اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس السبت (13 سبتمبر/ أيلول 2014) الولايات المتحدة بالسعي إلى «قطع العلاقات الاقتصادية» بين موسكو والاتحاد الأوروبي، وذلك غداة دخول عقوبات أوروبية جديدة بحق روسيا حيز التنفيذ على خلفية الأزمة في أوكرانيا.
وقال لافروف كما نقل عنه بيان للخارجية الروسية في مقابلة مع قناة «تي.في سنتر» الروسية إن «الولايات المتحدة تريد استغلال الوضع الراهن لقطع العلاقات الاقتصادية بين أوروبا وروسيا»، وخصوصاً لتفرض على الاتحاد الأوروبي شحناتها من الغاز علماً بأن سعره أعلى بكثير من سعر الغاز الروسي.
واعتبر أن واشنطن تأمل «بتأمين الظروف الأكثر ملاءمة في إطار المفاوضات حول إقامة شراكة تجارية واستثمارية على ضفتي الأطلسي».
وأوضح لافروف أن الولايات المتحدة تحاول عبر ذلك «ان تفرض على أوروبا شحنات الغاز المسيل الأميركية بأسعار لا يمكن أن تكون تنافسية مقارنة بأسعار الغاز الروسي».
ودعا لافروف الغرب إلى دعم جهود الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لإحلال السلام في شرق أوكرانيا. وفي مقابلة مع محطة «تي دبليو زد» التلفزيونية الروسية، قال لافروف: «نحن بحاجة إلى أوكرانيا قوية ومزدهرة وصديقة».
إلى ذلك، أبدى رئيس الوزراء التشيكي، بوهوسلاف زوبوتكا تشككه حيال جدوى العقوبات الجديدة ضد روسيا. ونقلت وكالة أنباء «سي تي كيه» التشيكية عن زوبوتكا قوله إن هذه العقوبات «ستؤدي بلا شك إلى تدهور الوضع الاقتصادي في روسيا لكنها لن يكون لها تأثير على السلوك السياسي لروسيا حيال أوكرانيا».
ودعا زوبوتكا إلى إجراء حوار سياسي مع قادة الكرملين، مطالباً بالعمل على الحيلولة دون نشوء «ستار حديدي جديد» في أوروبا من خلال أوكرانيا.
من جهة أخرى، اتهم رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى «إزالة أوكرانيا كدولة مستقلة» رغم الهدنة الموقعة مع الانفصاليين في شرق البلاد.
وصرح ياتسينيوك باللغة الانجليزية خلال مؤتمر دولي في كييف «هدف فلاديمير بوتين هو الاستيلاء على أوكرانيا بكاملها... يريد إزالة أوكرانيا كدولة مستقلة».
واعتبر أن الهدنة المبرمة في 5 سبتمبر في مينسك بين كييف والمتمردين الموالين لروسيا وموسكو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بعد خمسة اشهر على بدء النزاع في شرق أوكرانيا هي «خطوة أولى» من أجل «وقف مجزرة».
في الأثناء أعلن الجيش الاوكراني أن قواته صدت هجوماً للانفصاليين على مطار مدينة دونيتسك (شرق) وذلك رغم الهدنة الموقعة قبل ثمانية ايام.
وأكد المكتب الإعلامي للعمليات العسكرية في شرق أوكرانيا في بيان «شن عدد كبير من الانفصاليين بدعم من ست دبابات هجوماً على مطار دونيتسك الجمعة صده جنودنا ببسالة».
في الوقت الذي أعلنت وسائل إعلام روسية أن قافلة المساعدات الروسية الثانية التي تضم 70 شاحنة عبرت الحدود الأوكرانية في طريقها إلى شرق الجمهورية السوفياتية السابقة.
ويأتي ذلك وفقاً لما أعلنته وكالتا أنباء (إيتار تاس) و(ريا نوفوستي) الروسيتان في وقت مبكر من صباح أمس.
وجاء عبور القافلة الثانية بعد ثلاثة أسابيع على إنفاذ موسكو لقافلة مساعداتها الأولى إلى شرق أوكرانيا (أكثر من 250 شاحنة) والتي كانت حكومة كييف انتقدتها بشدة لعدم حصولها على تصريح من السلطات الأوكرانية ووصفتها بأنها تعتبر بمثابة غزو لأوكرانيا.
العدد 4390 - السبت 13 سبتمبر 2014م الموافق 19 ذي القعدة 1435هـ