قررت طالبة في كلية الهندسة بجامعة البحرين أن تحارب الاتكالية التي يوصم بها بعض أبناء الجيل الجديد بتصميم مدرسة ثانوية داخلية تنمي شخصياتهم وتجعلهم أكثر اعتماداً على أنفسهم.
ورحب الكثير من أولياء الأمور بفكرتها بعد أن استطلعت الطالبة في برنامج العمارة بكلية الهندسة في الجامعة زينب نصيف آراءهم.
وقالت نصيف، التي عرضت تصميمها في معرض ومسابقة مشروعات تخرج طلبة كلية الهندسة الذي نظمته الكلية مؤخراً: "تقوم فكرة المشروع على إنشاء مؤسسة تعليمية سكنية للفئة العمرية من 15 إلى 18 سنة بحيث يقطن فيها الطلبة بعيداً عن البيئة الخارجية أثناء الدراسة".
وتابعت قائلة: "إنَّ الهدف الأساسي لهذه المدرسة هو بناء وصقل شخصية مستقلة للطالب في الأبعاد المختلفة، ولاسيما أكاديمياً بحيث يكون مسؤولاً عن نفسه، ومعتمداً عليها".
وأكدت أن المدرسة - التي تحوي ثلاثة مبان أساسية؛ تعليمية، وسكنية، وترفيهية - تضم مرافق عدة وتجهيزات مختلفة يستطيع الطالب من خلالها إطلاق طاقاته وتنمية مواهبه.
وقالت نصيف: "حاولت ألا أفوّت شيئاً، فهنالك في حرم المدرسة، عيادة صحية، وناد، ومكتبة، ومرافق للترفيه والاستجمام"، مشيرة إلى أنَّ "مشروع المدرسة أنشئ للذكور غير أنه من الممكن تحويله وتحويره ليكون مدرسة داخلية للإناث أيضاً".
وأوضحت أن مشروعها الذي أشرفت عليه عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة المدنية والعمارة بالجامعة داليا شمس الدين، هو نتاجها في مقرر مشروع التخرج بالجامعة.
وكانت لجنة من الممتحنين في برنامج العمارة ناقشت الطالبة زينب نصيف إذ تخضع مشروعات التخرج لمرحلتين من التقييم: الأولى من جانب أساتذة برنامج العمارة، والثانية من جانب محكمين من القطاع الخاص.
ورأت الطالبة أن مشروع المدرسة الداخلية قابل للتنفيذ على أرض الواقع في البحرين، لافتة إلى أنها راجعته مراراً، وصوبت الأخطاء التي أشارت إليها المشرفة على مدى فصلين دراسيين.
وعن اللمسات الفنية التي تميز بها قالت: "إن التصميم حاول أن يشعر الطلبة بالانفتاح على العالم على الرغم من كونهم في مدرسة داخلية مغلقة، ولذلك استخدمت الزجاج كثيراً، واهتممت بالمساحات الخضراء، والترابط بين المباني".
ومما يجدر ذكره أن معرض مشروعات التخرج الذي نظمته الكلية ضم 153 مشروعاً هندسياً لثمانية برامج في الكلية العريقة، هي: الهندسة الكهربائية، والهندسة الإلكترونية، والهندسة الكيميائية، وهندسة الأجهزة الدقيقة والتحكم في العمليات الصناعية، والهندسة الميكانيكية، والهندسة المدنية، والعمارة، والتصميم الداخلي.
وأكد عميد كلية الهندسة في جامعة البحرين نادر محمد صالح البستكي، الذي افتتح معرض مشروعات التخرج وتجول في أركانه، أن مشروعات التخرج للطلبة هذا العام جاءت متينة في تصميمها، وخلاقة في أفكارها، وتميزت باتصالها بمشكلات القطاع الصناعي.
ويبحث الطالب في مقرر مشروع التخرج إشكالية في اختصاصه نظرياً وعملياً، ويضع لها الحلول خلال فصل أو فصلين دراسيين، وغالباً ما يكون المشروع في الفصل الأخير من الدراسة الأكاديمية.