العدد 4396 - الجمعة 19 سبتمبر 2014م الموافق 25 ذي القعدة 1435هـ

القطان: لقاءات ولي العهد بالأعيان دليل حرص القيادة على تحقيق توافق عادل بين مكونات المجتمع

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

ثمّن خطيب جامع الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، في خطبته أمس الجمعة (19 سبتمبر/ أيلول 2014)، “جهود القيادة الحكيمة وعلى رأسها جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء، في جمع كلمة المواطنين وتوحيد صفهم ولمّ شملهم، وكذلك الجهود الحثيثة المباركة التي بذلها سمو ولي العهد ومساعيه الحميدة ولقائه بعدد من الأعيان وشخصيات المجتمع، لتقريب وجهات نظرهم والوصول بهم إلى توافقات سياسية وقواسم مشتركة، تدفع باتجاه الإصلاح، والتطوير الشامل للبلاد، وحفظ أمنها واستقرارها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرص القيادة الرشيدة على تحقيق توافق عادل بين فئات ومكونات المجتمع البحريني كافة، دون استثناء حتى نبني سوياً حاضر بلدنا ومستقبله، ما ينعكس إيجاباً على نهضة وطننا وازدهاره ورخائه”.

وفي موضوع آخر، تحدث القطان في خطبته عن أن “الحج إلى بيت الله الحرام، هو الشعيرة والفريضة الرابعة في الإسلام، وله في حياة المسلمين الكثير من المعاني والمقاصد والدروس والعِبَر، التي من خلالها يقوّم الاعوجاج، ويصحح المسار في حياة هذه الأمة. يدرك هذا المسلمون كل عام، وهم يؤدون هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، وهم يشاهدون الحجاج يفدون إلى بيت الله الحرام، من كل فج عميق، فالعبادات في الإسلام من أهدافها الرئيسية، تزكية النفس بالإيمان والتقوى، والعمل الصالح، والسلوك الحسن، وهذا ما يفعله الحج في المجتمع المسلم وفي نفوس المؤمنين، ومن ثمار الحج وآثاره المتجددة في حياة المسلمين، دعوته إياهم في كل عام إلى نبذ العصبية والتعصب والطائفية والتفاخر بالأحساب والأنساب والجاه والسلطان؛ فالمسلمون في الحج سواسية لا فرق بينهم، ولا تمايز بينهم بسبب اللون أو الجاه أو المنصب أو الوطن، فقد جاؤوا من أرجاء الأرض تجمعهم كلمة التوحيد، لا إله إلا الله محمد رسول الله، يقفون في صعيد واحد، ويلبسون ثياباً واحدة، ويؤدون مناسك واحدة، يجمعهم الحب والتعاون والتآلف والإخاء، غايتهم واحدة، أن يتقبل الله منهم حَجّهم، وأن يتحللوا من جميع ذنوبهم ومعاصيهم، وأن يختم لهم ربهم بالحسنى، وأن يثبتهم على الحق حتى يلقوه، هذا هو الحج الذي جاء ليهدم رواسب الجاهلية الباقية والمتجددة في النفوس الضعيفة، والتي منها العصبية والتعصب للون أو الجنس أو المذهب أو الطائفة أو البلاد أو اللغة أو غير ذلك من ألوان التعصب في حياة المسلمين اليوم، التي أوغرت الصدور، وفرقت الأمة؛ ولأجلها قامت الحروب، وسفكت الدماء، وحلت البغضاء والشحناء، وذهبت المودة والرحمة، وانتشر التقاطع والهجران”.

وأشار القطان إلى أن “العصبية أن يعتقد الإنسان أنه أفضل من غيره بسبب لونه أو جنسه أو قبيلته أو نسبه أو مذهبه أو طائفته أو مهنته ووظيفته، هذه العصبية لم تدخلْ في مجتمعٍ إلا فرَّقته، ولا في عمل صالحٍ إلا أفسدته، ولا في كثيرٍ إلا قلَّلته، ولا في قويٍّ إلا أضعفتْه، وما نجحَ الشيطانُ في شيءٍ مثلما نجحَ فيها، والله سبحانه وتعالى قد بيّن أن الناس جميعاً متساوون، خلقهم الله من تراب، وقسّم بينهم معيشتهم، وجعلهم شعوباً وقبائل، وجعل شرط التميز التقوى له، والقرب منه، والالتزام بشرعه”.

وذكر القطان أن “في الحج، ومظهر الحجيج بصورة واحدة، وروح واحدة، وتوجه واحد، لدليل على الأخوة التي دعا إليها الإسلام، فأينعت هذه الأخوة في حياة المسلمين وآتَتْ أُكُلَهَا أضعافاً مضاعفة، وكان المسلمون بها أمة واحدة، وما أحوج الأمة اليوم - أفراداً وشعوباً، حكاماً ومحكومين - إلى هذه الأخوة، في زمن كثرت فيه المشاكل، وتنوعت فيه الخلافات على مستوى القطر الواحد؛ بل وبين الدول مع بعضها البعض، ويا ليتها كانت خلافات من أجل الدين والحق والقيم العظيمة، والتنافس من أجل ازدهار الأمة ورفاهية الشعوب، بل كانت من أجل دنيا فانية، ولذة عابرة، فما قيمة هذه الأمة التي تملأ شرق الأرض وغربها إذا كانت مِزَعاً متناثرة، وأفراداً مختلفين، وجماعات متقاتلة متناحرة، وبلداناً متفرقة، وأجناساً متنافرة، وأعراقًا متباينة، وطبقيات عصبية، وحميات جاهلية وطائفية؟، إن قوتها حينئذٍ تنعكس وبالاً عليها، ويتجرأ عليها الغرب والشرق”.

