طول فترتي الليل والنهار في منطقة القطبين الشمال والجنوبي اللتين تستمران 6 شهور والتغيرات المناخية المصاحبة في منطقة القطبين والتي تبدأ متزامنة مع حدوث الاعتدال الخريفي وهي غياب الشمس عن القطب المتجمد الشمالي لمدة 6 أشهر متواصلة ولتشرق الشمس في القطب المتجمد الجنوبي ولمدة 6 أشهر متواصلة ليكون النظام الليل والنهار معكوساً عند الأقطاب في هذه الفترة.

وأوضح أن طول فترة النهار في البحرين في يوم الاعتدال الخريفي يساوي 12 ساعة و7 دقائق بينما ستكون طول فترة الليل إلى 11 ساعة و53 دقيقة وذلك بعد أن تظهر فيهما الشمس من الاتجاهات الحقيقية لتشرق الشمس في يوم الاعتدال نفسه بمشيئة الله تعالي في تمام الساعة (05:26) صباحاً بتوقيت البحرين من الجهة الشرق تماماً وببعد زاوي على يمين جهة الشمال وتساوي 89 درجة و34 دقيقة إلى أن تغيب الشمس في تمام الساعة (05:33) مساء بتوقيت البحرين في الجهة الغرب تماماً وببعد زاوي على يسار جهة الشمال وتساوي 270 درجة و12 دقيقة وهو ما يعد من التجارب العملية الفلكية المهمة بالنسبة إلى من يرغبون في التعرف على نقطة الشرق والغرب بدقة.

وذكر الحجري أن فصل الخريف في التراث الفلكي يبدأ عندما يكون الطالع هو الجبهة في التاسع من شهر سبتمبر الجاري وهو الطالع الوحيد الذي تكون أيامه 14 يوماً، ويوصف باعتدال ليله، مع بقاء حرارة النهار، ثم يتلوه طالع الزبرة وهو الذي يتزامن مع بدء الخريف ويوصف ببرودة الليل، وبعد 13 يوماً منه يكون الطالع الصرفة والذي يعرف بانصراف الحر، ليتلوه طالع العواء الذي يبدأ معه موسم المطر وهو ما يعرف بالوسم، ثم السماك الذي تبدأ معه البرودة وشدة الأمطار، ثم يأتي نوء الغفر الذي تشتد فيه البرودة عما سبقه، ثم نوء الزبانا الذي يكون آخر الخريف وشدة البرودة وبداية الشتاء.

وقال إن هناك طقوساً مختلفة ستقام في بعض دول القارة الآسيوية احتفالاً بمهرجان منتصف الخريف والذي يسمى بمهرجان القمر ويمثل عيد الحصاد الشعبي لكل من الصينيين واليابانيين والكوريين والفيتناميين والذي يرجع تاريخ هذا المهرجان إلى أكثر من 3000 سنة، لديانة عباد القمر بينما يسمى هذا المهرجان في ماليزيا وسنغافورة والفلبين باسم مهرجان المصابيح أو مهرجان كعك القمر.

وختم الحجري بالرجوع إلى تاريخ الاكتشافات الفلكية والمتزامنة مع الاعتدال الخريفي، فقد تم في مثل هذا تاريخ 23 من شهر سبتمبر من عام 1846 اكتشاف كوكب نبتون من قبل المرصد الفلكي لبرلين من قبل العالم الفلكي الفرنسي اوربان لوفيريي والذي حقق طفرة كبيرة في مجال اكتشاف كواكب المجموعة الشمسية ووضع جداول زمنية لتحديد مطلعها وبداية تطور عالم التلسكوبات البسيطة.