المنامة - محمد باقر أوال
في الوقت الذي نجحت فيه بعض المؤسسات التعليمية في التحول نحو استخدام الحقيبة المدرسية الإلكترونية، وتحويل المناهج من هيئتها التقليدية (الكتب) إلى الكتب الإلكترونية في أقراص أو استخدام الألواح الذكية، لاتزال الحقيبة المدرسية بوزنها الثقيل تمثل مشكلة صحية للكثير من التلاميذ لا سيما في المرحلة الابتدائية.
وبالنسبة للبحرين، فقد تم طرح الموضوع عبر وسائل الإعلام ومنها الصحافة، وارتكزت على شكاوى أولياء الأمور المتزايدة من حجم الحقيبة ومحتوياتها مروراً بكثافة الواجبات المنزلية والحاجة إلى وضع حلول لهذه المشكلة، حتى أن وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، اطلع في العام الدراسية الماضي وخلال زيارة قام بها يوم الإثنين (25 فبراير/ شباط 2013) لمدرسة رابعة العدوية الابتدائية للبنات، وذلك في إطار جولاته الصباحية غير المبرمجة، على حملة توعية لأولياء الأمور بالوزن المناسبة للحقيبة المدرسية وتوجيههم إلى التخفيف من ثقلها، وذلك من خلال توزيع النشرات والمطويات على الطالبات والتواصل مع أولياء أمورهن عبر الرسائل النصية الهاتفية واللقاءات التشاورية، والقيام بشكل يومي بوزن الحقائب والتأكد من أن وزنها لا يزيد على 10 في المئة من وزن الطالبة، وبث الرسائل التوعوية من خلال الإذاعة المدرسية أثناء الطابور الصباحي ووقت الفسحة، وتنظيم مسابقة للرسم في هذا الموضوع.
وفي هذا اللقاء، يؤكد رئيس مركز الشرف التخصصي للعظام والعمود الفقري يوسف الشرف، وبمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2014 - 2015 أن هذا الموضوع من الأهمية بمكان نتيجة المخاطر التي تسببها وتنعكس على صحة ونمو الأطفال وهو أمر لا يجب الاستهانة به أبداً.
دعنا نبدأ بالحديث عن مخاوف أولياء الأمور من تأثير الحقيبة ذات الوزن الزائد على العمود الفقري للتلاميذ لا سيما في المرحلة الابتدائية... ماذا تقول في هذا الصدد؟
- لاشك في أن للحقيبة المدرسية الثقيلة أضراراً على الأطفال، ولهذا هناك العديد من الدراسات الطبية التي تناولت الموضوع، بل إن أحدث الدراسات أشارت إلى أن الطفل قد يتعرض لمشاكل في العمود الفقري طيلة العام الدراسي حين يحملها يومياً لمدة 15 دقيقة وخصوصاً إذا زاد وزنها عن 10 - 15 في المئة من وزن التلميذ.
كيف؟ نريد توضيحاً مبسطاً؟
- كما تعلمون أن الأطفال في مرحلة النمو يمرون بعدة مراحل أخرى، ولو تحدثنا عن هذه المرحلة، فإن العمود الفقري... أو بجملة أدق... نمو العمود الفقري، يعتمد على عدة أمور منها التوازن في حركة العضلات وتوزيع الثقل بشكل سليم... النمو السليم لفقرات العمود الفقري بشكل مستدير ومنتظم يمنع تعرض الأطفال للمخاطر، ولهذا، حين عدم انتظام النمو بسبب الضغط على جانب دون آخر، ومنه حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة بشكل خاطئ يؤدي إلى انحراف نمو العمود الفقري.
وهذا - بالتأكيد - يتسبب في مشاكل صحية أخرى أليس كذلك؟
- هذا صحيح، ومما يهمنا لفت نظر إدارات المدارس وكذلك أولياء الأمور أن كثرة شكوى التلاميذ من آلام الذراعين والقربة والكتفين وكذلك القدمين والظهر هي كلها مشاكل ناتجة عن حمل الحقيبة الثقيلة، بل إن إحدى الدراسات أكدت على أن نسبة الإصابة بأمراض الظهر لدى الأطفال حاملي الحقائب الثقيلة على إحدى الكتفين تبلغ 30 في المئة وتتناقص هذه النسبة إلى 7 في المئة فقط في حال حملها على كلتا الكتفين.
