العدد 4382 - الجمعة 05 سبتمبر 2014م الموافق 11 ذي القعدة 1435هـ

طالبة بحرينية تتطوع للمساعدة في علاج الفقراء في تنزانيا

قضت أسبوعين في أكواخ خصصت لعلاج المرضى

كانت مولعة بالعمل التطوعي، ولطالما سعت للمشاركة في الأعمال التطوعية الإنسانية في مدرستها إبان مرحلة الدراسة، فضلاً عن مشاركتها في برامج تطوعية خارج إطار المدرسة على حد سواء. وعلى رغم أنها اليوم طالبة جامعية تدرس تخصص الطب في جامعة ليفربول البريطانية، إلا أنها لم تنسَ ولعها وحبها الشديد للعمل التطوعي، لتقوم بالبحث في شبكة المعلومات الإنترنت عن برامج التطوع، ولكن هذه المرة خارج البحرين وتحديداً في إحدى دول العالم النامية، لتختار التطوع ضمن برنامج للمساعدة في علاج فقراء تنزانيا.

تمارا حسين علي (18 سنة)، خريجة إحدى المدارس الخاصة في مملكة البحرين وحاصلة على معدل تراكمي عالٍ، حدثت «الوسط» عن تجربتها في العمل التطوعي بتنزانيا، إذ قالت: «خلال فترة إجازتي الصيفية فكرت في قضائها بشيء مفيد لذا كان اختياري لبرنامج plan my gap year وذلك للتطوع للعمل في أحد مستشفيات تنزانيا والتي تقع في إفريقيا»، مشيرة إلى أنها قضت أسبوعين فيها وذلك منذ الثالث وحتى الثامن عشر من الشهر الجاري، لتكون العربية الوحيدة ضمن البرنامج وأصغر المشاركات.

وتضيف: «كنت أعلم أن هناك في العالم دولاً تعيش تحت خط الفقر وتعاني من صعوبة الحياة ولكني لم أتخيل أن يكون بهذا السوء، أو لعلي شاهدت كثيراً من صور الفقر المماثلة في وسائل الإعلام، إلا أن مشاهدتها على أرض الواقع والتعايش معها والإحساس بها أمر مختلف كليا»، وللدلالة على صعوبة الحياة أنها لم تقدر على الاتصال بأهلها لمدة ثلاثة أيام حتى فكرت لوهلة بالعودة.

وواصلت بأن الواقع الذي رأته وعدم قدرتها على التواصل مع أهلها كانا أولى الصدمات التي عاشتها وطبعاً المشاركون في البرنامج من زملائها يختلفون في أعمارهم وجنسياتهم والخلفيات الثقافية والدينية التي جاؤوا منها، ولكن بمساعدتهم ومساندتهم تعلمت التعايش والتعاون من أجل تأدية الواجب الإنساني النبيل، حيث إن بعضهم يقضي جل وقته في تدريس الأطفال والعناية بهم.

وتضيف: «قلت في نفسي إذا كان الأطفال والشيوخ في هذه المنطقة عاشوا وتأقلموا مع واقعها الصعب فلما لا أستطيع أنا ذلك، كما وأني جئت لتحقيق غاية وهو مساعدة هؤلاء الفقراء وليس للعودة دون أن أقدم لهم شيئاً وإن كان بسيطاً، لذا قررت أن أتحمل ما قد أمر فيه وأن أحاول مساعدتهم لتبدأ تجربتي من هذه اللحظة».

وفصلت تفاصيل تجربتها، مشيرة إلى أنه كان يتعين عليها ركوب حافلة صغيرة مكتظة بالراكبين بشكل كبير جداً، ومن ثم المشي 20 دقيقة في الغابة كل يوم للوصول إلى موقع تطوعها وهو أحد المستشفيات الحكومية في تنزانيا، إذ قالت: «لم تكن ذلك المستشفى أكثر من مجموعة من الأكواخ يقدم خدمات بدائية لمرتاديه من المرضى، ويفتقر لأبسط المستلزمات الطبية والمعدات اللازمة لإجراء أبسط الإسعافات الأولية والخدمات الصحية، ويرتاده مختلف الأعمار والحالات بين ذكور وإناث، تعودوا على الألم ومواجهة المرض وعلاجه دون مسكنات».

وتابعت بأن الأطباء والممرضين هناك يرغبون في تقديم المساعدة وعلاج المرضى إلا أن العوائق التي تواجههم كثيرة كنقص الدواء والمعدات وبدائية الحياة وكثرة الحالات التي ترد لهم.

وفيما يتعلق بسبب اختيارها للتطوع في تنزانيا، بيَّنت أنها كانت على ثقة بأنه ونتيجة لحاجتهم للعلاج والمساعدة سيسمح لها بالمشاركة في جميع الحالات التي ترد لهم، وأن ذلك من شأنه أن يضيف لها الكثير وتحصل على فرصه للتعلم لا يمكن أن تحصل عليها في الدول المتقدمة، ففي الوقت الذي سيشبع فيه رغبتها في تقديم المساعدة وحب التطوع، سيسهم في المقابل بإثراء خبرتها العملية في المجال الطبي.

