بعد شهر ونصف على تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا يصدر اليوم الثلثاء (9 سبتمبر/ أيلول 2014) تقرير أولي يلقى ترقبا كبيرا بشأن أسباب الكارثة التي أسفرت عن مقتل 298 شخصا كاشفا ولو جزئيا عما جرى في 17 يوليو/ تموز في شمال أوكرانيا.
وسيعرض هذا التقرير المرحلي الاستخلاصات الأولية لمكتب التحقيقات الأمنية الذي يتولى إدارة فرق تحقيق دولية وتنسيق عملها.
وستقوم هذه الاستخلاصات على المعلومات المستخرجة من الصندوقين الأسودين للطائرة، فضلا عن صور وأشرطة فيديو ومعطيات من السلطات الجوية.
فالمحققون الهولنديون الذين وضعوا هذا التقرير لم يزوروا موقع الكارثة في شرق أوكرانيا باعتبار ان أمنهم غير مضمون هناك. أما المحققون الأوكرانيون فلم يزوروا الموقع سوى بشكل عابر.
غير ان المتحدثة باسم التحقيقات الأمنية ساره فرنوي أكدت لوكالة فرانس برس انه "من الممكن تماما استخلاص استنتاجات اولية صائبة بدون زيارة الموقع".
غير انه سيكون من الضروري إجراء "تحقيق مكمل" قبل إصدار التقرير النهائي المرتقب في صيف 2015.
وسيصدر التقرير الأولي في الساعة 11 اليوم الثلاثاء.
وفي 17 يوليو/ تموز أقلعت طائرة بوينغ 777 تابعة للخطوط الجوية الماليزية وعلى متنها 298 راكبا بينهم 193 هولنديا من مطار امستردام شيبول متوجهة إلى كوالالمبور.
وبعد ساعات تحطمت الرحلة ام اتش 17 قرب قرية غرابوف في منطقة دونيتسك في قلب منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.
واتهمت كييف والغربيون الانفصاليين بالوقوف خلف المأساة، فيما وجهت موسكو والمتمردون أصابع الاتهام إلى كييف.
وقالت فيرنوي "إننا نحقق في أسباب الحادث وليس في المسؤوليات".
وعلى اثر الكارثة نقلت جثث غالبية الضحايا إلى هولندا للتعرف إليها وكان من الممكن حتى الآن التعرف إلى حوالي مئتي ضحية.
وعلى وقع الصدمة الهائلة التي أثارتها المأساة، تخطى الأوروبيون انقساماتهم وتحفظاتهم وفرضوا مع الولايات المتحدة على موسكو عقوبات اقتصادية غير مسبوقة منذ الحرب الباردة.
وتنص الاتفاقات الدولية عادة على صدور تقرير مرحلي في مهلة ثلاثين يوما بعد كارثة جوية غير ان "الوضع المعقد" في أوكرانيا أخر عمل المحققين.
وقام مكتب التحقيقات البريطاني في الحوادث الجوية بتحليل الصندوقين الأسودين في انكلترا فيما عهد بإدارة التحقيق حول أسباب الحادث إلى هولندا.