بعد أسبوعٍ واحدٍ من اللغط بشأن تحويل مسجد الخميس من عهدته إلى وزارة الثقافة، خرجت إدارة الأوقاف الجعفرية ببيان صحافي هزيل، أرسلته عبر الايميل، عند الساعة الثامنة وعشرين دقيقة من مساء الأحد، واختارت له عنواناً جاهزاً للنشر: «الأوقاف الجعفرية: ندعو لإبعاد مسجد الخميس عن التجاذبات السياسية والطائفية»!
منذ صدور «الوسط» في 2002، تعاقب على الأوقاف الجعفرية أربعة رؤساء إدارات. ولم تستجب السلطة للدعوات المتكررة بشأن إجراء انتخابات لأعضاء الإدارة من قبل الجهات الأصيلة المنتفعة بالوقف (مساجد ومآتم وحسينيات)، لضمان وصول الكفاءات.
أداء الإدارة الجديدة، خضع إلى وهمٍ كبير، بأن هذه المؤسسة الغارقة في الوحل، يحتاج إنقاذها إلى «إعلام». فـ «بالإعلام» يمكنك أن تغطّي على سوءات المؤسسة، وتجمّل وجهها المليء بالتجاعيد. وكان ذلك واضحاً منذ البداية، حيث بدأ التوجّه الجديد بالظهور في موسم عاشوراء الماضي، مع اهتمام كبير بنشر أخبار «العلاقات العامة».
في هذا الإطار، أطلقت الإدارة تصريحين لهما طابع استعراضي، الأول تصريحها عن تحويل مسجد الشيخ عزيز إلى مشروع مجمع تجاري كبير، والتصريح الثاني عن إعادة الحياة إلى مسجد الخميس. لقد أخطأت حساباتها السياسية، لأنها قاربت المحظور.
المشروع الأول اصطدم بمعارضة شعبية واستنكار واسع لدى الرأي العام، أما السلطة التي رفضت إعادة بناء مسجد البربغي الذي هدمته في موقعه الأصلي، وتواطأت معها الأوقاف بتبرير إزاحته عن موقعه على الشارع العام، وبالتالي لم تكن لتقبل بإبراز معالم مسجد الشيخ عزيز على شارع رئيسي. أما التصريح الآخر عن إعادة الحياة إلى مسجد الخميس فقد استفز دعاة المدرسة الإقصائية، من أصحاب العصبية الطائفية، الذين دأبوا على تزوير حقائق التاريخ.
الإدارة تعرف مواقع ضعفها ومدى عجزها، ولذلك «رحّبت بقيام وزارة الثقافة بترميم مسجد الخميس وفق أحدث التقنيات»، ومن جانب آخر، أهابت على استحياء، «بضرورة التزام الوزارة بمبدأ الحيادية والشفافية والأمانة العلمية والتاريخية في عرض تاريخ المسجد، بما في ذلك عرض المستندات والوثائق الخاصة به كافة دون أي استثناء». لقد كانت تغطيةً شكلية، للتخلي عن مسئوليتها والتوقيع على خطة تحويله نهائياً إلى متحف أثري بعهدة الوزارة!
أغرب ما جاء في البيان، أن الأوقاف «تود أن تُعلِم الجميع، ووفقاً لما بينته وزارة الثقافة في اجتماع سابق مشترك... أنه بعد الانتهاء من الترميم ستُحاط حدود المسجد بسلاسل ويافطات تمنع من دخوله استناداً لآخر تقرير لخبراء الآثار، والذي أفاد بضرورة منع وطء الأقدام في حدوده نظراً لتأثير التردد داخله على أساسيات منارتيه». وهذا الكلام إدانةٌ صريحةٌ للأوقاف ووزارة الثقافة معاً.
المسجد واقعٌ على شارع الشيخ سلمان، وهو أطول وأقدم الشوارع وأكثرها ارتياداً في البحرين قاطبةً، ولا تفصل سوره عن الشارع غير ثلاثة أمتار. وحين خضع الشارع لأعمال حفريات عميقة بمحاذاة السور قبل سنة، أطلقنا صرخةً هنا بضرورة مراعاة هذا الصرح لكي لا تنهار المنارتان بفعل الارتجاج الذي تسببه آليات الحفر، ولكن لم تكترث الوزارة ولم تكترث الأوقاف اللتان تتباكيان اليوم. ولم يمنعنا ذلك من إعادة الصراخ بين فترةٍ وأخرى، كلّما مررنا على هذا المسجد القديم ورأينا التشقّقات تزداد في جسد منارتيه.
