تعتبر فترة ما قبل الزفاف فترة حاسمة ومجهدة تسبب ارتباكاً وعصبية للشريكين، حيث يجب إدارة التوتر والقلق بصورة فعالة لجعل هذه الفترة إيجابية بالنسبة لك ولشريكك. فكل ما يأتي قبل موعد الزفاف قد يسبب التوتر للشريكين؛ لأن هذه الليلة هي ليلة العمر التي لا تتكرر، ويجب أن تكون جميع الترتيبات للحفلة بشكل مثالي. يوم الزفاف أيضاً يمثل بداية جديدة، وهو نقطة للتغيير والانتقال، مما يبعث شعور الخوف من التغيير والخوض في المجهول. السر في التعامل مع التوترات التي تصاحب هذه الفترة يكمن في القدرة على التعرف على الضغوط عندما تحدث وإدارتها.
العوامل التي تسبب التوتر قبل الزفاف
أولاً: المسئولية والالتزام لشخص آخر قد يكون أمر مربك؛ لأن فتح باب الزواج يغلق أبواباً أخرى. ثانياً: التوقعات حول الحدث الفعلي تكون خيالية. فيعمل الزوجان وقتاً طويلاً لجعل كل شيء مثالياً. والضغط المادي ومحاولة إرضاء الجميع سبب آخر. إضافة إلى ذلك، التعرف على أشخاص جدد من عائلة الزوجين والتأقلم معهم أو تقبلهم يمكن أن يكون أمراً صعباً للغاية. لذلك قد تسبب هذه الفترة اضطرابات نفسية وجسدية للشريكين إذا لم يتم التعرف على الضغوط وإدارتها.
الأعراض التي قد يسببها التوتر بشكل عام
عند زيادة الضغوط تبدأ المشكلة في العقل وتظهر في بداية الأمر بشكل مشاكل نفسية مثل التهيج، والتوتر العاطفي، وقد يلجأ البعض للإفراط في التدخين أو الكحول مما يسبب اضطرابات في النوم، وصعوبة في اتخاذ القرارات واذا استمر الإجهاد من غير تخصيص وفت للاسترخاء تبدأ الضغوط بتعكير الطاقة الحيوية للجسم وهنا تظهر نفسها على هيئة مشاكل في الجهاز الهضمي مثل فقدان الشهية، أو عسر الهضم، أو الإمساك، أو انتفاخ البطن، أو التهاب المعدة وغيرها ثم تبدأ آلام الظهر. هذه الاختلالات تسوء اعتماداً على درجة الضغوط المسببة لها. لذلك يجب علينا تخصيص وقت لممارسة التأمل وتقنيات التنفس العميق والاسترخاء للوقاية أو للتخفيف من حدة هذه الإجهاد.
التوتر أمر طبيعي
من الطبيعي أن يحدث التوتر والإجهاد ما قبل وبعد الزواج، وغالباً ما يشعر الزوجان بالحزن. وأحياناً يبتليان بالحديث حول ما حدث من أخطاء مثل مشاجرات الأهل أو الديكور والزهور التي لم تكن كما الطلب وغيرها من الأمور أثناء شهر العسل. لا يمكن منع التوتر ولكن يمكن التقليل من التوتر عن طريق التعرف على مصادر التوتر التي تدخل في نطاق السيطرة والتحكم بها. مثلاً الحديث عن عوامل التوتر المحتملة وأخدها بعين الاعتبار وتوقع حدوث حوادث صغيرة وتقبل الأمور الخارجة عن السيطرة.
بعض الضغوطات يمكن السيطرة عليها ومنعها. على سبيل المثال، بعض الأنشطة والالتزامات اختيارية. كذلك يمكنك التحكم في توقعاتك وجعلها واقعية ومناسبة للموازنة. الضغوطات الأخرى هي خارجة عن إرادتك. على سبيل المثال، لا يمكن لأحد التحكم بالأمراض والإصابات الطارئة وتصرفات الأهل والأقارب.
كيفية التعرف على الضغوط وإدارتها
أولاً يجب التعرف على علامات التوتر... القلق هو علامة على التوتر، مثلاً القلق بشأن أصغر التفاصيل أثناء الترتيب للحفل. الشك في نجاح العلاقة الزوجية أيضاً علامة أخرى، حيث يتساءل الزوجان إن كانا قد اتخذا قراراً صائباً في زواجهما. الحقيقة هي، أن الجميع يتمني إذا كان هناك ضمان بأن حياته سوف تكون سعيدة مع هذا الزوج. وعلامات بداية الإجهاد هي الهم والشك. يقول الحكماء أن مناقشة سبب الإجهاد أقل فائدة من أن تعرف ما هو وضع عقلك عندما كنت متوتراً. إذا حاولت أن تسترجع أي تجربة من التجارب المجهدة من حياتك، يمكنك أن ترى أنه أثناء هذه التجربة، يتعرض العقل لضغط شديد وتندفع الأفكار بسرعة هائلة. السرعة الزائدة من معدل تدفق الأفكار في العقل هذا هو ما يسمى بالتوتر. وبالتالي فإن تعريف الإجهاد هو تدفق الافكار بسرعة في العقل. فائدة هذا التعريف هو أنه يقودك إلى التالي: إذا كنت تستطيع إبطاء معدل تدفق الأفكار في العقل والتحكم في سرعة الأفكار، يمكنك التقليل من الإجهاد والتوتر بفعالية لذلك يجب تعلم تمارين الاسترخاء والتأمل والتنفس العميق.
نصائح أخرى
أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم، تناول وجبات منتظمة ومتوازنة ومعتدلة، التقليل من أكل اللحوم والإكثار من الخضروات. تجنب السكر الزائد واللحوم والكافيين والنيكوتين. كل هذه المواد تعطيك نشاطاً مؤقتاً ثم تسبب الإرهاق وزيادة التوتر. مثلاً تعاطي كمية عالية من الكافيين تجعل خلايا الدماغ تدمن على آثاره المحفزة وتمنح الشعور باليقظة العقلية حتى عند استنفاد الطاقة الجسدية مما قد يسبب اضطرابات في النوم والشعور بخفقان القلب والعصبية. مع تمنياتي لكم بزواج مبارك وحياة سعيدة إن شاء الله.
إقرأ أيضا لـ "فاطمة المنصوري"العدد 4395 - الخميس 18 سبتمبر 2014م الموافق 24 ذي القعدة 1435هـ
اا
مشكورة جيتين في وقتش