قبل يومين من احتفال العالم بيوم الديمقراطية العالمي، احتفل البحرينيون السبت الماضي (13/9/2014) بإطلاق «نداء الديمقراطية» من نادي العروبة في قلب العاصمة المنامة.
في كلمته بهذه المناسبة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شباب العالم (الذي يشكل 20 في المئة من السكان)، إلى مواجهة التحديات للتغلب عليها والتحكم في مصائرهم، وترجمة أحلامهم إلى غد مشرق للجميع، للمساهمة في بناء مجتمعات أقوى، معترفاً بتواصلهم عن التمييز وغياب العدالة في مجتمعاتهم، وعن انتهاكات حقوق الإنسان، وعن خطاب الكراهية وضرورة تضامن البشر.
هذه المعاني ترددت في أجواء الملتقى البحريني، الذي كان أصبوحةًً جميلةًً ضمّت شخصيات وطنية من تيارات سياسية وفكرية مختلفة، يجمعها حب الوطن والرغبة الجادة بإيجاد طريق للخروج من المأزق السياسي، الذي تتخبط فيه البلاد منذ فبراير 2011.
وعلى خلاف دعوة بان كي مون، كان أغلب الحضور من شخصيات الخمسين، وبعضهم فوق الستين، ولكنهم من أصحاب الخبرة والكوادر العلمية والمهنية، من أكاديميين وأطباء ومهندسين ومحامين وسواهم. وكان حافزهم على الاجتماع هو استمرار مظاهر الأزمة السياسية التي بدأت تلقي بظلالها الواضحة على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، «التي تعاني من تراجع كبير منذ انطلاق المطالبات الشعبية الواسعة بالتغيير والتحول الديمقراطي عبر الأطر السلمية»، وشيوع التذمر والإحباط في مختلف المناطق والجهات.
في الكلمة الاستهلالية للملتقى، أشار المحامي حسن رضي إلى تصنيف «الايكونوميست» للدول ديمقراطياً، ما بين دول كاملة (25 دولة في العالم فقط)، وعشرات الدول «ناقصة الديمقراطية»، وعشرات «الدول الهجينة»، وأخيراً الدول الدكتاتورية المستبدة. ولم يكن بين الدول الكاملة دولة عربية واحدة، حيث توزعت الدول العربية بين ديمقراطية شكلية أو منقوصة أو معدومة.
هذا التقرير الذي يجريه خبراء، ويعتمد على معايير مثل حرية التعبير والشفافية والمشاركة السياسية، تمت مراجعته في العام 2013، حيث كشف تراجع الديمقراطية على مستوى العالم، وكان أحد عوامل التراجع ما نتج عن الربيع العربي من انتكاساتٍ للشعوب العربية الطامحة للحرية والكرامة والتغيير.
التراجع لم يقتصر على منطقتنا في أعقاب قمع ثورات الربيع العربي وإجهاضها، بل شمل أوروبا الشرقية بعد عشرين عاماً من خروجها من العباءة الاشتراكية، وكذلك في الولايات المتحدة بعد تورطها في حروبها الأخيرة وتنامي نزعتها الامبراطورية للسيطرة في الشرق خلال فترة المحافظين الجدد أيام جورج بوش الابن. أما ديمقراطيتنا الموعودة فهي مازالت «بعيدة المنال... وما تدعو له المعارضة لن يتعدى مستوى الديمقراطية المهجنة» كما يقول رضي.
في ورقتها عن «دروب الديمقراطية الوعرة»، أشارت الأكاديمية منيرة فخرو، إلى أن الشباب يمثّلون 50 في المئة من سكان العالم العربي، وهم المحرك الأساسي الذي قاد ثورات الربيع العربي، كما فعل زملاؤهم في أوروبا في الستينيات. واستعرضت عدداً من المفاهيم والأسس العامة، كإجراء انتخابات حرة وعادلة، مع توفر حرية التعبير وتأسيس الأحزاب ووجود قضاء نزيه مستقل وحرية الإعلام، وهو ما افتقرت إليه البحرين في الفترة السابقة.
فخرو أكدت على انتهاكات حقوق الإنسان، وعلى رأسها التمييز ضد أكبر مكوّن من المواطنين، حي يتعرض إلى الإبعاد عن الوظائف المهمة، والتضييق عليهم في معتقداتهم، وحرمانهم من المشاريع الإسكانية وهدم مساجدهم، وهو ما وثقته تقارير منظمات حقوق الإنسان العالمية. كما ألمحت إلى من تم فصلهم من بعض الوزارات كالصحة والتعليم، في مقابل تجنيس عشرات الآلاف من الأجانب لزيادة وتيرة التجنيس السياسي، ما ادى إلى امتداد حالة عدم الرضا عن هذه السياسة إلى جميع مكونات المجتمع البحريني.
