لا يخفى على أيِّ مواطن بحريني ما يعانيه شارع البديع من ازدحام مروري يتكرر مشهده بشكل يومي، ويعاني المواطنون منه الأمرّين، وخصوصاً لدى خروجهم في صباح كل يوم للذهاب إلى أعمالهم بالنسبة إلى ساكني قرى شارع البديع التي يفوق عددها العشرين، في وقتٍ لا تحرّك فيه الجهات المعنية ساكناً فيما يتعلق بالقضاء على هذا الأمر، وإن كانت هناك مقترحات وبوادر للقضاء عليه، فإنها لم ترَ النور بعد.

وشارع البديع، الذي تعتبر المناطق المطلة عليه الأكثر سكاناً في البحرين، من أقدم شوارع البحرين، ويبلغ طوله 13 كيلومتراً، ويمتد من ساحل منطقة البديع إلى تقاطعه مع شارع الشيخ حمد (إشارات النعيم)، ويتكون الشارع من مسارين في كل اتجاه، كما أن السرعة المسموح بها عليه هي من 70 إلى 80 كيلومتراً في الساعة.

ويخدم شارع البديع أكثر من 20 قرية بصورة رئيسية، هي: البديع، الدراز، بني جمرة، المرخ، سار، باربار، مقابة، جنوسان، الشاخورة، أبوصيبع، كرانة، الحجر، القدم، المقشع، جدالحاج، جدحفص، الديه، السنابس، البرهامة، جبلة حبشي، وعين الدار.

كما يخدم الشارع مناطق أخرى لا تطل عليه بصورة مباشرة، غير أنه يعتبر أحد الطرق الرئيسية التي يستخدمها أهلها، وهي: أبوقوة، السهلة الشمالية، القرية، الجنبية.

على المستوى الرسمي، لا تزال مساعي توسعة وصيانة شارع البديع، التي أبدتها وزارة الأشغال، وهي المسئولة عن صيانة وإنشاء الطرق، لا تتعدى الوعود، وهو ما يثير استغراب المواطنين في كيفية التعامل مع هذا الشارع الحيوي والمهم.

ففي (14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013)، أفصحت رئيسة قسم تخطيط الدراسات المرورية بوزارة الأشغال شوقية حميدان، عن أن «الوزارة انتهت من إعداد المخططات المبدئية لمشروع تطوير شارع البديع وتوسعته إلى 3 مسارات واستبدال الدوارات بإشارات ضوئية وتوفير شوارع جانبية للخدمات بالمسارين».

وقالت حميدان: إن «الوزارة أدرجت المشروع على جدولها للتنفيذ مع تزايد الضغط على الشارع، وباعتباره شرياناً حيويّاً ورئيسيّاً في المحافظة الشمالية، وأهميته الملحة للتطوير حاليّاً».

وأفادت بأن «التصاميم المبدئية جاهزة، ونحن بدأنا في المخطط التفصيلي حاليّاً، وشارع البديع سينفذ على مراحل؛ لأن الكلفة عالية، وبتقسيمه لمراحل سيكون أسهل للتنفيذ».

وقبل أكثر من شهرين من الآن، وتحديداً في (10 يونيو/ حزيران 2014)، أفصحت وزارة الأشغال عن إعدادها تصاميم تفصيلية لشارع البديع، واستدركت الوزارة في حديثها عن شق التنفيذ، بالقول: «إن التنفيذ يعتمد على موافقة جميع الخدمات وتوافر الموازنة»، مشيرةً إلى قيامها في السنوات الماضية، وبغرض تخفيف الازدحام المروري عن شارع البديع وإيجاد طرق بديلة لبعض القرى، بفتح عدد من المنافذ التي خفّفت من الازدحامات المرورية.

على أن المواطنينَ ممن يسلكون هذا الشارع الحيوي بشكل يومي، لايزالون ينتظرون الموعد الذي يرون فيه شارع البديع مختلفاً عما هو عليه الآن.