اعلن رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة ان "خطأ بشريا" على الارجح يقف وراء مقتل 15 طفلا سوريا خلال حملة التلقيح ضد الحصبة التي حصلت في مطلع الاسبوع في شمال البلاد.
وقال طعمة، بحسب ما نقل عنه الموقع الالكتروني للحكومة السورية الموقتة (حكومة المعارضة)، ان "التقارير رجحت احتمال حدوث خطأ بشري ادى الى استخدام مادة الأتراكوريوم بدلاً من المادة المذيبة الواجب استخدامها مع مسحوق اللقاح".
والأتراكوريوم هو دواء يستخدم في التخدير.
واشار إلى ان التحقيقات مستمرة لمعرفة ما اذا كان هذا الخطأ "جنائيا بفعل فاعل".
وقال ان الحكومة السورية المؤقتة "أوعزت بتوقيف كامل فريق العمل الحكومي الذي عمل في المشروع، وتم توقيف مدير المركز ومدير صحة إدلب الحرة عن العمل في انتظار جلاء التحقيقات".
وكانت لجنة التحقيق والمتابعة التي كلفتها الحكومة الموقتة التحقق من اسباب الوفيات اصدرت بيانا الاربعاء اعلنت فيه انه تبين نتيجة "جمع ما أمكن من عبوات اللقاح" التي تم استخدامها والكشف على مراكز التلقيح، انه "تم استعمال مادة الأتراكوريوم كمذيب للقاح عوضاً عن المذيب المخصص".
واورد التقرير انه تم العثور على عبوات الأتراكوريوم في مركز في سنجار حيث حصلت وفيات.
واوضح ان "الأتراكوريوم دواء مرخ للعضلات يُستعمل في التخدير الجراحي ويسبب فقدان قدرة الإنسان على التحكم بعضلاته الإرادية ويشل العضلات اللارادية قاطعاً أي اتصال عصبي عضلي مؤدياً إلى شلل في عضلات الجسم وخصوصاً العضلات التنفسية".
وذكر ان "إن جرعة الأتراكوريوم اللازمة للبدء بعملية الإرخاء أثناء التخدير الجراحي هي 0,5 ملغ لكل كيلوغرام، بينما الجرعة التي أعطيت لكل طفل أصيب هي خمس ميليغرامات، وهي جرعة كافية للأطفال ذوي الأوزان من عشرة كلغ وما دون للدخول في حالة شلل تام".
واوضح التقرير ان هذا يفسر "الوفيات بين الاطفال من ذوي الأوزان الصغيرة".
وذكر رئيس الحكومة السورية الموقتة ان 62 طفلا تتجاوز اعمارهم السنتين تم انقاذهم بعد اصابتهم.
وقال ان حملة التلقيح ستستانف "في وقت قريب"، مشيرا الى ان "حملات التلقيح السابقة شهدت نجاحاً لافتاً وشملت مليون و400 ألف طفل في أنحاء المناطق المحررة داخل سوريا".
وكان تقرير اللجنة افاد ان اللقاحات صالحة وقد خزنت بطريقة صحيحة.
واعلنت وزارة الصحة في حكومة المعارضة الاربعاء "وفاة خمسة عشر طفلاً" في بلدة جرجناز ومحيطها في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، بعد تلقيهم لقاح الحصبة.