وفي سياق خطبته، قال القطان: “تستقبل الأمة الإسلامية في الأيام المقبلة، موسماً عظيماً من مواسم الإسلام، التي يفيض فيها المولى عز وجل من فضله على عباده، ما لا يحصى ولا يعد من النعم، وهذه الأيام هي الأيام العشر من ذي الحجة، وهي الأيام المعلومات المخصوصة بالتفضيل في محكم الآيات القرآنية، إن هذه الأيام المباركات، تُعد مناسبةً سنويةً مُتكررة، تجتمع فيها أُمهات العبادات، كما أنها أيام يشترك في خيرها وفضلها الحُجاج إلى بيت الله الحرام، والمُقيمون في أوطانهم لأن فضلها غير مرتبطٍ بمكانٍ مُعينٍ إلا للحاج”.

وبيّن القطان أن “من أجلِّ الأعمال الصالحة التي تشرع في هذه العشر: أداء مناسك الحج، الذي أوجبه الله تعالى على كل مسلم قادر تحققت فيه شروط وجوبه، وكذلك من الأعمال الصالحة الإكثار من ذكر الله سبحانه بالتكبير والتهليل والتحميد والتسبيح، والاستغفار، والدعاء، وتلاوة القرآن الكريم، والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وكذا الإكثار من صلاة النوافل لكونها من أفضل القُربات إلى الله تعالى، إذ ان النوافل تجبر ما نقص من الفرائض، وهي من أسباب محبة الله لعبده، وإجابة دعائه، ومن أسباب رفع الدرجات، ومحو السيئات، وزيادة الحسنات، وكذلك الإكثار من الصدقات: لما فيها من التقرب إلى الله تعالى، وابتغاء الأجر والثواب منه سبحانه، عن طريق البذل والعطاء والإحسان للآخرين، ومن الأعمال الصالحة في هذه العشر، الصيام لكونه من أفضل العبادات التي على المسلم أن يحرص عليها، لعظيم أجرها وجزيل ثوابها، وكذلك من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، ذبح الأضاحي، وهو سنة مؤكدة، على كل قادر عليها من المسلمين، وذبح الأضاحي من شعائر هذا الدين الظاهرة، ومن العبادات المشروعة في كل الملل؛ يقول سبحانه: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) الحج: 34، ويبدأ ذبح الأضحية بعد انتهاء صلاة العيد، إلى غروب شمس آخر أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة”.

العدد 4396 - الجمعة 19 سبتمبر 2014م الموافق 25 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 5:04 ص

      المطلوب مجلس اعيان

      اقترح على الحكومة الموقرة انشاء مجلس اعيان في المملكة اسوة بالمملكات الاخرى ويكون اعضاءه من العائلات المعروفة في المملكة ورجال الدين والتجار وذوي الراي السديد وتكون مهماته التوفيق بين فئات المجتمع ونقل هموم المواطن للحكومة لان النواب وبصراحة همهم التقاعد ومصلحتهم الشخصية فقط

    • زائر 8 | 4:03 ص

      بختصر ...

      أمر غريب يا شيخ عدنان القطان.. أنت أحد الاشخاص إللى مستانس ( فرحان ) ،ما يهمك كلمة الحق !!
      ولا تدري بالفقر إللى في البلد.
      ولا تدري ماذا ( ويش يصار ) يحصل في البلد.

    • زائر 7 | 2:38 ص

      العزيز

      أي مكونات الشعب ؟ يعني الكم الكبير من الشعب الذي خرج في مسيرة الأمس لم يكن من مونات الشعب ؟ والذين حضروا مع ... وهم على عدد الأصابع هم مكونات الشعب . مالكم كيف تحكمون .

    • زائر 6 | 2:05 ص

      ياشيخ كلامك مردود عليه

      انت ياشيخ تقول بان (الله سبحانه وتعالى قد بين بان الناس متساوون)وذكرت كذلك ان العصبية من يعتقد انه افضل من غيره
      وسؤال اسالك اياه وعليك ان تطرحه على نفسك عندما تخلد الى النوم وتتامل قليلا في ذلك القبر المظلم الموحش اذا انزلت فيه بعد عمر طويل
      هل من العدل والانصاف ان يحوز ابن القبيلة على بيت او فلة او قصر او مساحة ارض لمجرد وصوله لمرحلة البلوغ بينما يبقى الاخرون ينتظرون دورهم عشرون سنة واكثر ؟؟هذا غيض من فيض وعليك الاجابة واتمنى ان تقرا تعليقي ان كنت من متصفحي هذه الصحيفة

    • زائر 5 | 12:46 ص

      تلميع انتخاباا

      شبعنا من عناهم وارتووووويناا.....

    • زائر 4 | 12:43 ص

      الذيب مايهرول عبث

      يمدح للسوق اللي يربح فيها

اقرأ ايضاً