وتحدثت عن زملائها في البرنامج، إذ أشارت إلى أنها العربية الوحيدة وأنها أصغر المشاركات، فيما أشارت إلى أن المشاركين من جنسيات وثقافات وديانات مختلفة الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تبادل الثقافات بين الجميع، وقالت: «لا أنسى حينما عرفت بنفسي أمامهم وذكرت أني مسلمة وأعبد الله وحده لا شريك له وأقوم بالصلاة يومياً وشكلي يبدو بتلك الهيئة في صلاتي، وتحدثت لهم عن الإسلام ومبادئه الداعية لمساعدة الآخرين، وأن أحدهم في نهاية البرنامج قال لي إني غيرت فكرته عن الإسلام والمسلمين والذي كان يرى فيهم تلك الصورة السيئة التي تنقلها كثير من وسائل الإعلام، فكانت فرحتي كبيرة بذلك».

وبشأن موقف أهلها من مشاركتها، أشارت إلى أنها عاشت في عائلة تشجع على فعل الخير والعمل التطوعي وأن والدتها لطالما كانت من المبادرين في المشاركة في الأعمال التطوعية وأنها ورثت ذلك منها، مشيرة إلى الخوف على سلامتها كان العائق الوحيد أمام موافقتهم ولكن بسبب تفهمهم ومعرفتهم لهدفي الإنساني والعلمي وافقوا بكل رحابة صدر.

أما بشأن ما استفادته من تجربتها، فقد ذكرت أن تلك الفترة التي قضتها في تلك الظروف الصعبة عمقت إحساسها بالمسئولية وعززت فيها حب التطوع وحب تخصصها في دراسة الطب والذي يتيح لها فرصة لمساعدة الناس، وقالت: «المناظر التي رأيتها هناك جعلتني أصر على عدم التفكير في الأمور الصغيرة وعدم الأسف على الفرص الضائعة، فهناك أناس لا يجدون الدواء والماء والغذاء وهي أبسط مستلزمات الحياة الإنسانية ويرغبون فقط بالتمسك بالحياة وإن كانت صعبة ومؤلمة».

وتحدثت عن أملها في تكرار هذه التجربة والتطوع في أحد الملاجئ في دول العالم النامية أو دور الأيتام، فيما ختمت حديثها بالإشارة إلى أنه قد يتساءل الكثيرون لماذا نسافر لمثل هذه الدول النامية ونشارك في برامج تطوعية لن تغير من واقعهم شيئاً، وقالت: «بالفعل قد لا نستطيع تغيير واقعهم إلا أننا نستطيع تخفيف ألمهم وكل عمل نبيل مهما صغر له قيمة عظيمة تنعكس علينا إيجابيّاً، حيث يجعلنا ننظر للعالم بمنظور مختلف يهذب من إنسانيتنا ويخفف من حبنا لذاتنا».

العدد 4382 - الجمعة 05 سبتمبر 2014م الموافق 11 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 2:44 ص

      الله يعيش العافية

      جزاش الله خير على هالعمل الطيب والله يكثر من امثالش.... الطب مهنة عظيمة وإنسانية بحتة الله يوفقش ان شاء الله

    • زائر 11 | 8:59 ص

      تنزانيا كانت تعرف سابقا بزنجبار

      وتتبع سلطان او امبراطور عمان حتي قيام الثورة الدموية في الستينات من القرن الماضي والذي قتل فيها الكثير من العرب المسلمين ولم تحتج الدول العربية آنذاك علي المجازر التي ارتكبت بحق اهالي زنجبار وعاصمتها دار السلام

    • زائر 9 | 6:33 ص

      الله يكون بعونها و رفعت اسم البحرين التطوعي بالعلالي

      من عائله بن مرزوق نشكر هالطالبه النجيبة التى رفعت اسم البحرينين اجمع في تنزانيا و بإذن الله مستقبل مشرق نطمح له جميعا اختي الصغيرة .

    • زائر 8 | 5:50 ص

      ستره

      حياش سترة زوري المصابين اقرب وتشوفين من المعاناة ماتعجزين عن التخفيف

    • زائر 10 زائر 8 | 6:58 ص

      زائر 8

      تموتون على الطنازة وتهميش افعال الغير...
      قواش الله بنتنا الجميلة

    • زائر 7 | 4:00 ص

      والله

      افرحتينا بهذه الطله الطيبه والله يبارك لك وصراحه شجعتينا علي الخير وكثر الله من امثالك ورحم الله والديك يا بنت الاصول

    • زائر 5 | 2:40 ص

      موفقه

      الله يوفقها لعمل الخير يا رب و البحرين فخوره بك وسيأتي اليوم اللي اتكونين فيه من اكبر الدكاتره في البحرين
      الله ييسر ليش ويوفقش

    • زائر 4 | 2:38 ص

      موفقه

      الله يوفقها لعمل الخير يا رب

    • زائر 3 | 1:04 ص

      الطب عمل انساني

      بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتك وكثر الله من المثالك انتي طبقتي مهنتك باخلاص حيث ان مهنت الطب انسانية ومن ما يدل على ان اختيارك الى هذه التخصص من حبك إلى عمل الخير

اقرأ ايضاً