العدد 4383 - السبت 06 سبتمبر 2014م الموافق 12 ذي القعدة 1435هـ

معتقل متفوق يبلغ 15 عاماً يواجه حكماً بمقدار سنوات عمره

والد الطالب المتفوق محمد جعفر إبراهيم يأمل أن يتم الإفراج عن جميع المعتقلين ولاسيما الأطفال منهم
والد الطالب المتفوق محمد جعفر إبراهيم يأمل أن يتم الإفراج عن جميع المعتقلين ولاسيما الأطفال منهم

اعتقل خلال عام 2012، ولم يكن يتجاوز عمره انذاك الخامسة عشرة، فيما حكمت المحكمة بسجنه بمقدار سنوات عمره (15 عاما) على خلفية الأحداث السياسية، إلى أن خفضت محكمة الاستئناف الحكم إلى 10 سنوات وتنتظر اليوم حكم التمييز في القضية.

محمد جعفر محمد إبراهيم، طالب متفوق اعتقل من منزله في صبيحة أحد الأيام خلال العام 2012 في اليوم الذي اعتقل فيه 15 شخصا من منطقته ووجهت لهم التهم نفسها والمتعلقة بحرق دورية أمنية وشروع في قتل وغيرها.

«الوسط»، التقت عائلته (والده، والدته، خالته، أخته وأخاه) والذين بدوا متأثرين جدا لغيابه ولاسيما والدته التي سبقتها دموعها قبل الحديث عنه، إذ قالت: «أصعب اللحظات التي تمر عليّ تلك التي ينطلق فيها الطلبة لمدارسهم ومثلها حينما يعودون لطالما تخيلته بينهم فهو طالب متفوق ومتميز في دراسته وظروف اعتقاله أسهمت في خسارته لسنه دراسية، فيما سعى والده لاستكمال الإجراءات لتمكينه في السنة التالية من تقديم امتحاناته وهو معتقل».

وسبقتها دموعها وهي تتحدث عن طباعه وشخصيته، إذ وصفته بالمطيع والهادئ والذكي والمحب لعائلته وجيرانه وأصدقائه ومحط اعجاب من كل المحيطين به، وعولت في ذلك لتألم الجميع لما ألم به، ولاسيما صديقه والذي لطالما ساعد العائلة في توفير الكتب والمذكرات الدراسية له ليتمكن من أداء الامتحانات.

ولم تتوقف والدته عن البكاء وهي تتحدث عن زياراتها له، إذ قالت: «أذهب حزينة ومتألمة لرؤية ابني في هذا الوضع ولن أصدق أن أراه مجددا بين اخوته وفي كل مرة يطلب مني أن أكون متماسكة وأنه بخير وأن أبتسم دوما، إلا أن قلبي تألم في آخر زيارة حينما قال اشتقت لكم ولحيّنا ولأصدقائي، أحسسته في كل زيارة له يكتم في نفسه كي لا نتألم لوضعه»، منوهة إلى أنه من المؤمل أن تكون الزيارة المقبلة له في السابع عشر من الشهر الجاري».

وأضافت: «لم يكن لابني أية علاقة بالتهم المنسوبة له واعترف تحت تأثير التعذيب وهو مريض ومصاب بالربو ويحتاج لرعاية صحية دائمة»، فيما دعت إلى مراعاة صغر سنه والإفراج عنه وعن جميع الطلبة حفاظا على مستقبلهم الدراسي.

وقالت وهي تمسح دموعها: «صدر الحكم على ابني في عيد الأم، فكانت تلك أكبر هدية أتلقاها في حياتي في هذا اليوم ولا تفارقني تلك الأفكار عن حاله هناك خلف القضبان ماذا يأكل كيف تتم معاملته هل يتألم هل يتعرض للمضايقات كيف هي نفسيته وإلى متى يستطيع التحمل فهو مازال صغيرا على كل تلك التهم المنسوبة له». أما والده فقد أشار إلى مجموعة من الأشجار والشجيرات أمام المنزل، لافتا إلى أن ابنه المعتقل هو من زرعها وكان يحرص على العناية بها وبمرور أكثر من عامين على اعتقاله واظبت العائلة على العناية بها، وكأنها تنتظر عوvدته سريعا لها.

