العدد 4384 - الأحد 07 سبتمبر 2014م الموافق 13 ذي القعدة 1435هـ

من مقاعد مراكز محو الأمية إلى العشر الأوائل من لائحة المتفوقات

في وقت كانت لا ترتاد فيه الفتيات المدارس لاعتبارات مختلفة، رفض جدهن آنذاك أن يلتحقن بالمدرسة، ورضين هنَّ بالأمر الواقع على مضض، إلى أن دخل أخوهن الذي يصغرهن سناً المدرسة بعد بلوغه السن القانوني للانتظام الدراسي، فتجدد الأمل لديهن للالتحاق بمقاعد الدراسة. هنَّ ثلاث أخوات شاءت الظروف أن يتخلفن في بادئ الأمر عن مقاعد الدراسة ليعدن إليها ولكن بعد مرورهن بمقاعد مراكز محو الأمية، ويكنَّ من أوائل المتفوقات.

وفي ذلك كان لـ «الوسط» لقاء مع إحداهن، وهي مكية المطوع والتي تعد الأخت الوسطى بين الأخوات الثلاث، إذ قالت: «رفض جدي أن نلتحق بالمدرسة ورضينا بذلك رغم رغبتنا الشديدة للدراسة والالتحاق بالمدرسة، وتغير الحال بعد أن دخل أخونا الذي يصغرنا سناً المدرسة، وقام بتشجيع والدنا على إدخالنا للمدرسة وتحمل المسئولية، إلا أننا صدمنا بعدم قبولنا لاجتيازنا السن القانوني، فكان خيارنا الآخر هو الالتحاق بمراكز محو الأمية».

وأضافت أنه في تلك الفترة لم تكن هي وأخواتها من قصدن مراكز محو الأمية فقط، بل قصدتها مجموعة من بنات حيِّهن أيضاً، منوهة إلى قضائهن 4 سنوات في مراكز محو الأمية ومن ثم انتقلن للتعليم الانتظامي الصباحي، وذلك بعد تشجيع من مشرفات محو الأمية واللاتي كتبن تقارير بشأننا ورفعنها لوزارة التربية والتعليم وبدورها الأخيرة قيمت مستوانا وسننا ضمن لجان، وعليه تم انتقالنا من مقاعد مراكز محو الأمية إلى مقاعد المدارس.

وذكرت: «مازلت أتذكر تلك الأيام والتي كنا نسير فيها مشياً من المصلى إلى السنابس لنصل للمدرسة صيف شتاء ولمدة 4 سنوات لدراسة المرحلة الإعدادية، ونظراً لحبنا الشديد للدراسة أصبحت أختي الأولى على المدرسة وكنت أنا من ضمن العشر الأوائل المتفوقات».

وبينت أنه وفي تلك الفترة كنا مجموعة تصل إلى 5 فتيات من الحي التحقنا معاً بمراكز محو الأمية ومن ثم إلى مقاعد الدراسة صباحاً في المدارس الحكومية، منوهة إلى شهادة مشرفات المركز ومعلمات المدرسة بتميزهن.

وتضيف، أنهن انتهين من مرحلة الثانوية، وحصلت أختها على بعثة دراسية لدراسة تخصص نظام الفصل فيما لم تحصل هي على بعثة أسوة بأختها.

وقالت: «الحدث الخاص آنذاك بأني و9 من زميلاتي التحقن لدراسة تخصص نظام الفصل لنكون أول جامعيات ندرس هذا التخصص على حسابنا الخاص ونظراً لتميزنا تم منحنا منحة دراسية بعد ذلك».

لم تنتهِ القصة عند هذا الحد، إذ بينت أن طموحهن كان الالتحاق بسلك التعليم والعمل كمعلمات لنظام الفصل، وقالت: «تخرجنا من الجامعة وبالفعل تم توظيفنا في سلك التدريس، وشخصياً تقاعدت مؤخراً وذلك خلال شهر مارس/ آذار الماضي، وأتذكر تفاصيل قصتي ومن كان معي في مراكز محو الأمية وأشعر بالفخر بأننا استطعنا رغم كل الظروف أن نتعلم ونحقق ما نحلم به».

العدد 4384 - الأحد 07 سبتمبر 2014م الموافق 13 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 8:23 ص

      بنات المطوع والنعم

      ماشا الله عليكم بنات المطوع ادب واخلاق واحترام وشطاره رحم الله والدكم

    • زائر 2 | 7:57 ص

      عائلتي

      أمي و خالاتي لطالما كنتنّ لنا مثل أعلى في التفوق و الإصرار على العلم ، لا تزال شهادات والدتي بالنسبة لي مصدر كفاح و اعتزاز ، ولازالت مهنة التعليم هي من أسمى الوظائف كما علمتني دائمًا ، و صرت اشتاق لأقرأ تعبير الصغيرات وحساب الرياضيات بعد تقاعدكنّ

    • زائر 1 | 10:58 م

      بنت المحرق

      ماشاءالله عليكم الله يوفقكم يا بنات البحرين ونرفع راسنا بكم دوووووووم

اقرأ ايضاً