وختمت بالقول: «كثير من دول العالم الثالث، نجحت في تجاربها، كالهند واندونيسيا وماليزيا، بينما بقيت منطقتنا تتطاحن تارة بالحروب الأهلية وتارة بالإرهاب، وانتشار الأمراض الطائفية والروح القبلية وسيطرة العسكر وعسكرة المجتمع»... متوقفةً أمام البحرين «التي قد تسقط في الفوضى والعنف لتغرق في لجّة المجهول».
إنه نداء صادقٌ وصريح، في الوقت قبل الضائع، أطلقته من قلب المنامة نخبةٌ من المثقفين الوطنيين.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4392 - الإثنين 15 سبتمبر 2014م الموافق 21 ذي القعدة 1435هـ
برنامج طائفي متكمل
من قال أنهم لا يستمعون لأحد ؟
على العكس هم يستمعون لجهات تدعو للتأزيم والطائفية .
بل يبدو أن لهم منهجية طائفية وبرنامج يستحيل أن يكون ردة فعل للحراك الشعبي .
نداء ديمقراطي
الشباب بحاجة إلى اندوكتريناشن في إلديمقراطية مو من جمعيات الجوكرز
البلد من سيء لأسوء
غياب الديمقراطية والعدالة ادت الى هذه الازمة السياسية الخانقة
أي ديمقراطية تريدون واي ديمقراطية يريدون
انت تريدون الديمقراطية التي تعطي للانسان حقوقه كإنسان يعيش بكرامته مساهما ومشاركا في مستقبل بلده وصنع القرار فيه.
لكن هم يريدون ديمقراطية اصح ما يطلق عليها ديمخراطية أي ديمقراطية فارغة ومفرّغة من مضمونها الحقيقي. أي يريدونها مولودة معاقة كسيحة لا تستطيع محاسبة مسؤول ولا ايقاف سارق ولا تستطيع ان توقف أي نوع من انواع الفساد
الديمقراطية
الديمقراطية مع وجود جمعيات طائفية سنيه و شيعيه هو ضرب من الجنون. يجب اولاً إغلاق هذه الجمعيات و منع رجال الكهنوت من التدخل في السياسة و بعدها سأكون اول المرحبين بالديمقراطية
هل من رجل رشيد
تلحقوا انفسكم بارساء العدل ونبد التمييز وشحن البشر بالنقد والطائفية الجميع في الرمق الأخير هل يطول الأمر سنين لا اظن ذلك
عجبي
اذا كان ماذكر صحيحا فلماذا لايثور المرء على هذا الواقع المرير ويرضى بعيشة الذل والقهر والحرمان تتحكم في مصيره مجموعة من رعاة البقر ( الكوبوي) اليس من الماثور ( موت في عز خير من حياة في ذل)؟؟هذا بالنسبة لمن ليس لهم دين اما اصحاب الدين فكلمتعم المشهورة ( هيهات منا الذلة ) وبمجرد فرقعة قنبلة صوتية ولو على ادبارهم راكضين فتعسا لهذه الشعوب التي ضجيجها اكثر من افعالها
على هذه النخب ان تفعل ما تنظر له
لا يكفي النداء و التنظير بل يجب على هذه النخب أن تقود حملة التغيير
لا صوت للعقل
ولا صوت للعقلانية. للاسف الشديد ولذلك تستمر الازمة.
يعني نحن متخلفون 60 سنه عن اوربا ولا زلنا جهله بالدمقراطيات العريقة
الشباب يمثّلون 50 في المئة من سكان العالم العربي، وهم المحرك الأساسي الذي قاد ثورات الربيع العربي، كما فعل زملاؤهم في أوروبا في الستينيات. واستعرضت عدداً من المفاهيم والأسس العامة،
لا حياة لمن تنادي
ما يسمعون الى احد.
لا حباة لمن تنادي
ما فيه فايدة. لا يستمعون لاحد.
حقاً البلاد تسير إلى الخلف وبسرعة.. الله يجيرنا من الغرق في لجّة المجهول..
متوقفةً أمام البحرين «التي قد تسقط في الفوضى والعنف لتغرق في لجّة المجهول». إنه نداء صادقٌ وصريح، في الوقت قبل الضائع، أطلقته من قلب المنامة نخبةٌ من المثقفين الوطنيين.