والده والذي بدا متفائلا وصبورا، قال: «لديّ أمل كبير بأن يتغير الوضع السياسي ويسير نحو الأفضل ويتم الإفراج عن المعتقلين جمعيا ومن بينهم ابني»، فيما وجه نداء إلى جلالة الملك بأن يفرج عن جميع الأطفال ليعودوا في هذا اليوم لمقاعدهم الدراسية.

أما أخته فقد قالت انه أخته الصغرى كثيرا ما تحلم به وتخبرها بأنها رأته عائدا للمنزل أو جالسا في غرفته أو سمعت صوته يناديها، فيما لفتت إلى أنها شاهدت أخاها كثيرا وهو يبكي في صالة المنزل ويصعب عليه قصد غرفة أخيه المعتقل. خالته كانت من بين المتحدثين أيضا، إذ أشارت إلى أنها قامت بتربيته خلال سكنها سابقا في منزلهم، فيما نوهت إلى أنها وبعد اعتقاله لا تقوى على دخول المنزل إلا وتبكي تحسفا على مستقبله وطموحه الذي ضاع خلف القضبان على حد وصفها.

وتابعت بأنه لطالما كان يرسم خططا لحياته نظرا لتفوقه ولذكائه ولحبه لدراسته وكان يأمل أن يدرس في الجامعة ويفتح له مشروعا خاصا، مستدركة بأن كل ذلك لم يتحقق نتيجة اعتقاله وخسر سنة دراسية في بداية اعتقاله.

ودعت إلى النظر إلى طفولته بعيدا عن الأمور السياسية وتداعياتها ومراعاة لصغر سنه وتفوقه وضياع مستقبله.

العدد 4383 - السبت 06 سبتمبر 2014م الموافق 12 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 1:58 ص

      أمسكوا أولادكم

      ولله أنا أتأثر وأنقهر من الى يحرق ويسد الشوارع داخل القرى بتحريض من ........والي في الخارج وأنا ولله واحد ساكن في القريه شيعي وليس سني والي يحرض أولاد الناس تحصل أولاده يدرسون في أحسن المدارس والجامعات وساكنين أحسن البيوت ويحصلون أحسن المعاشات وأولاد الفقارى مساكين مغرر بهم في الشوارع في التحريق وسد الطرقات ولله حرام

    • زائر 11 زائر 10 | 6:55 ص

      لا تظلم احد

      أنت ما تدري أن الناس في بيوتهم يهجمون عليهم ويعتقلونهم وهم نيام ، ليس كل من يعتقل كان يحرق ويسدد شوارع انا اعترف لك هذا العمل غير سلمي وغير حضاري ولكن هذا لا يعني يعتقلون شخص ويعذبونه ويستشهد لهذا السبب وفي ناس قتلوا وعذبوا وأججوا الفتنة وهم في بيوتهم منعمين .

    • زائر 9 | 1:54 ص

      متهم

      يعني متهم في جريمة وتم الحكم عليه .. ولا علاقة هنا بتفوقه الا ان كان في الجريمة نفسها

    • زائر 8 | 1:39 ص

      يالله يامنتقم

      اللهم فرج هم المهمومين بإفراج عن المسجونين ظلما يالله يالله يالله .

    • زائر 7 | 1:15 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      الله يفرج عنه وعن كل المعتقلين وتقر عيونكم وعيون الامهات والأباء أجمعين بحق محمد وآل محمد

    • زائر 6 | 12:57 ص

      الظلم ظلامات

      حسبي الله ونعم الوكيل

اقرأ ايضاً