أكثر ما أثار اللغط في الآونة الأخيرة في كرة السلة البحرينية هو التفسيرات المختلفة والمتضاربة للكثير من مواد وبنود اللائحة الداخلية للاتحاد البحريني لكرة السلة، حتى أن هذه التفسيرات باتت تتضارب وتتناقض بشكل كامل.

المشكلة التي نواجهها بالأساس هي عدم وضوح اللائحة في بعض جوانبها إلى جانب غياب التفسير الموحد لبنود اللوائح وهو ما يفتح المجال لكثير من الاجتهادات، إلى جانب غياب الجهة المخولة بإعطاء التفسير الأصح.

قضية انتقال اللاعبين للعب خارج البحرين وقضية توقف اللاعبين عن اللعب لأنديتهم للحصول على استغنائهم وكذلك قضايا أخرى متعلقة باللاعبين فوق الـ 30 عاما وتحديد متى يبدأ احتساب سن الـ 30 وإن كان قبل الموسم أو أثناء الموسم، وغيرها من القضايا الكثير سواء المتعلقة باللاعب المحترف وتسجيله، وكذلك إمكانية انتقال اللاعبين بين الأندية أثناء الدوري كلها قضايا شائكة تحتاج إلى تفسيرات واضحة لا تترك مجالا للتأويلات.

الاتحاد البحريني لكرة السلة بحاجة إلى طلب جمعية عمومية غير عادية تكون مهمتها الأساس تنقيح اللائحة وإعادة صياغتها بالشكل الذي يحفظ حقوق اللاعبين أولا والأندية ثانيا وقبلهما حقوق كرة السلة البحرينية كواحدة من أهم اللعبات الجماعية الجماهيرية في البلاد.

من أبسط الأمثلة التي تبين الظلم أو التناقض في القوانين أن اللاعب الذي يكمل الـ 30 عاما في شهر أكتوبر/تشرين الأول مثلا يحق له الانتقال في هذا الموسم لأي ناد آخر في حين أن من يكمل الـ 30 عاما في شهر نوفمبر/تشرين الثاني لا يمتلك الحق نفسه ومضطر إلى أن ينتظر موسما آخر ليتحصل على حرية انتقاله بدعوى انطلاق مسابقة الدوري.

أيام قليلة فقط قد تحدد مستقبل لاعب فتعطي واحدا وتحرم آخر وهذا ظلم واضح في القانون يحرم لاعبين كثر من الاستفادة.

ومثال بسيط آخر يتعلق بانتقال اللاعبين خلال الموسم نفسه في ظل إلغاء نظام الدورين في بطولة الدوري والاقتصار على دور واحد، إذ تنص اللائحة على أحقية من يتم إنهاء عقده أو الاستغناء عن خدماته بالانتقال إلى ناد آخر في حال لم يبدأ الدور الثاني، لكن الحقيقة أنه لا يوجد دور أول ودور ثان وهو ما أدى إلى خسران بعض اللاعبين الموسم الماضي لإمكانية الانتقال بعد أن تم إنهاء عقودهم مع أنديتهم!

التناقض الثالث الموجود بشكل واضح هو في احتراف اللاعب البحريني خارج البحرين وإن كان هذا الاحتراف الذي تم دون موافقة أنديتهم كحال ميثم جميل وعلي شكرالله يعتبر مكملا لمدة توقف اللاعب المحلية أو غير مكمل.

التفسيرات متضاربة تماما فيما يخص بنود اللائحة وكل يفسر المواد بحسب مصلحته وهواه، وشخصيا أميل دائما لأن تكون التفسيرات في صف اللاعبين الذين لهم الحق في الاستفادة القصوى فترة تواجدهم القصيرة في الملاعب.

أما التناقض الأخير في هذه العجالة فهو يتعلق باللاعب المحترف وطريقة تسجيله أو استبداله والمدة القانونية المسموحة كما حدث في حالة سي جي عندما كان يلعب في صفوف المحرق وانتقل لمباراة واحدة للعب في نهائي الكأس مع سترة ليعود مجددا بعدها للمحرق في الموسم نفسه وفي غضون أيام قليلة.

أو كما حدث في عملية إعادة تسجيل محترف المنامة الصربي ايفان بعد انتهاء المدة القانونية للتسجيل والحالات المسموح بها اتخاذ هذا الإجراء.

كل هذه التناقضات وغيرها الكثير تتطلب تفسيرات واضحة معتمدة بأقل قدر ممكن من التأويلات القانونية بما يعطي اللاعب والنادي والاتحاد حقوقهم ويوضح واجباتهم دون لبس ودون حاجة للعبة المصالح الشخصية.