ألزمت المحكمة الصغرى الشرعية المستعجلة أباً خليجياً بأن يمكّن طليقته البحرينية من رؤية ابنتيها مدة ثلاثة أيام مرة واحدة في كل شهر، مع المبيت لديها ليلتين، وبرؤيتهما في اليومين الثاني والثالث من عطلة عيدي الفطر والأضحى مع المبيت، على أن يكون مكان استلام وتسليم البنتين بمنزل الأم في البحرين.
وتشير تفاصيل القضية بحسب ما أفادت به المحامية هدى الشاعر في أن «الأم البحرينية مطلقة من زوج خليجي، وقد أنجبت منه ابنتين، وبقيت حضانة البنتين لدى الأم في الدولة الخليجية بعد الطلاق؛ إلا أن الأم تعرضت لحادث بليغ أقعدها في المستشفى في سبتمبر/ أيلول 2013، وأدخلها غيبوبة لمدة شهرين في بلد الزوج».
وأوضحت الشاعر «على إثر ذلك اغتنم الأب هذه الفرصة لأخذ ابنتيه وحرم الأم من رؤيتهما، فمنذ وقوع الحادث المؤلم لم ترهما إلا مرة واحدة في المستشفى عن طريق الباحثة الاجتماعية عندما سمح الأب لابنتيه برؤية والدتهما». وأفادت أن «أهل الأم قرروا جلبها إلى البحرين بعد أن استفاقت من غيبوبتها للعيش في بلدها ومتابعة علاجها، على اعتبار أنها مطلقة ولا يوجد من يهتم بها في الدولة الخليجية الأخرى».
وقالت الشاعر: «نظراً لما تمر به الأم من حالة نفسية وصحية تم رفع دعوى مطالبة فيها بإلزام الأب الخليجي بصفة مستعجلة بتمكينها من رؤية ابنتيها في البحرين، وخصوصاً أن التقارير الطبية تشير بشكل واضح إلى أن رؤية البنتين سيكون لهُ الأثر الكبير في تحسن الحالة الصحية والنفسية لدى الأم، وبذلك سيكون جزءاً من علاجها على اعتبار أنها قد أصيبت بغيبوبة لمدة شهرين».
مشيرةً إلى «صعوبة انتقال الأم للدولة الخليجية الأخرى لتردي حالتها الصحية والنفسية».
ومن جانبها، رأت المحكمة المنعقدة برئاسة القاضي الشيخ صلاح الستري وأمانة سر محمد حرم، أن البنتين موجودتان تحت يد والدهما، وأن حق الأم قائم وثابت شرعاً وقانوناً في رؤية أولادها الصغار، وقد ثبت أن الأب يحول دون الأم وحقها في رؤية البنتين الصغيرتين دون سبب مشروع.
وعليه سمحت المحكمة بطلب تحديد وقت كافٍ لزيارة البنتين لأمهم، وأن يكون مكان الرؤية في البحرين لمدة ثلاثة أيام لكي تتمكن الأم من رؤيتهما، وخصوصاً أنهما بلغتا سناً وصحة تمكنهما من السفر إلى بلاد أمهما، كما أن زيارتهما لوالدتهما سيعيد التوازن إلى العلاقة بينهما وبين والدتهما بعد حصول الطلاق، كما أن ظروف والدتهما الصحية وإصابتها بحادث أدى إلى دخولها في غيبوبة أثر على صحتها البدنية والعقلية يستوجب تحديد وقت كافٍ يمكّنها من رؤية البنتين بمكان سكنها لكي تتحسن حالتها الصحية بدنياً وعقلياً، إذ أن رؤية البنتين لا محالة سوف ينعكس على صحتها بشكل إيجابي ويدخل السرور عليها ويحسن من صحتها البدنية والنفسية حسب التقرير الطبي.
وأهابت المحكمة بالأب أن يبادر إلى ذلك لأن فيه رضا الله، وفيه صلة للرحم التي أمر الله تعالى بها أن توصل، وفيه أيضاً مصلحة للبنتين، إذ أنهما تحتاجان لرعاية والدتهما ومراقبتها والاستفسار عن شئونهما، وأن ذلك سينعكس عليهما نفسياً بشكل إيجابي إذا ما توطدت عرى الألفة والمحبة بين البنتين ووالدتهما، وهو ما لا يتم إلا بالبقاء مع أمهم ويتحقق ذلك بمبيتهما معها فترة كافية من الوقت، مضافاً إلى المبيت لدى الأم يحقق للبنتين الاستقرار النفسي إذ تنعمان بحنان الأم وعطفها وشفقتها.
العدد 4385 - الإثنين 08 سبتمبر 2014م الموافق 14 ذي القعدة 1435هـ