وهل تسبب الحقيبة الثقيلة كما يخشى الكثير من أولياء الأمور... اختلال المشي لدى الطفل؟
- في الغالب، يحمل الأطفال الحقيبة على الكتف ونرى كيف أن الطفل الذي يحمل الحقيبة بهذه الطريقة قد يصاب بالانحناء الجانبي وبالتالي يختل انتظام المشي لديه، فالعظام تتأثر وظهر الطفل قد يصاب بتحدب، ناهيك عن الأضرار على الرئتين والقلب، ولا يجب أن ننسى الجانب النفسي للطفل... وليس غريباً أن نسمع من أولياء الأمور أن أطفالهم أصبحوا يكرهون الذهاب إلى المدرسة بسبب ما يعانونه من حمل ثقل يومي متعب وشاق.
ونحن كأطباء وكآباء وأمهات، نلاحظ كيف أن الأطفال يشكون من آلام مختلفة منها الكتف والظهر والرقبة، ويعاني الكثير منهم من صعوبة الحركة خصوصاً في صعود ونزول السلالم إذا وضعنا في الاعتبار أن أوزان بعض الحقائب تتراوح بين 5 إلى 10 كيلوغرامات وربما أكثر من ذلك بالنسبة للأطفال الذين لا يحملون في حقائبهم المناهج المطلوبة لليوم الدراسي حسب الجدول اليومي، وهنا نلفت نظر أولياء الأمور إلى ضرورة عدم زيادة ثقل الحقيبة بالمزيد من الكتب أو الأشياء غير الضرورية.
وما هي أهم النصائح التي يمكن أن تسهم في تحقيق راحة الأطفال؟
- اختيار الحقائب التي تحمل على الكتفين والظهر يعد حلًا جيداً إذا ما راعينا اهتمام المعلمين وأولياء الأمور بترتيب محتوى الحقيبة، وحقيبة الكتفين باستخدام حزامين وتوسيطها في منتصف الظهر لا يعني أن يتم حشوها بأثقال إضافية، لكن من المهم أن يكون لدى وزارة التربية والتعليم توجه لاستخدام أساليب التعليم الإلكتروني الحديثة ولا سيما أن البحرين تنفذ مشروع مدارس المستقبل وتولي اهتماماً بالتعليم الإلكتروني.
وأحياناً، نشاهد بعض الأطفال وهم يحملون حقائب ثقيلة، بل والحقيبة ذاتها أكبر من ظهر الطفل... هذا المنظر نشاهده أمام المدارس وفي طريق ذهاب وإياب عودة بعض الأطفال إلى مدارسهم فنشعر بصعوبة ومشقة حمل الحقيبة التي تبدو أكبر من ظهر الطفل، ومن المهم أيضاً تعليم الأطفال على طريقة نقل الحقيبة من الكتف الإيمن إلى الأيسر وبالعكس، وتدريبه على كيفية حمل الحقيبة أثناء الوقوف والجلوس فهذا أمر مهم، ونتمنى أن تقوم المدارس أيضاً بتكثيف برامج التوعية للأطفال ولأولياء أمورهم.
العدد 4381 - الخميس 04 سبتمبر 2014م الموافق 10 ذي القعدة 1435هـ
المشكلة ان المدرسات لا يأخذن الموضوع بجدية
خصوصا في المدارس الخاصة فياليت الوزارة تعمم اخطار الحقيبة الثقيلة على المدارس الخاصة خصوصا ان هناك طلبة يعانون من انحرافات خلقية في العمود الفقري
الموضوع مأخذ أكثر من وضعة
مع احترامي للموضوع وكاتبة أنا اعتقد وجود الحقيبة المدرسية مهمة تحسس الولد بالمسئولية فالشيء الوحيد الذي يحمله الولد من المنزل هي الحقيبة، فكلنا تعلمنا بهذه الطريقة وكنا نحمل كتب كبيرة وكنا نهتم بها ونشعر بارتباطنا بها.
والمضحك أن وزارة التربية طارحة نفس المشروع وكأنما الوزارة ناقصة مشاريع لتشتيت الطلبة.
زائر رقم واحد تحياتي
تحياتي زائر رقم واحد. ..فكرتك صراحة غريبة. ..الموضوع ليس عن الحقيبة بل عن الحقيبة الثقييييييلة المكدسة التي ترهق التلاميذ. ..ثم العالم يتطور. ..فما المانع من أن نكون مثل اليابان. .المناهج والواجبات في سيديات