كان المسجد مهملاً من الجهات الرسمية والأهلية لأكثر من قرن، ما يثبت أننا شعوبٌ لا تهتم بتاريخها وآثارها، على خلاف الشعوب الحيّة التي تهتم بمعالمها وتقيم لتراثها المتاحف والصروح. وظلّ هذا المسجد مهملاً على رفّ الإدارات المتعاقبة سبعين عاماً، ولم تُسجّل أية بادرةِ اهتمامٍ به كمسجدٍ، رغم وجود وقفياتٍ مرصودةٍ له تدر أموالاً حتى الآن، يعلم الله أين تم إنفاقها طوال عقود، أم هي مجمدة في أحد البنوك الربوية.
المسجد الأقدم في البحرين، سيُسجل في تاريخه أنه في العام 2014، تخلت عن الإشراف عليه إدارة الأوقاف الجديدة وسلّمته للثقافة، دون مسوّغ شرعي واضح، أرادت طمأنة الشعب البحريني المسلم بأنها لم تفرّط في مسجديته! «فالمتحف المزمع إنشاؤه سيكون مجاوراً للمسجد وليس في حدوده الشرعية، فلا تنطبق عليه أحكام المسجدية»! وما أروع الأعشى حين قال:
شتان ما يومي على كُورِها... ويوم حيّانَ أخي جابرِ!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4385 - الإثنين 08 سبتمبر 2014م الموافق 14 ذي القعدة 1435هـ
البحرين بلد اسلامي
هذه بيوت الله وهكذا يتم التعامل معها للاسف
انتخابات؟؟!!
يسوون انتخابات حق الأوقاف من رؤساء المواتم,, أي عدل !!
كل ماتم حاط دوبه ودوب الماتم الثاني ويقرأ نفس الوقت والسماعة عليه
وإمامهم واحد , مادري عن أي عقول بتنتخب رئيس أوقاف, هي خاربة خاربة
الفتنة
التمدد التدريجي والصراخ والمظلومين وفبركة التاريخ مسائل كنا نجهلها ولكنها صارت تفضح قائلها شكرا لفتنة الدوار .. وضعت النقط على الحروف وكشفت المستور
لقد أسمعت لو ناديت حياً
رئيس الأوقاف جاء لينفذ توجيهات معينة ، تضر بالأوقاف ولا تنميها أو تحافظ عليها ، فلا عجب لو كان موقف الأوقاف من المشهد ذي المنارتين هذا الموقف المخجل .
راح مسجد الخميس
كل تصرفاتنا ردات فعل فقط وكلشي بينسى
احنا اصلا مانهتم في المساجد
قبل لاتتهدم المساجد كانت خلية ومن تهدمت رحنا عمرناها ليش جدي ؟؟؟؟؟
تدرون ليش لاننا احنا غاطين في هالدنيا وزخرفها شاغلتنا عن بيوت الله ومهتمين في السياسة الوسخة بس!!!!!!
ومسجد الخميس ماتذكرناااااااااااااااااااااه الا يوم اخذته وزارة الثقافة !!!!!
وين احناا وين نايمين للأسف
مؤلم
مسجد يتحول لمعلم حضاري يبنى عليه ضياع الأحكام وخلافات شرعية من دخول غير المسلم وغير الطاهر للمكان أين ضمير الاسلام
سبب ضياعه نحن وليست الحكومة والأوقاف
هذه هي الصراحة نحن من نتحمل مسؤوليته نحن من فرطنا فيه كل هذه السنوات لم نذكره ونسيناه واذا ذكرناه ذكرناه قفط وفقط للتفاخر وليس لإحياء دوره الشرعي المشكله فينا نحن لانتحرك من أجل الدين والشرع فعاهو الدين مضيع والشرع لايعمل به ولكن نهتم بالسياسة فقط فأصبحت كل خطواتنا تبنى وفق معطيات سياسية بحته لاتوجد لدينا غيرة على الدين للأسف
المتمردة نعم
من اعقل ما قرأت .رغم ان المساجد خط احمر والحديث عنها في الخطب الاسبوعية اهم من المحاصصة الطائفية .هذا دور المسئولون عن الدين .ولكن المشكلة نحن لدينا خوف من ردود الفعل المجتمعية وعدم جرأة خشية الا يصفنا احد بالحاسد والحاقد والمثير للفتن ولكن بالنهاية هذا واجب
العزيز
مجلس إدارة الأوقاف الجديد لا يمثلنا نحن وآباءنا أصحاب الأوقاف. وسنقف في وجه أي من كان ممن يريد أن يبيع أو يساوم على التفريض في شبر من مساجدنا المقدسة وحسينياتنا وأرضنا البحرين . فكفوا عن مصادرة وهدم المساجد بحجج سياسية معروفة وبمباركة أيادي متمصلحة .
