الذكرى الأولى لرحيل المناضل الوطني والأممي علي عبدالله دويغر حلت في 6 سبتمبر/ أيلول 2014، ونضالاته من أجل الدفاع عن الطبقات الفقيرة والكادحة والحرية والديمقراطية والسيادة الوطنية والاستقلال تبدو واضحة ومشرفة، ولم تتزحزح على امتداد نضالاته الوطنية والأممية قيد أنملة. فعلى رغم كل التحديات الكبيرة والخطيرة التي واجهته، وكذلك المرض الذي استبد بكامل جسده في العقد الأخير من حياته، حيث قضى جميع سنواتها في النضال من أجل تشييد دولة ووطن يتسع للجميع... إلا أن ما يعرف عنه كإنسانٍ قليلٌ، لا بل ونادر جداً.
إنه أحد الرواد الأوائل المؤسسين لجبهة التحرير الوطني البحرانية في العام 1955، وهو مفكّرٌ وأكاديمي متمتع بكفاءات عالية، ومخلص لمصلحة الشعب والوطن، ولم يكن محباً لأية مظاهر شهرة رنّانة، ولا يتنكر أبداً للجميل، ولا يعرف قلبه الحقد على أحد، ولم يسلك أبداً طريق الانتهازية والتزلف.
لبقٌ في الحوار، لا يقاطع ولا يجادل سوى في الأمور الوطنية الملحة والحساسة، وصفته السلطة فيما مضى من سنوات حقبة النضال الوطني المضيئة في الستينيات والسبعينيات، بأنه كان بمثابة «الابن الضال» و»المتمرد» على القوانين المعمول بها في البلاد. فيما عرفته جماهير الشعب مناضلاً صلباً في وجه القمع والقهر والعسف العام.
كثيرون مثل علي دويغر ناضلوا وقدّموا التضحيات الكبيرة، لكن بعضهم في نهاية المطاف ـ والعبرة دائماً في النهاية - انكفأوا بعد أن واجهوا البطش والسجون والاعتقالات. بعضهم ذهب إلى اليأس والإحباط واعتزال السياسة، والبعض الآخر فضّل الالتحاق بمشاريع السلطة ومغرياتها، وكانت غرائز الانتهازية لدى بعضهم من القوة ما دفعتهم إلى أن يصبحوا مدافعين مخلصين عن تلك المشاريع التي عارضوها وتصدّوا لها بعقائدهم وفلسفاتهم الايديولوجية الماورائية والساخرة،. ولكن دويغر بقي من دونهم مقاوماً شجاعاً ضد هذا الانحدار السياسي والأخلاقي والتربوي التنظيمي والعقائدي.
وفي الذكرى الأولى لرحيل هذا المناضل الشجاع، الذي انتقل إلى جوار ربه قبل عام في مدينة مالمو بالسويد، والتي لم تصب مسيرة حياته النضالية بأي شيء من الدنس والتلوث، تستيقظ في داخلي تحية احترام وتقدير لهذا المناضل الفذ وغيره من كبار المناضلين الأقوياء والأوفياء في البلاد، الذين دفعوا أثماناً باهظةً من حياتهم اعتقالاً وسجناً وتشريداً وطرداً وموتاً في المنافي القسرية، ولكنهم حين يرحلون إلى مثواهم الأخير يبقى تاريخهم ناصعاً بالبياض، ويظل يفتخر الناس بأسمائهم ومسيرتهم النضالية الرائعة، لأنهم لم يفجروا ولم يقتلوا ولم يسرقوا ولم ينتهزوا الفرص السانحة المذلة، ولم يبتلوا بسرطان الفتن الطائفية المقيتة، ولكنهم كانوا يقولون كلمة الحق بكل شجاعة.
والأهم في سيرة أمثال هؤلاء الرجال... أنهم كانوا يفنون أعمارهم من أجل سعادة الآخرين، ومن أجل إقامة مجتمع العدل والقانون والمساواة، الذي يرقى إلى مستوى المجتمعات الحضارية العصرية.
إقرأ أيضا لـ "هاني الريس"العدد 4390 - السبت 13 سبتمبر 2014م الموافق 19 ذي القعدة 1435هـ
ياريت
ياريت كل الذين يصورون انفسهم اليوم مناضلين يقتدون بكل ماكان فعله علي دويغر وامثاله من الرجاء الابطال والاوفياء الذين تحملوا مرارة العيش والعذاب والسجن والتشريد من دون النظر الى المصالح والامتيازات الزائلة رحم الله زمان هؤلاء الرجال الشجعان ورحمك الله يا علي دويغر وكل الصالحين والابرار
هاي الميدان ياحميدان
التجني على شخصيات وطنية وكيل لها الاتهامات ليس من صفة المخلصين للاخر ويا ما ناس كذلك وضعوا ايدهم مع مايسمى بالاشتراكين الدولين من حيث يعلموا ام لا يعلموا انها وليدة الصهيونية العالمية ومدارة منها تمويلا ودعما اعلاميا وووو
غريبة
الغريب بان كل من كتب عن الراحل والشخصية الوطنية دويغر لم يذكر بانه كان عابرا للطوائف ولم يقف ويدعم الاسلام السياسي لا فكرا ولا تنظيما ولم يتبنى شعاراته، وكان مواليا لفكره الوطني الجامع وضد التطرف وحرق المراحل. وكان يحمل دائماً بوصلة العلمانية والفكر اليساري التقدمي. ولم يكن في يوما ما تابعا لأي فكر اخر. فقولوا الحقيقة وخيرا عن ذلك الرجل او أصمتوا. فهو لايقارن باليسار الذيلي.