حصلت خطة الرئيس الأميركي باراك اوباما لتسليح المعارضة السورية المعتدلة على موافقة مجلس النواب الأميركي بانتظار مصادقة مجلس الشيوخ عليها، سعيا لتشديد الضغط على تنظيم داعش في وقت تصدى الجيش العراقي بدعم من الغارات الجوية الأميركية لمقاتليه بالقرب من بغداد.
وأشاد اوباما بـ"هذه الخطوة المهمة الى الأمام" للتصدي لـ"التهديد الذي تمثله المجموعة الإرهابية المعروفة باسم تنظيم داعش".
ووافق مجلس النواب ذو الغالبية الجمهورية بسرعة على خطة لإمداد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة بمعدات وتدريب حتى يتمكنوا من قيادة الهجوم البري ضد تنظيم داعش في سورية. ويفترض أن يقر مجلس الشيوخ الخميس هذه الخطة التي تعتبر الشق الأول من الإستراتيجية التي أعلنها اوباما الأسبوع الماضي.
ويستعد الكونغرس بالتالي لإعطاء اوباما الضوء الأخضر لإطلاق خطة مساعدات للمقاتلين السوريين بعد قرابة أربعة أشهر على تعهده دعم المعارضة خلال كلمة أمام الأكاديمية العسكرية في وست بوينت.
إلا أن اوباما شدد أمس الأربعاء (17 سبتمبر/ أيلول 2014)على عدم إرسال قوات برية الى العراق، وذلك في كلمة ألقاها في مقر القيادة الوسطى للشرق الأوسط واسيا الوسطى في تامبا (فلوريدا).
من جهته، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقابلة مع شبكة ان بي سي عن شكوكه في قدرة الولايات المتحدة على التغلب على تنظيم داعش دون قوات برية.
وصرح روحاني "هل يمكن فعلا مقاتلة الإرهاب من دون تضحية؟ في كل النزاعات الإقليمية والدولية، فان من يفوزون هم من يكونون على استعداد للتضحية".
ميدانيا، شنت قوات النخبة العراقية معارك الأربعاء لليوم الثاني على التوالي ضد تنظيم داعش في قطاع الفاضلية على بعد اقل من 50 كلم عن العاصمة بغداد.
وشنت مقاتلات جوية أميركية غارات على ثلاثة أهداف للتنظيم جنوب بغداد مما أدى الى مقتل أربعة جهاديين على الأقل، بحسب مصادر من زعماء العشائر والجيش.
وقال زعيم عشيرة الجنابي إن الجنود "قاتلوا حتى منتصف الليل لكنهم لم يتمكنوا من دخول" منطقة جرف الصخر التي تعتبر شديدة الأهمية لأنها تقع بين الفلوجة غرب بغداد التي يسيطر عليها تنظيم داعش، ومدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين جنوب العاصمة.
من جهة أخرى، قتل سبعة أشخاص ودمر جسر استراتيجي في هجوم انتحاري الأربعاء بالسيارة المفخخة في الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار حيث يتواجه الجيش العراقي مع التنظيم المتطرف.
وقال مدير شرطة منطقة البوفراج في الرمادي العقيد محمود الوزان إن الجسر "كان الجسر الأخير الذي يمكن أن يستخدمه المدنيون" لعبور الفرات.
وشدد اوباما بعد عامين ونصف العام على انسحاب الجنود الأميركيين من العراق، على أن " القوات الأميركية التي نشرت في العراق ليس لها ولن يكون لها مهمة قتالية".
وصرح وزير الخارجية جون كيري أمام مجلس الشيوخ "هذه ليست حرب الخليج في العام 1991. وليست حرب العراق في 2003"، وذلك بينما رفع ناشطون مسالمون لافتات في قاعة المجلس كتب عليها "المزيد من الغزو لن يحمي بلادنا". وعلق كيري بالقول "ليس هناك غزو الغزو الذي حصل هو غزو تنظيم داعش".
وبذلك حاول كيري إيضاح تصريح قائد القوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي الذي اقترح قبل يوم إمكان إرسال مستشارين عسكريين أميركيين في مهمات قتالية.
من جهة أخرى، أعلن المسئولون الأميركيون عزمهم على استهداف "مخابئ" تنظيم داعش في سورية بالإضافة الى "مراكز قيادته وقدراته اللوجستية وبنيته التحتية".
وفي سورية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 50 شخصا خلال يومين نتيجة قصف جوي لقوات النظام على مدينة تلبيسة في ريف حمص (وسط) الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
كما اكد اوباما الأربعاء أن السعودية وافقت على استقبال قوات من المعارضة السورية لتدريبها وتجهيزها.
ومن المفترض ايضا أن ترسل استراليا وكندا مستشارين عسكريين الى العراق بينما سيقوم مظليون ألمان بتدريب قوات كردية، بحسب اوباما.
وأكدت هيئة كبار العلماء في السعودية، وهي اعلي هيئة دينية في المملكة، الأربعاء تحريم الالتحاق بالقتال في مناطق الصراع مثل العراق وسوريا الى جانب المجموعات المتطرفة، كما دعت السلطات الى محاربة من يحرضون المسلمين على الالتحاق بهذه المجموعات.
كما اقر النواب الفرنسيون مساء الثلاثاء المنع الإداري للخروج من الأراضي الفرنسية بهدف منع مغادرة المرشحين للجهاد الى سورية والعراق وهو احد الإجراءات الرئيسية في مشروع قانون حول التصدي للإرهاب.