من صجكم
من صجكم يعني،،، هذا مو مسجد هذا اطلال وحتى ما فيه اضرحه ليش التهويل ،،، خلوه للتقاعد وبنظم للتراث ولا للطئفنه في كل شئ
متسلقون ولا يملكون قرار ( ريموت كنترول )
مجرد ريموت كونترول في يد الحكومة ولا يملكون قرار ..!
المتمردة نعم
الاوقاف كانت غارقة في الوحل لسنين ولا احد من النخبة الرشيدة تم مناصحتها !شكرا لصاحب المقال على كشفه للملأ خبايا الاوقاف والسؤال اليومي المعتاد متى سندون مقالة بعنوان(واخيرا نطقت الوسط)
من على رأس الاوقاف ليس اهلا لهذا المنصب
هذا المنصب يتوجب على الشخص الذي يشغله ويشغره ان يتحمل مسؤليته على اكمل وجه وليس فقط ان يحسب ما يحصل عليه من اموال
أوجه النداء إلى
أهالي المناطق المجاورة للمسجد من البلاد والخميس وطشان أن يقفوا سداً منيعاً لمنع هذه الجريمة وفتح المسجد للصلاة فيه. ما في إلا هالحل لأن الحكومة هذا توجهها إلغاء هويتكم التاريخية وكأن أجدادكم لم يعيشوا على هالأرض الطيبة بياخذونه بالقوة. علشان جذي ما ينفع وياهم إلا القوة أيضا اتحدوا وخلكم يد وحدة .
يوم القيامه ينادى : أين من أمنتهم على بيوتي . (وكأني)
الاوقاف الجعفرية بصراحه غير جديره بحفظ الامانه
لا العصفور ولا غيره هدا ادا العصفور باع بيت الله للثقافه
كي يجلبوا الكفار والحيض متهم بأسم السياحه لداخل بيت الله
ويدنسوه فأي امانه هم اهلها !!!
غير ملف الاموال والاراضي وسرقاتها ..
خافوا الله متى يجي داك اليوم ويطردكم الله بأيدي اؤمؤمنين
اختاروا لها رئيسا يبصم على ما يريدون منه
رئيس الاوقاف حاليا رئيس بصّام فقط فلا تتوقع منه المزيد
وما خفي اعظم
إدارة الأوقاف الحالية تم اختيار أعضائها لتنفيذ اجندات معينة، ولعلم من اختار هؤلاء الأعضاء بأنهم سيسهلون عليهم الدرب والمهمة. رئيس الأوقاف همه الاول والأخير التشبث بالكرسي متجاهلا ان هذه أمور دنيوية . لقد صرح من قبل ان مسجد ابي ذر في إسكان النويدرات باق وانه سيتم اعماره، وأتت البلدية وسورت الارض ووضعت فيها ألعاب وحولت المسجد الى حديقة دون ان تهتز للأوقاف شعرة. ياويلكم من حساب الله العسير.
من صدق
لا تنطبق عليه احكام المسجدية؟ وهل ابقيتم من المسجدية شيء؟
7
اخاطب ادارة الاقاف الجعفرية واقول لهم كيف ستقفون امام الله وامام لعنة التاريخ .. كيف تسمحون بنقل وقفية مسجد المشهد الخميس .. لوزارة الثقاقة .. اين اسلامكم .. اين ايمانكم .. اين ضميركم .. ياعبدة الدنيا . ؟
وينكم من قبل
كان المسجد مهملاً من الجهات الرسمية والأهلية لأكثر من قرن
صحيح
لكن الجديد هو تخلي الجهة التي من المفترض يكون تحت رعايتها عن مسؤوليتها وقبولها بتحويله الى موقع تراثي. فالمسجد يبقى مسجد والمسؤولية في رقبة من قبل بهذا العمل.
الدبلوماسية لها حدود
الوحل. كلمة مؤدبة جدا. نبارك و نهنئ الكاتب علي أدبه و اختياره الكلمات. لو كتبت المقال بنفسي لاخترت كلمات قاسية في توصيف هذه الادارة.