يحتفي العالم اليوم الثامن من سبتمبر/ أيلول باليوم العالمي لمحو الأمية، في حين يفتح معلمو محو الأمية في البحرين بهذه المناسبة الباب للحديث عن وضعهم الوظيفي، فعلى رغم صدور موافقة من مجلس الوزار بتعديل الأوضاع الوظيفية لمعلمي ومعلمات محو الأمية منذ عام 2009، إلا أنه ما زال كثير منهم يتقاضى 5 دنانير فقط نظير ساعة التدريس في مراكز محو الأمية.

وفي ذلك قالت عدد من معلمات محو الأمية، إن موافقة مجلس الوزراء أنذلك على تعديل الوضع الوظيفي لمعلمات محو الأمية شملت 95 معلمة فقط بموازنة تصل بـ 1.65 مليون دينار، فيما لفتن إلى أن وزارة التربية والتعليم قامت بتخصيص نحو (570 ألف دينار) لتوظيف 95 معلمة لمحو الأمية وتعليم الكبار وتخصيص نحو 367 ألف دينار لشراء خمس سنوات خدمة افتراضية لكل معلمة إلى جانب تخصيص نحو 713 ألف دينار لسداد اشتراكات مدة الخدمة السابقة والتي تمت معادلتها بسنوات خبرة فعلية وذلك بعد دراسة وزارة التربية والتعليم لأوضاع معلمات ومشرفات محو الأمية وتعليم الكبار بناء على توجيه مجلس الوزراء، مستدركات بأن في المقابل لاتزال عشرات من المعلمات يعملن بنظام «العمل الجزئي» وتدفع لهن وزارة التربية والتعليم 5 دنانير فقط نظير كل ساعة عمل.

وذكرن أنهن ساهمن طوال سنوات طويلة في دعم الوزارة لتقليل نسبة الأمية لتصل إلى ما هو عليه الآن ولتحتل البحرين مراكز متقدمة في هذا القطاع، مشيرات إلى أن أفضل تقدير لجهودهن هو تعديل أوضاعهن الوظيفية أو زيادة قيمة ساعة التدريس في أقل تقدير.

ولفتن إلى أن الوزارة تقوم بتجديد عقودهن بشكل سنوي، وذلك للعمل في مراكز محو الأمية وتدريس الكبار فضلاً عن متكرري الرسوب والمفصولين من التعليم الصباحي أو المتعرضين لمشاكل سلوكية.

وطالبن الوزارة في اليوم العالمي لمحو الأمية بالنظر إلى وضعهن وذلك خدمة لهذا القطاع المهم.

وعلى الصعيد العربي، ذكرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «»الإليسكو»»، أن هناك أكثر من 97 مليون يعانون من الأمية في العالم العربي، فيما لفتت إلى أن المنظمة والتي وضعت منذ تأسيسها عام 1970 رؤية مستقبلية لمحاربة الأمية، ضمت أول استراتيجية لمحو الأمية في البلاد العربية عام 1976. كما أنشأت الصندوق العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار عام 1980، وأنها منذ ذلك الوقت تعمل في نطاق جامعة الدول العربية وتعنى أساساً بالنهوض بالثقافة العربية بتطوير مجالات التربية والثقافة والعلوم على المستويين الإقليمي والقومي والتمكين للوحدة الفكرية بين أجزاء الوطن العربي عن طريق التربية والثقافة والعلوم والعمل على رفع مستوى الموارد البشرية في البلاد العربية والنهوض بأسباب التطوير التربوي والثقافي والعلمي والبيئي والاتصالي ومد جسور الحوار والتعاون بين هذه الثقافة والثقافات الأخرى في العالم والمحافظة على التراث العربي الإسلامي وصيانته وتوظيفه.

وبدورها ترى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو): أن محو الأمية هو حق أساسي من حقوق الإنسان وأساس عملية التعلم مدى الحياة، وتشير أن محو الأمية يمثل عنصراً أساسياً لتحقيق التنمية الاجتماعية والبشرية، وذلك نظراً إلى قدرته على تطوير حياة الأفراد. وفي ما يتعلق بالأفراد والأسر والمجتمعات على السواء، فإن محو الأمية يُعتبر أداة تتيح تحسين ظروفهم الصحية وزيادة دخلهم وتعزيز علاقاتهم بالعالم المحيط بهم، وترى أن مجالات استخدامات مجال محو الأمية تتطور باستمرار في ما يتعلق بتبادل المعارف، ويقترن ذلك بمظاهر التقدم التكنولوجي، ومن الإنترنت إلى الرسائل النصية، فإن زيادة اتساع نطاق الاتصالات المتوافرة تفضي إلى إحداث مزيد من المشاركة الاجتماعية والسياسية، فيما تشير إلى أن المجتمع المتعلم إنما هو مجتمع يتمتع بالدينامية، إذ أنه مجتمع يتبادل الأفكار وينخرط في الحوار، وأن الأمية تشكل، مع ذلك، عقبة تحول دون تحسين الظروف الحياتية للأفراد، بل أنها قد تفضي إلى الاستعباد والعنف، وتذكر بأنه وطوال أكثر من 65 سنة، سعت «اليونسكو» إلى ضمان أن تبقى محو الأمية أولوية في جداول الأعمال الوطنية والدولية. ومن خلال برامجها في مجال القرائية النظامية وغير النظامية التي تنفذها عبر العالم، تعمل المنظمة على تحقيق رؤية لعالم متعلم للجميع.