مع كل موسم كروي جديد تكون فيه الأمنيات كبيرة بتغيير صورة مسابقاتنا «الباهتة» في جميع جوانبها وخصوصا فيما يتعلق بالحضور الجماهيري والاهتمام الإعلامي الذي وصل في الموسمين الماضيين إلى أدنى درجاته من خلال العزوف الذي أدى لفراغ غالبية المدرجات في ملاعبنا وخلال المباريات في حين أدى تشتت الجهود الإعلامية لغياب التغطية المميزة لغالبية المسابقات.

لست هنا للبحث عن ظاهرة العزوف الجماهيري التي أصابت ملاعبنا ومدرجاتنا منذ مواسم، ولكن من باب التذكير فقط أن هذه الظاهرة لها أسبابها الكثيرة التي لا يمكن حصرها، ومنها ابتعاد المحرق عن المنافسة في الموسمين الماضيين على لقب بطولة الدوري وهو ما ساهم في وصول نسبة الحضور لهذا المستوى على اعتبار أن هذا الفريق يملك أكبر قاعدة جماهيرية محلية مع كامل تقديري واحترامي لبقية الأندية المحلية.

وسبب آخر ربما يكون جوهريا وله من التأثير الكثير على ظاهرة العزوف أو تقليل الحضور الجماهيري في المباريات وهو ما يتعلق بالجانب التنظيمي لا سيما في الموسم الماضي عندما أقدمت لجنة المسابقات باتحاد الكرة على اتخاذ قرار بإقامة 3 مباريات أو أكثر في يوم واحد وعلى ملاعب مختلفة، وهذه الخطوة وهذا القرار أثر بشكل كبير على الحضور، وأدى لتشتت القاعدة الجماهيرية الكروية المحلية والتي هي في الأصل قليلة، وامتد تأثير هذا القرار إلى تشتت الجهود الإعلامية بجميع تصنيفاتها في الملاحق الرياضية لصحفنا وأيضا القناة الرياضية وعدم التركيز على المواجهات والمباريات.

أمام لجنة المسابقات فرصة لدراسة إيجابيات وسلبيات قرار تعدد المباريات في اليوم الواحد في مسابقات الكبار وخصوصا أنها كررت ما قامت به في الموسم الماضي من خلال الجداول التي اعتمدتها في فترة سابقة، وربما تكون التجربة خير برهان على أن تستفيد منها في النصف الثاني من الموسم الجديد.