تعرضت القوات الحكومية الأوكرانية لقصف مدفعي في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت (6 سبتمبر/ أيلول 2014) قرب ميناء ماريوبول الاستراتيجي في شرق أوكرانيا في أول خرق خطير لوقف لإطلاق النار أعلن قبل 30 ساعة تقريبا.
وكان رئيسا روسيا وأوكرانيا قد قالا في وقت سابق إن وقف إطلاق النار وهو جزء من خارطة طريقة تهدف إلى إنهاء الصراع الدائر منذ خمسة أشهر متماسك إلى حد كبير عبر شرق أوكرانيا حيث تقاتل قوات كييف انفصاليين مؤيدين لروسيا.
وسمع مراسل لرويترز دوي إطلاق نيران مدفعية بشكل مطول في ساعة متأخرة من مساء السبت شرقي ميناء ماريوبول في شرق أوكرانيا ثم رأى بعد ذلك النار مشتعلة في مبنى صناعي وشاحنة ومحطة بنزين في منطقة تقع في نطاق مدينة ماريوبول التي يقطنها 500 ألف نسمة على بحر ازوف قرب الحدود الروسية. ورأى المراسل أيضا شاحنات تهرع في اتجاه الشرق ناقلة متطوعين في ميليشيات مؤيدة للحكومة وقد بدا الغضب عليهم .وتوجهت أيضا دبابات وناقلات جنود مدرعة في نفس الاتجاه.
وقال ضابط أوكراني لرويترز في المكان"وقع هجوم بالمدفعية... ليس لدينا معلومات عن ضحايا."
وساد الهدوء هذه المنطقة منذ سريان وقف إطلاق النار مساء الجمعة ولكن سكانا كثيرين ومقاتلين في ماريوبول ودونيتسك أبدوا تشككهم في إمكان استمرار وقف إطلاق النار .
وقال الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو في بيان إنه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إتفقا خلال إتصال هاتفي على أن"وقف إطلاق النار ينفذ بشكل عام" وأن عليهما إيجاد سبل لجعله يستمر بشكل أكبر.
واتفق مبعوثون من أوكرانيا وروسيا والقيادة الانفصالية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على وقف إطلاق النار في مينسك يوم الجمعة في إطار خارطة طريق للسلام تشمل أيضا تبادل أسرى الحرب وإقامة ممر إنساني للاجئين والمساعدات.
ووافق بوروشينكو على وقف إطلاق النار بعد أن إتهمت أوكرانيا روسيا بارسال قوات واسلحة إلى داخل أراضيها دعما للانفصاليين الذين واجهوا خسائر كبيرة خلال الصيف. وتنفي موسكو إرسال قوات أو تسليح المتمردين.
وخلال الأيام التي سبقت وقف إطلاق النار حاولت القوات الحكومية صد هجوم كبير للمتمردين استهدف ماريوبول وهي ميناء رئيسي لصادرات الصلب الأوكرانية. وتقول كييف إن قوات روسية كانت تدعم المتمردين وهو إتهام نفته موسكو.
وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار تماسك في معظمه أمس السبت فقد شكا مواطنون في نقطة التوتر الرئيسية الآخرى وهي دونيتسك من قصف وإطلاق نار بشكل متفرق ولاسيما قرب المطار الذي مازالت الحكومة تسيطر عليه.
وقال قيادي من المتمردين يعرف باسم مونتانا "يبدو جيدا في الوقت الحالي لكننا نعرف أنهم (الجانب الأوكراني) يستغلونه في جلب المزيد من القوات والذخيرة إلى هنا ثم يضربوننا بقوة جديدة."
وقال المتحدث باسم مجلس الامن والدفاع الوطني الأوكراني إن كييف تريد إجراء تبادل لأسرى الحرب"بأسرع ما يمكن" ولكنه لم يحدد إطارا زمنيا. وأضاف إن المتمردين يحتجزون أكثر من 200 أسير أوكراني.
وتعرض بوتين لانتقادات أمس السبت من البطريرك فيلاريت رئيس الكنيسة الارثوذكسية الأوكرانية التي يوجد مقرها في كييف الذي قال إن بوتين واقع تحت تأثير مس شيطاني وأنه يتحمل المسؤولية بشكل شخصي عن كل هذا النزيف .
وكنيسة فيلاريت فرع من الكنيسة الارثوذكسية انفصل عن موسكو عام 1992 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واعلان استقلال أوكرانيا.
وشبه فيلاريت بوتين بقابيل الذي قتل أخاه هابيل.
وأعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بسبب دورها في أوكرانيا ولكنه قال إنه يمكن تعليقها إذا سحبت موسكو قواتها والتزمت بشروط وقف إطلاق النار.
وردت وزارة الخارجية الروسية بشكل غاضب أمس السبت على هذه الإجراءات وتعهدت "برد فعل" لم تكشف النقاب عنه إذا نفذت هذه العقوبات. وردت موسكو على جولة سابقة من عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بحظر معظم واردات الأغذية الغربية.