عقد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة جلسة مباحثات مع وزيرة الشئون الخارجية والشئون الهندية في الخارج بجمهورية الهند سوشما سواراج، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي تقوم بها الوزيرة الهندية لمملكة البحرين.
وفي مستهل جلسة المباحثات، رحب وزير الخارجية بزيارة وزيرة الشئون الخارجية والشئون الهندية في الخارج بجمهورية الهند للبلاد ، والتي تعد الأولى إلى مملكة البحرين وإلى الخليج العربي، مشيدا بالعلاقات التاريخية المتميزة بين مملكة البحرين وجمهورية الهند، وما تشهده هذه العلاقات من تطورات في مختلف المجالات خاصة التجارية التي تتميز بها البلدين منذ آلاف السنين، مؤكدا حرص مملكة البحرين على تعزيز العلاقات وتنميتها وفتح مجالات أرحب مع الجمهورية الهندية خاصة بعد الزيارة التاريخية التي تفضل بها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، للجمهورية الهندية في فبراير الماضي والتي أثمرت عن توقيع اتفاقيات هامة في مختلف المجالات ومنها الشأن الدبلوماسي بين وزارتي خارجية البلدين الصديقين.
وأكد وزير الخارجية أن تلك الزيارة التاريخية لعاهل البلاد، وما صحابها من مذكرات تفاهم موقعة بين وزارتي الخارجية في مملكة البحرين وجمهورية الهند ذات الشأن الدبلوماسي سوف تصب في دعم العلاقات الدبلوماسية وتنميتها وفتح المزيد من آفاق العمل الدبلوماسي المشترك بين البدلين الصديقين والذي يتميز بتاريخ طويل يتمد إلى 40 عاما من العمل الدبلوماسي المشترك، وقد شملت مذكرة تفاهم بشأن إنشاء لجنة عليا مشتركة للتعاون الثنائي بين حكومة مملكة البحرين وحكومة جمهورية الهند، والتوقيع كذلك على مذكرة تفاهم بين معهد الخدمة الخارجية بوزارة الشئون الخارجية الهندية، والمعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية البحرينية.
وقال أن مملكة البحرين والجمهورية الهندية تتمتعان بعلاقات صداقة ودية مبنية على أسس وروابط تاريخية وحضارية، منوها بجهود الجالية الهندية العاملة في البحرين والتي أسمهت في دفع عجلة التنمية الاقتصادية لدى المملكة، متمنيا تعزيز هذه العلاقات التاريخية وتنميتها تتنفيذا لتوجيهات القيادة الحكيمة في البلاد بقيادة حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد ، وبدعم كبير من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وبمتابعة دائمة من ولي العهد نائب القائد الأعلى والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
كما نوه وزير الخارجية بدور الجمهورية الهندية في دعم السلام العالمي، مشيداً بدعمها المعلن لقضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية، ومشيراً في هذا السياق إلى الحضور الهندي القوي على الساحة العالمية.
من جانبها، أشادت سوشما سواراج بالاستقبال الحافل الذي حظيت به ووفدها، معربة عن تقديرها وتقدير جمهورية الهند حكومة وشعبا لهذا الكرم غير المستغرب من شعب عرف عنه الطيبة وحفاوة الاستقبال ، بل وأصبح واجهة للجالية الهندية للعمل وكسب الرزق، مشيرة في هذا الصدد إلى أن وجود عدد كبير من العمالة الهندية في مملكة البحرين والذي يأتي بفضل ما تتمتع به البحرين من احترام لحقوق العمالة وحقوق الإنسان بشكل عام، مشيدة، على وجه الخصوص، بما تشهده المملكة من حرية وانفتاح في ممارسة الشعائر الدينية، ضمن أجواء التسامح والألفة والمودة التي يتميز بها أبناء البحرين.
وأضافت الوزيرة أن تواجد الجالية الهندية المقيمة في البحرين يعتبر بمثابة حلقة الوصل التي تعزز علاقات الصداقة المثمرة بين البلدين وتدفع بعجلة التعاون نحو الأمام في مختلف المجالات، خاصة في ظل تاريخ طويل وقديم للعلاقات البحرينية الهندية كفيل بتنامي تلك العلاقات نحو الأفضل دائما.
وتجدر الاشارة الى ان أكثر من 350 ألف مواطن هندي يعملون في المملكة ويساهمون في تطويرها. وكان لمساهماتهم القيمة و الإيجابية في تطوير البحرين دور هام في ارساء دعائم الشراكة الثنائية بين البلدين.
كما أشادت الوزيرة بما يشهده البلدين الصديقين من تطور مستمر على صعيد العمل الدبلوماسي الذي يصل لأكثر من 40 عاما من العمل المشترك، منوهة بأن زيارة عاهل البلاد للهند في فبراير الماضي ساهمت في تعزيز العمل الدبلوماسي بين البلدين من خلال توقيع مذكرات تفاهم مشتركة، مشيدة في هذا الصدد بجهود وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ومساعيه الحثيثة في تعزيز عرى التعاون الدبلوماسي بين المملكة والهند.
وقد تم خلال جلسة المباحثات استعراض العلاقات الثنائية الطيبة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات المختلفة إضافة إلى بحث آخر التطورات والمستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأقام وزير الخارجية الموقّر حفل عشاء على شرف وزيرة الشئون الخارجية والشئون الهندية في الخارج بجمهورية الهند الصديقة ووفدها المرافق، حضره عدد من الوزراء والسفراء وكبار المسئولين بالمملكة ورجال أعمال بحرينيين وهنود.
وقد شمل الحفل كلمات ترحيبية من وزير الخارجية ووزيرة الخارجية الهند والتأكيد على أهمية هذه الزيارة التي ستدفع عجلة التعاون والعمل الثنائي المشترك نحو الأمام بما يتوافق مع تطلعات القيادتين في كلا البلدين الصديقين.
الجدير بالذكر ان الهند والبحرين تجمعهما علاقات صداقة ودية ، تتميز بالتواصل المباشر بين الشعبين والتبادل السياسي المنتظم على اعلى مستوى ، وتعتبر البحرين شريك مهم بالنسبة للهند في الخليج العربي حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلديّن فيما بين سنتي 2013 و2014 ما يفوق 1.3 مليار دولار أميركي.