اندلعت مصادمات في القدس الشرقية المحتلة اليوم الأحد ( 7 سبتمبر / أيلول 2014) بين فلسطينيين وقوات الشرطة الاسرائيلية بعد أنباء عن وفاة شاب متأثرا بجراح أصيب بها أثناء اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية الأسبوع الماضي.
وألقى محتجون في حي وادي الجوز القريب من البلدة القديمة الحجارة والقنابل الحارقة والشعلات النارية على السيارات المارة وردت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق الرصاص المطاطي في اشتباكات عصر اليوم استمرت عدة ساعات. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة.
وقال سكان إن محمد سنقرط (16 عاما) توفي في المستشفى متأثرا بجرح في الرأس أصيب به قبل أسبوع أثناء احتجاج. ولكن هناك خلاف على كيفية إصابته.
وقال والده عبد المجيد أن ابنه أصيب في الرأس بعيار مطاطي ولكن الشرطة الإسرائيلية قالت إن سنقرط أصيب في قدمه بمقذوف غير فتاك وسقط وأصيب في رأسه حينما كان يعدو مبتعدا عن رجال الشرطة.
ونقل الجثمان إلى المشرحة في تل أبيب وقال متحدث باسم الشرطة إن وحدة تحقيقات الشرطة الخاصة بوزارة العدل تتحري عن ظروف الحالة.
واشتباكات الشوارع مع الشرطة الاسرائيلية والمداهمات على النمط العسكري للمنازل في وقت متأخر من الليل ورشق المركبات الاسرائيلية بالحجارة اصبحت سمة لأخطر اندلاع للعنف في القدس الشرقية منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل عشر سنوات.
وتتفجر اشتباكات عنيفة بصورة شبه ليلية بعيدا عن تسلط الاضواء على حرب غزة الأمر الذي تسبب في شن الشرطة الاسرائيلية لحملة اعتقلت خلالها مئات الفلسطينيين.
وبدأت الاحتجاجات في يوليو تموز في أعقاب مقتل فتى فلسطيني بيد ثلاثة فتية يهود في هجوم زُعم انه انتقامي. وجاء قتل الفتى الفلسطيني بعد خطف وقتل ثلاثة فتية اسرائيليين بيد نشطاء من حماس في الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت التوترات القائمة الانقسامات المتفاقمة في الجزء الذي تحتله إسرائيل من المدينة التي تقول إسرائيل إنها "عاصمتها غير القابلة للتقسيم".
وأدى الضرر الذي أحدثه الفلسطينيون بخط للسكك الحديدية في القدس- يربط الأحياء اليهودية والعربية وأشادت به السلطات الإسرائيلية يوما بوصفه رمزا للتعايش- إلى تعطيل ثلث العربات وخروجها من الخدمة.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية العربية وقطاع غزة والضفة الغربية في حرب عام 1967. وضمت المدينة بعدها بقليل وأصدرت عام 1980 قانونا يعلن أن القدس الموحدة عاصمتها. وهي خطوة لم تلق اعترافا دوليا.
ويشكل الفلسطينيون 40 في المئة من سكان القدس البالغ تعدادهم 800 ألف نسمة. وهم يحملون بطاقات هوية صادرة عن إسرائيل تؤهلهم بوصفهم سكان المدينة للحصول على نفس الحقوق المدنية التي يتمتع بها الإسرائيليون وأن يحصلوا على الخدمات الحكومية التي تقدم للمواطنين الإسرائيليين.
ولكن الكثيرين يرون أن بناء المستوطنات في المناطق المضمومة للقدس والقيود على الوصول إلى المسجد الأقصى في البلدة القديمة محاولات لتغيير طابع المدينة. وتقول إسرائيل إن الإجراءات الخاصة بالوصول للمسجد الأقصى تحكمها المخاوف الأمنية.
وكثير من أعمال العنف المناهضة لاسرائيل في السنوات القليلة الماضية في القدس اندلعت عند المناطق المقدسة في البلدة القديمة حيث المسجد الأقصى الذي يعتبره اليهود موقع هيكلين مدمرين مقدسين عندهم.