أكدت الجمعية البحرينية لمناهضة التمييز (إنصاف)، تحت التأسيس، «وجود حالة عدم عدالة في توزيع البعثات»، واعتبرت أن ادعاءات وزارة التربية والتعليم بشأن منح المتفوقين رغباتهم الأولى «غير دقيقة، بل تتعارض مع الحقائق والحالات التي وثقها الطلبة المتفوقون».

وكانت الجمعية، قد نفذت دراسة لواقع توزيع البعثات الدراسية للعام الدراسي 2013 - 2014، بغرض الوقوف على حقيقة اللغط الدائر بشأن التشكيك في عدم قيام وزارة التربية والتعليم بتوزيع البعثات وفق نظام واضح وشفاف، وكشفت عن حصول 3 طلاب فقط من أصل 50 طالباً وطالبة شملتهم الدراسة على رغباتهم الأولى، وكانت معدلاتهم على التوالي هي 98 في المئة، 96 في المئة و93 في المئة.

وأوضحت الجمعية، في بيانها الصادر أمس السبت (13 سبتمبر/ أيلول 2014)، أنها توقفت أمام الاتهامات التي وجهت للوزارة، بما في ذلك توزيع البعثات الدراسية بالمحاباة والطائفية الأمر الذي استدعى الكثير من الاعتراضات والاحتجاجات التي صدرت من الطلاب وأولياء أمورهم.

وأضافت «تم تشكيل فريق عمل لمتابعة الملف، والذي تولى عقد المقابلات المباشرة مع المتفوقين المتذمرين والمعترضين على طريقة توزيع البعثات الدراسية، كما قام الفريق بتسجيل أقوالهم وادعاءاتهم، وعمل على مقارنتها مع تصريحات مسئولي وزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم تصريحات الوزير ماجد النعيمي، والذي أكد في أكثر من تصريح صحافي على أن جميع المتفوقين المدرجة أسماؤهم في لوحة الشرف المعتمدة لدى الوزارة قد حصلوا على رغباتهم الأولى».

وتابعت «تم الإعلان عن حملة الجمعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة، وتجاوب معها أكثر من 50 طالباً متفوقاً قدموا شهاداتهم وأدلوا ببياناتهم واتهاماتهم لفريق العمل، وتم التوصل على إثر ذلك إلى جملة مسائل، من بينها أن الرغبة الأولى لـ 8 طلاب، كانت دراسة الطب، وقد تراوحت نسبهم بين 98.8 في المئة إلى 93.8 في المئة لكنهم لم يحصلوا على هذه الرغبة، وبدلاً من ذلك فقد حصل البعض منهم على الرغبة الخامسة والسادسة والعاشرة، فيما حصل بعضهم الآخر على منحة دراسية فقط».

وأردفت «كان لافتاً جداً أن طالبة من بينهم وصل معدلها إلى 98.8 في المئة وكانت رغبتها الأولى دراسة الطب لكنها بقدرة قادر حصلت على رغبتها السادسة وهي تقنية المعلومات، فيما حصلت طالبة أخرى وصل معدلها إلى 98.7 في المئة على منحة دراسية فقط، رغم تأكيدها على أن رغبتها الأولى كانت محددة بدراسة الطب».

كما أشارت إلى أن 20 طالباً متفوقاً ممن شملتهم هذه الدراسة، لم يحصلوا على بعثات دراسية بحسب رغباتهم وإنما حصلوا على منح دراسية فقط، ومن بين هؤلاء طالب وصل معدله إلى 98 في المئة وآخر معدله 97 في المئة، فيما توزعت النسب التي حصل عليها باقي أفراد العينة على معدلات تراكمية تقع بين نسبة 94 في المئة إلى 91 في المئة.

وبينت أن الدراسة كشفت عن عدم حصول 3 طلاب، رغم تفوقهم، على أي بعثة دراسية في أي من التخصصات والرغبات التي تقدموا إليها بموجب استمارات وزارة التربية والتعليم التي تجبر الطلبة المتقدمين على ملء استمارة تتضمن 12 رغبة متتالية، وعبرت عن استغرابها من عدم حصولهم على منحة دراسية، في حين أن معدلاتهم تقع بين النسب 94 في المئة، 93 في المئة و91 في المئة.

ووفقاً لبيان «إنصاف»، فقد تبين عبر الدراسة التي أجراها الفريق أن طالبة بمعدل يتجاوز 98 في المئة حصلت على رغبتها الثالثة، وأخرى يتجاوز معدلها 98 في المئة حصلت على رغبتها السادسة، كما أظهرت النتائج أن 5 طلاب تتجاوز معدلاتهم 97 في المئة حصل أحدهم على رغبته الأولى والثاني على رغبته الثالثة، والثالث على رغبته الرابعة، أما الرابع والخامس فقد حصلا على رغبتيهما العاشرة.

ونبّهت إلى تفسير الوزارة، لأسباب إجبار طالب استطاع أن يحقق معدلاً يقترب من العلامة الكاملة (97 في المئة) إلى تسجيل أكثر من 10 رغبات دراسية، وذهبت للقول بأن هذا النوع من الطلبة، من المؤكد أنه حدد هدفه بوضوح، كما أنه «لم يبذل كل هذا الجهد إلا من أجل أن يحقق حلمه الذي تقوم وزارة التربية والتعليم عامدة بتحطيمه عبر إجباره على اختيار أكثر من 10 رغبات بالترتيب».

وخلصت «إنصاف» عبر دراستها، إلى جملة مسائل، تصدرتها المطالبة بإعادة التدقيق في البيانات التي عرضتها وزارة التربية والتعليم والسعي إلى ترشيدها وتقويمها وإصلاح الأخطاء التي وقعت فيها، وشددت في السياق ذاته على أهمية اتباع معايير واضحة وشفافة تحقق العدالة والمساواة في عملية توزيع البعثات والمنح الدراسية بعيداً عن المحاباة والتدخلات التي ترجح كفة طالب على آخر بسبب طائفي أو عرقي أو مذهبي. ولفتت إلى أن ذلك لا يتأتى إلا من خلال الإعلان عن المعايير التي سيتم بناء عليها منح البعثات، وكذلك الإعلان عن أسماء ومعدلات الطلبة والطالبات الذين منحت لهم هذه البعثات منعاً للتشكيك الذي يحصل في كل عام بعد إعلان نتائج البعثات، ولزيادة ثقة الجمهور في الإجراءات في وزارة التربية والتعليم.