يعتقد البعض أنه يمكن أن يستفيد من ميزة المنصب العام في القطاع الرياضي وما يستجلبه من أضواء وشهرة واسم، وكذلك ما يتيحه من تسهيلات ومعارف وسفرات خارجية ومخصصات دون أن يدفع أي ضريبة لذلك.
هذا الاعتقاد هو خلاف العقل لأن لكل خدمة ضريبة ولأن لكل منصب وجهين، إذ انه كما يعطيك الشهرة والمميزات يجعلك هدفا للانتقادات.
المشكلة أن الكثير من الشخصيات الرياضية العامة تعتقد أنها يمكن أن تحصل على المميزات دون أن تدفع الضريبة ولذلك هي تفسر نشر أي صورة لها أو حتى ذكر اسمها باعتباره تشهيرا وتعديا فما بالك بانتقاد أعمالها.
المنصب العام هو ملك عام وعلى من يتولاه أن يكون قادرا تماما على تحمل الانتقاد والسعي لمعالجة الأخطاء، لأن صاحبه باختصار ما كان يمكن أن يظهر أو تنشر صورته أو يذكر اسمه لولا هذا المنصب.
فالمعادلة واضحة تماما، اجلس في منزلك وتخلّ عن منصبك في الاتحادات الوطنية أو الأندية أو غيرها من القطاعات الرياضية ولن يذكر اسمك أحد فضلا عن أن ينشر صورتك.
عندما تتولى منصبا عاما فأنت باختصار تتحول إلى شخصية عامة من حق وسائل الإعلام تناولها ومتابعة تصرفاتها وأفعالها وليس من حق هذه الوسائل التدخل في خصوصيات هذه الشخصية، وإن كان الغرب الذي أسس مفاهيم الإعلام قد تجاوز الخصوصيات وأباح كل المحظورات فيما يتعلق بالشخصيات العامة من أسرار الحياة المنزلية إلى تصوير كل التحركات وحتى المواعيد الغرامية.
في الغرب يشتهر مصورو «الباباراتزي» بملاحقة المشاهير ومطاردتهم في كل مكان، وهؤلاء المصورون نابعون من عمق الثقافة الغربية التي تختلف عن الثقافة المشرقية، غير أن الاتفاق قائم في الخطوط العامة المتعلقة بتناول أعمال الشخصيات العامة والاختلاف في الخصوصيات.
ما يجب أن يفهم ويدرك أن من واجبات الصحافة تناول الشخصيات العامة بل هو من صلب عملها بما لا يخالف القوانين المرعية أو يتعرض للخصوصيات، فالتناول المقصود هنا هو في ميدان العمل العام في القطاع الرياضي الذي يتولاه.
أحد رؤساء الأندية اتصل معترضا على نشر صورته في الملحق الرياضي معتبرا أن نشر الصورة بحد ذاته تشهير، على رغم أن ما نشر مصاحبا للصورة متعلق بناديه وبأعضاء إدارته وعلى لسانهم دون أي تجريح أو إساءة له، وقد يكون منبع الاعتراض عدم فهمه مهمة الإعلام وعدم معرفته موقعه العام الذي إن تركه فلا حاجة لنشر اسمه فضلا عن صورته.
معرفة الموقع والتعامل مع مقتضياته أولى مهمات الشخصيات العامة وعندما يخلط الفرد بين المنصب العام وشخصه يظن حينها فقط أن نشر صورته تشهير وإساءة.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4385 - الإثنين 08 سبتمبر 2014م الموافق 14 ذي القعدة 1435هـ