العدد 4392 - الإثنين 15 سبتمبر 2014م الموافق 21 ذي القعدة 1435هـ

الأمم المتحدة تدعو للحفاظ على أرواح المدنيين في مواجهة "داعش"

حذر خبراء الأمم المتحدة الذين يحققون في جرائم الحرب بسوريا اليوم الثلثاء (16 سبتمبر / أيلول 2014) القوى العالمية التي تستعد لعمل عسكري ضد مقاتلي الدولة الإسلامية من أن "قوانين الحرب" ستطبق عليهم وان عليهم فعل كل ما في وسعهم لحماية المدنيين.

وقال المحققون إن "داعش" التي تسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا ارتكبت مذابح ضد جماعات دينية وعرقية وانتهكت حقوق النساء. لكن تظل حكومة الرئيس السوري بشار الاسد مسئولة عن غالبية المدنيين الذين سقطوا قتلى.

وأعطت القوى العالمية التي اجتمعت في باريس يوم الإثنين مساندتها للقيام بعمل عسكري ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق.

وقالت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية يوم الإثنين إن الجيش الأمريكي شن غارات على هدف لـ"داعش" إلى الجنوب الغربي من بغداد في توسيع لحملة الرئيس باراك أوباما على التنظيم.

وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في بيان إلى مجلس حقوق الإنسان "مع ازدياد الاحتمال فيما يبدو للقيام بعمل عسكري على مواقع "داعش" في العراق والشام نذكر جميع الأطراف بأن عليهم الالتزام بقوانين الحرب لاسيما مبادئ التمييز والتناسب. لا بد من بذل جهود جادة للحفاظ على أرواح المدنيين."

وأثارت الضربات الجوية ضد مقاتلي "داعش" شكاوى في المناطق السنية من سقوط قتلى مدنيين. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم السبت إنه أمر قواته بالامتناع عن توجيه اي ضربات في المناطق المدنية حتى البلدات التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية.

وقال بينيرو للصحفيين في وقت لاحق "يجب على اللاعبين الرئيسيين احترام اتفاقيات جنيف وقوانين الحرب."

وتقضي قواعد الحرب الواردة في معاهدات جنيف بأن تفرق الأطراف المتحاربة بين الأهداف العسكرية والمدنية مثل المدارس والمستشفيات وأن تقوم بعمليات تتناسب مع الخطر المتصور.

وتحاول واشنطن منذ الأسبوع الماضي بناء تحالف لقتال الدولة الإسلامية بعد ان تعهد الرئيس الأمريكي بالقضاء على التنظيم. ودفعت فرنسا يوم الإثنين بطائرات حربية في مهمة استطلاعية فوق العراق لتصبح بذلك أول دولة حليفة تنضم إلى الحملة التي تقودها أمريكا.

ولم تشر الدول التي شاركت في محادثات باريس يوم الإثنين قط إلى سوريا حيث يواجه الدبلوماسيون الأمريكيون مهمة شاقة لبناء تحالف للتحرك عسكريا هناك.

وقالت كارين كونينج أبو زيد -وهي خبيرة أمريكية تعمل في فريق التحقيق المستقل التابع للأمم المتحدة- لرويترز "نحن قلقون نخشى إن وقعت ضربات جوية في العراق أن تهرب الدولة الإسلامية إلى سوريا وتتدفق الموارد البشرية والعتاد إلى سوريا وذلك سيزيد الوضع سوءا."

وقال بينيرو ان قوات "داعش" في سوريا قتلت المدنيين بوحشية وأعدمتهم في العلن وأسرت مقاتلين من المعارضة وجنودا من القوات الحكومية خلال الشهرين الماضيين.

وأضاف "الأحداث الأخيرة في العراق تكشف الخطر الذي تمثله الدولة الإسلامية في العراق والشام على الأقليات الدينية والعرقية داخل سوريا." واستخدم بينيرو في اشارته الاسم القديم لـ"داعش".

وذكر ان التنظيم قتل مئات المدنيين في حقل الشاعر للغاز في شرق حمص وترددت أنباء عن إعدام مئات من قبيلة الشعيطات في دير الزور.

وقال بينيرو في منتدى جنيف "النساء اللاتي يعشن في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام منعن من الحياة العامة...بعض النساء رجمن حتى الموت بزعم ارتكاب الزنا."

وقال ان تلقين الأطفال مبادئ "داعش" هو أولوية بالنسبة للمقاتلين والشبان يدفعون دفعا إلى المشاركة في أعمال القتال.

وقال خبراء مستقلون من بينهم كارلا ديل بونتي كبيرة المدعين السابقة في الأمم المتحدة ان التنظيم هو "المستفيد الأكبر" من عدم تحرك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومن الحصانة السائدة من المساءلة.

وقال بينيرو انه مع ذلك تظل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد "مسئولة عن غالبية المدنيين الذين قتلوا وانها تقتل وتصيب عشرات المدنيين بالإعاقة كل يوم سواء عن بعد من خلال القصف المدفعي والجوي او عن قرب في نقاط التفتيش وغرف التحقيق."

وأضاف "خلال الشهرين الماضيين تعرضت درعا لقصف شديد دون أدنى مؤشر على أن الحكومة تحاول التمييز بين المدنيين وأفراد الجماعات المسلحة."

وقال ان الكثير من المناطق المعرضة للقصف أو الحصار تذعن لهدنة محلية "وهو معيار لنجاح استراتيجية الحكومة في التجويع والقمع."

وأضاف أن "نقاط التفتيش تكون عادة نقطة البداية في رحلة مروعة للاختفاء والتعذيب والاعتداء الجنسي بل الموت بالنسبة لكثيرين."

ونشر محققو الأمم المتحدة 12 شهادة من بين 3200 شهادة جمعوها خلال المقابلات التي أجروها مع اللاجئين السوريين والهاربين الى دول الجوار وأيضا من خلال سكايب من داخل سوريا.

وقال بينيرو "كان من بينها طفل أصيب بهجوم صاروخي على مدرسة في مدينة حلب ورجل عذب في سجن المزة في دمشق وامرأة حامل تركت على غير هدى بعد ان فقدت زوجها ووالديها.

"آلاف الرجال والنساء والأطفال تعرضوا للضرب والصعق بالكهرباء وعلقوا من أيديهم طوال ساعات في الحائط."

وقال إن النساء قدمن "شهادات صادمة" عن التعذيب والاغتصاب والاعتداء الجنسي على أيدي جنود القوات الحكومية.

واتهم سفير سوريا لدى الأمم المتحدة حسام الدين علاء قطر بتقديم دعم مباشر لجماعة جبهة النصرة في سوريا المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي وصفها بأنها منظمة "إرهابية".

وقال علاء إن أفضل وسيلة للمضي قدما هي الإقرار بمسؤولية الجماعات "الإرهابية" في سوريا والدول التي تساندها. وأضاف أنه يتعين قبول حقيقة أن الحرب على "الإرهاب" هي السبيل الوحيد لتحقيق المصالحة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً