العدد 4391 - الأحد 14 سبتمبر 2014م الموافق 20 ذي القعدة 1435هـ

الاتحاد الأوروبي يخشى تحول استقلال اسكتلندا إلى عدوى

يواجه قادة الاتحاد الأوروبي صعوبة في إخفاء توترهم إزاء احتمال حصول اسكتلندا على استقلالها خشية أن يتحول ذلك إلى عدوى، ويلوحون بالتهديد بعدم قبول أدنبرة في الاتحاد.

ورفض متحدث باسم المفوضية الأوروبية الأسبوع الجاري التعليق على آخر استطلاعات الرأي التي تظهر التقارب في نسبة الرافضين والمؤيدين للاستقلال مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بـ «شأن داخلي».

لكن رئيس المفوضية جوزيه مانويل باروزو أثار غضب الاستقلاليين في فبراير/ شباط الماضي عندما صرح أنه «سيكون من الصعوبة بمكان وحتى من المستحيل» أن تنضم اسكتلندا كدولة مستقلة إلى الاتحاد الأوروبي.

كما قال «سيكون من الصعب جداً الحصول على موافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد لقبول بلد جديد منفصل عن بلد آخر».

وأعطى مثالاً على ذلك إسبانيا التي تواجه مطالب انفصالية وترفض الاعتراف بكوسوفو. وتابع باروزو في حينها «أنه بطريقة ما، وضع مشابه لأن الأمر يتعلق ببلد جديد».

وسرعان ما ندد الاستقلاليون الاسكتلنديون بتصريحاته مؤكدين أن الاستفتاء الذي وافقت عليه لندن مختلف جداً عن إعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد ويلاقي اعتراض صربيا.

وقالت الاستاذة في المعهد الاسكتلندي للتغيير الدستوري نيكول ماك إيوان إن المشكلة المستعصية بالنسبة لبروكسل دفعت ببعض القادة الأوروبيين إلى الإدلاء بـ «تصريحات ذات مضمون سياسي بطريقة مثيرة للدهشة».

كما قال بابلو كالديرون المكلف الدراسات الأوروبية في جامعة كنيغز في لندن «في الحقيقة، إنه وضع صعب جداً بالنسبة للاتحاد الأوروبي».

والاتحاد الأوروبي الذي يواجه صعوبات جمة مع الوضع الاقتصادي المزري والبطالة المرتفعة، في صفوف الشبان خصوصاً، قد لا يتخطى مسألة التعامل مع محادثات تبدو عاصفة بشأن اسكتلندا كدولة مستقلة. وزيادة على ذلك هناك مشكلة في الشرق مع تحركات روسيا في أوكرانيا وقلق دول بحر البلطيق التي تضم أقليات روسية قد تطالب بحكم ذاتي.

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوين ماري في لندن مونسيرا غيبرنو «لا أحد يريد أن يجد نفسه مضطراً لتسوية هذه المشكلة في حين تعصف الأزمات بأوكرانيا والشرق الأوسط والعراق».

وقد اختصر رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبويي الوضع قائلاً العام 2013 لدى سؤاله عن كاتالونيا إن «دولة جديدة مستقلة قد تتحول بفعل اسنقلالها إلى دولة خارج الاتحاد الأوروبي».

ويستدعي ذلك أن تتقدم بطلب انضمام إلى الاتحاد الأوروبي «وفق الإجراءات المعروفة» ما قد يطول حتى العام 2020 بحسب خبراء.

وقال رئيس المجلس الأوروبي «في جميع الأحوال، سيتم إخضاع الأمر للمصادقة من قبل جميع الدول الأعضاء».

ويتابع الكاتالانيون الذين تظاهروا بكثافة الأسبوع الجاري في برشلونة، والباسك كذلك، باهتمام استفتاء اسكتلندا في حين ترفض مدريد أي استقلال لهذه المناطق.

وأضاف كالديرون أن «إسبانيا وربما فرنسا أيضاً ستفعلان على الأرجح كل ما في وسعهما لإفشال وجود اسكتلندا في الاتحاد الأوروبي لكي تحبطا كاتالونيا».

كما أن وزير خارجية ألمانيا فرانك والتر شتاينماير أعلن الأسبوع الجاري أنه يفضل تصور «بقاء بريطانيا موحدة».

ورغم ذلك، أوضحت ماك إيوان «ليس بإمكاني أن اتخيل سيناريو تكون فيه اسكتلندا الدولة الأوروبية الوحيدة المستبعدة».

ويأمل الاستقلاليون الاسكتلنديون انتزاع تعديل للمعاهدات الأوروبية يسمح لهم بالبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي قبل الاستقلال فعلياً مطلع العام 2016.

ويشير بعض الخبراء في هذا السياق إلى ألمانيا الشرقية بعد التوحيد، مؤكدين أنه بعد محادثات أولية صعبة فسيكون ممكناً الانضمام في غضون سنتين أو ثلاث.

أما ماك إيوان، فترى أن لبروكسل مصلحة في تسوية هذه المسألة «بحيث قد يتحول ذلك إلى مسألة فخر للاتحاد الأوروبي لأنه ليس دائماً بهذه الطريقة يتم حل الخلافات بشأن وحدة الأراضي».

العدد 4391 - الأحد 14 سبتمبر 2014م الموافق 20 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً