رأى إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم، أن «ما يحصل على الأرض من السلطة تزهيدٌ في المشاركة الانتخابية لا ترغيب، وطردٌ لا ترحيب، واستبعادٌ لا دعوة».
وذكر قاسم، في خطبته يوم أمس الجمعة (5 سبتمبر/ أيلول 2014)، أن الدعوة الجدية والحقيقية للمشاركة في الانتخابات النيابية، يجب ألا تكون بما وصفه «الواقع المرير الظالم»، مستشهداً في هذا السياق بما وصفه «مصادرة» مشهد الخميس (مسجد الخميس).
وتحت عنوان «البحرينُ سياسةً ومنهجاً»، بيّن أن «للسياسة في البحرين كأي سياسةٍ أخرى اهتماماتها، ولكن ما أضر أن يكون من أبرز اهتماماتها ما يطالعنا به الواقع من دلائل عملية صارخة على استهداف إضعاف الشعب، والحرص على منع توحده وإضعاف من ترى توهماً فيه عدواً لها، فتعاديه كما تراه عدواً لها حسبما يُخيّل لها».
وقال: «ما أضر أن تعادي شعبها في مصالحه، ومقدساته، ومَقدراته، ومُقدّراته وتاريخه، وتعمل جاهدة على مستويات متعددة على إضعافه، وتهميشه، وحرمانه، وتعمد إلى محو آثاره والتزوير لما يتصل بهويته، ما يعني ويأخذ مستوى الحرب الشاملة إلى من تحتاجه، وهو الشعب، ويحتاج إلى إخلاصها في البناء للوطن المشترك، والإشادة بمعالم المجد في تاريخه».
وأضاف «وإلا فلا سياسة التهجير وإسقاط الجنسية للبعض، والتسبب في هجرة العقول والكفاءات للبعض الآخر، وطلب جنسيات أخرى، ومزاحمة مصالح المواطنين وخدماتهم الرئيسية بالتجنيس السياسي غير المسئول، والإضرار بالكثير من المستوردين، والتضييق على شعائر الدين، وقطع الأرزاق، والزج بالأعداد الهائلة في مقابر السجون، والإقصاء السياسي والحرمان من المشاركة السياسية، والعقاب الجماعي، والتشهير الآثم من غير وجه حق، والإعلام المضاد، وإطلاق الألسن البذيئة بالسبّ والشتم للرموز والمقدسات، والنيل من العقيدة، ومسخ التاريخ وتزويره ومحو آثاره، وغلق مواقع الإشعاع الفكري، والتعدي على مؤسسة سياسية أو ثقافية بعد مؤسسة».
وتساءل: «كيف تأتي سياسةٌ لا تترك أمر دينٍ ولا دنيا لشعبها إلا نالت منه وأضرّت به؟ أفلا يعني ذلك كلّه حرباً شاملة وقاسية على هذا الشعب».
وأضاف «نحن نتكلم عن شعبٍ بكامله، بعيداً عن لغة الطوائف والمكونات، لأنه في نظرنا شعب واحد، حاضره واحد، ومصيره واحد، وظلم بعض منه ظلمٌ للكل، ولا ينعم بحياة رغيدة إلا بأن نعيش الأخوّة الصادقة الوطنية على الأقل، على أن هناك وحدة أكبر وأعظم وأنبت وهي الوحدة الإسلامية لأبناء هذا الوطن العزيز».
وتساءل قاسم أيضاً «أيرى أحدٌ ممن يعقل أن مثل هذه السياسة وهي تمارس هذا كله وتستمر عليه، أيراها جادة في دعواها إرادة الإصلاح؟ وانتخاباتٍ نيابية عادلة ناجحة؟ ومشاركة شعبية واسعة انتخاباً وترشيحاً؟ أفعلاً تريد الحكومة هذه المشاركة؟ كيف يُتخذ طريق معاكسٌ تماماً لغايةٍ يقصد إليها عاقلٌ حكيم لو كان جادّاً في إرادته، ولم تكن دعواه على خلاف ما يضمره».
وقال: «لكي تكون الدعوة جدية، والدعوة حقيقية، لابد ألاّ يكون شيءٌ من هذا الواقع المرير الظالم، وألاّ يكون التخطيط للانتخابات مُنتجاً حتماً بطبيعته النتيجة التي تكرس الواقع المظلم السابق المرير وتمثل تثبيتاً للمُشكل خلق شرخ كبير بين الشعب والسلطة».
وتابع «هل من الدعوة الجادة للمشاركة في الترشيح والانتخاب أن يُصادر مشهد الخميس ذو المنارتين (مسجد الخميس) لأنه تابعٌ لدائرة خاصة من دائرتي الأوقاف، وتُلغى مسجديته لتحويله إلى وجودٍ متحفي ومعلم سياحي، ليفقد وظيفته العبادية التي لا مسجدية بدونها... أيكون هذا لمن جدّ بدعوته للناس بأن يشاركوا في انتخابات يريدها؟».
وشدد على أن «تاريخ هذا البلد على خلاف تاريخ البلدان الأخرى، لا تثبته الوثائق الدامغة من مثل الوثائق التي تتعلق بهذا المسجد الشريف الضارب في القدم في تاريخ البحرين والأمة المسلمة، وقد تكرر من الصحف المحلية ذكرها، تاريخنا لا تثبته هذه الوثائق ولا تحميه من التشويش والتزوير والطمس، تاريخنا في هذا البلد لا يُثبته ذلك ولا الوقائع الماضية ولا الحاضرة إنما تصوغه وتغيره وتستبدل عنه صورةً مختلقة وتمحوه القرارات الرسمية وهوى السياسة وأمراضها».
وتحت عنوان «مواجهة الإرهاب»، قال قاسم: «أصبحت مواجهة الإرهاب الذي أسست له دولٌ وجهاتٌ لا يُخطئها النظر، وروّجت له فتاوى لا تخفى، ولا يشتبه أحدٌ في مصادرها وهي معلنةٌ عن نفسها، وغذّته الأموال الطائلة والخطط المحكمة كيداً بالقوى الخيّرة وانحرافاً بصحوة أمتنا ويقظة شعوبها وسحباً للبساط من تحت قدم حركات الإصلاح والتغيير وإحباطاً لثورة الأمة وشعوبها وتخريباً للنتائج الكبيرة التي كان يُترقب أن تجنى منها وتترتب عليها».
وذكر أن «مواجهة هذا الإرهاب الذي زرعته ونمّته القوى الظلامية الماكرة في الأرض، أصبحت ضرورةً في نظر العالم، يفرضها الواقع وتأخذ قناعة عامة، تشمل حتى الدول التي أسسته ورعته بأموالها وخططها، بعد أن تعملق وتمدد وبدأ حريقه الهائل يتهدد صانعيه ومشعلي ناره. على أن هؤلاء ليسوا جادين في القضاء عليه كل الجدّ وإنما المستهدف لهم إضعافه بما يضمن حمايتهم ويبقيه تحت سيطرتهم لتوجيهه حيث يريدون ووقت ما شاؤوا».
وأضاف «بغض النظر عن ذلك كلّه، فهناك على مستوى التصوّر مواجهةٌ للإرهاب للإجهاز عليه أو إضعافه بصورة مؤقتة، وأخرى بصورة دائمة تتمتع بالثبات ولكلٍ منهما آلياتٌ وأدوات. وإذا أمكن إيقاف الإرهاب أو إضعافه مؤقتاً من خلال الشدة وأساليب القوة، فإن تحقيق ذلك بصورة دائمة أو على المدى الطويل يتطلب تجفيف منابعه بالكامل، وبصورةٍ مستمرة، ولا يتم من غير ذلك».
ورأى أن «أكبر منابع الإرهاب ومشجعٍ ومُمدٍ له بالمال والرجال، هو الإرهاب الذي تمارسه حكومات الأمة في حق شعوبها، واستبعاده لها وحرمانها وسرقة جهودها وتهميشها السياسي وسياسة التمييز وزرع الفرقة في صفوف الأمة، ومناقضة الدين والتنّكر لأحكامه وعمليات التحريف له والتي تمارسها هذه الحكومات على مرأىً ومسمعٍ من الأمة. هذا إلى جانب فتاوى التكفير التي لا ندري هل ستتوقف أو لن تتوقف».
وأوضح أن «إرهاب الدول للشعوب ومعاداتها لصحوة الأمة والكيد بدولٍ أخرى، هو الذي أحوج هذه الدول التي تخرّجت على يدها صناعة الإرهاب إلى الاستعانة بهذه الوسيلة المدمرة».
وأردف قائلاً: «لا يمكن الإيقاف النهائي للإرهاب بحق والإجهاز عليه، ما استمرت سياسة الدول في اضطهاد الشعوب وإفشال تطلعاتها في الحرية والكرامة، والتمتع بكامل حقوقها، وسيُمدّ الإرهاب دائماً بفعل هذه السياسة ما يمدّه بالمال والقوة والرجال من أبناء الشعوب الغاضبة من حكوماتها».
وأكد أن «الحكومات لا يخفى عليها هذا الأمر، ولا تنتظر من أحدٍ أن يُلفت إليه نظرها، ولكنها هي نفسها تريده، ولو أرادت الإجهاز على الإرهاب الذي يتطلب منها العدل مع الشعوب والاعتراف لها بما لها من حقٍّ لمنعها من ذلك شيطان الهوى، والغرور وروح الاستئثار والاستكبار والتبعية الذليلة، التي تعاني منها للأجنبي الذي لا يريد خير هذه الأمة».
وفي سياق آخر من خطبته، تحدث قاسم عن «الطلاب والدراسة»، مؤكداً أن «ما من علمٍ نافعٍ من علوم الدين والدنيا، إلا ويحب الإسلام للإنسان أن يطلبه ويتحلى به، والإنسان مدعوّ بكل قوة من دينه بكل ما يمكنه من هذا العلم ليكسب القوة لنفسه ولأمته، وذلك من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل».
وأفاد بأن «العلم الدنيوي الذي يضر الأمة فقده، ولها طريقٌ مشروعٌ إليه، يجب عليها وجوباً كفائياً أن تطلبه وتتوفر عليه ما وجدت إلى ذلك سبيلا، وهي مسئولية يتحملها كل جيل من أجيال الأمة، حتى لا تضعف في يومٍ من الأيام، ولا تتعطل مصالحها، ولا تصعب حياتها ولا تكون مسبوقة من إحدى الأمم، فتقع تحت الحاجة إليها ويقلّ شأنها».
وقال: «من هنا لا يسع طلابنا الأعزاء من منطلق دينهم أن يتوانوا عن طلب العلوم النافعة، والتنافس عليها وتحقيق السبق فيها، ولا يُلتمس لهم عذرٌ مطلقاً في هذا التواني وعدم الجد ما لم تكن ضرورة بالغة مانعة».
وذكر أنه «إذا كان لا عذر في هذا المجال، فإنه لا عذر بصورة أشد وآكد عن طلب ما يتقوّم به دين المسلم ويفرضه الضروري من معرفته عقيدةً وعبادةً ومعاملة، ويكون محلّ التكليف الفعلي، وما هو من محلّ الابتلاء من الناحية العملية، إذ لا علم كعلم الدين أهمية ومسئولية وربحاً مما يترتب على العلم، ولا ضمان لربحٍ لعلمٍ من علوم الدنيا إذا انفصل عن الدين الحق وعلمه وهداه وانطلق بصاحبه بعيداً عن تقوى الله، بل الأمر أكبر من هذا حيث تتحول العلوم الدنيوية المنفصلة عن وعي الدين وفهمه وتربيته إلى كارثة على مكتسبيها وعلى المجتمع الإنساني كلّه».
العدد 4382 - الجمعة 05 سبتمبر 2014م الموافق 11 ذي القعدة 1435هـ
بس
ياشيخ انه امي شيعية وابوي سني وكنت عايش وساكن في منطقة الطشان ودرست في مدرسة الخميس وسنين ماجفت احد يصلي في المسجد والحين تقول تم مصادرة المسجد ... شدخل الموضوع في الانتخابات ....
استغراب
بعض المعلقين لم يقرأوا خطبة الشيخ
اقرأ التاريخ جيدا
الي يقول ما في مذهب جعفري… روح اقرأ التاريخ. و شوف من الي درس مؤسسين هل المذاهب الأربعة الي تتكلم عنهم شوف من الي قال لولا السنتان لهلك النعمان..
الله يحفظ سماحة الوالد القائد الشيخ عيسى قاسم
و الله بجعل كيد أعداءنا في نحورهم
المجنس سنةظ،ظ©ظ¦ظ£
يتكلم عن التجنيس في خطبة الجمعه الفكر الجعفري ليس بمذهب المذاهب الاربعه فقط وهم المذهب الشافعي والحنبلي والحنفي والمالكي !!!
وغيرها
والمذهب السلفي والوهابي والإخواني والبونياني ولكن سيظل الجعفري تاج .
التاريخ
الزائر رقم 10 انت تحرف وتزيف التاريخ الاسلامي ... 4 مذاهب فقط وانت وغيرك تعرفونهم عدل ... لا في جعفري ولا وهابي ولا سلفي ولا بطيخ .
متأكد !!
طيب سؤال ليش تنكرون افضال الرسول واهل بيته عليكم ليش عندكم حساسيه تجاه هذا البيت النبوي ابحث وراح تشوف في ناس قبلك كانوا عندهم نفس العقده ودفعوا الملايين حتى يغييب ذكر المذهب الجعفري من الوجوود ولكن يأبى الله إلا ان يتم نوره
المتمردة نعم
لو اكتفت الحكومة فقط بالاعتقالات وقمع المتظاهرين لما وجد الشيخ الجليل اي تردد في الدعوة للانتخابات ولكن غلبت الحيرة هذه المرة لانها طالت حتى غلق الجمعيات ورفع القضايا عليها فلا يوجد عاقل يصدق ان مريم الخواجة ونبيل رجب المعروفين والمدافعين لهم الغرب يعتقلون وغيرهم خارج السجون
المجاهد القائد ابو سامي
كلامك يا قائدنا عين الصواب الحكومة لا تريد الشعب يشارك لانها أبعدت الناس عادتهم وحاربتهم فهي لا تستحق البقاء
عموما
كل واحد حر في المشاركة في الانتخابات
وحتى لو شاركنا او ماشاركنا
لا اختلاف بين الاثنين
والحكومة مابيضرها شي
وكلامكم كله في الهواااا
نعم استئثار وتمييز
خطبة المجاهد الشيخ عيسى قاسم جاءت في الصميم لتشخص الواقع المرير بنظرة فاحصة وحقيقية وبمشرط جراح ماهر فهي شاملة مانعة ولسان حال الشعب المبتلي وما اقول الا الله المستعان ياوطني
مصادرة مشهد الخميس
متى اخر وقت اقيمت الصلاة في مسجد الخميس
نِعمَ العالمُ الواعي هذا الرجل.
((عالم شجاع مخلص لدينه وأمته ووطنه))