أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة استعداد البحرين لرفع مستويات إسناد جهود صون أمن المنطقة ومصالحها التي ترتبط بالعالم ككل.
وشدد سموه على ضرورة الشراكة الدولية في محاربة مخاطر الإرهاب بفعالية وحزم لأنه لا حدود له في تهديداته ومخاطره،
جاء ذلك خلال ترؤس سموه أمس الخميس (4 سبتمبر/ أيلول 2014) لوفد البحرين في الجلسة الخاصة بأفغانستان على مستوى رؤساء الدول والحكومات في قمة منظمة الناتو المنعقدة بكارديف عاصمة ويلز بالمملكة المتحدة.
إلى ذلك، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسين، استعداد الحلف للبحث «جدياً» في أي طلب مساعدة من العراق الذي يتصدى لعناصر تنظيم «داعش» المتطرف.
كارديف (ويلز) - بنا
أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ضرورة الشراكة الدولية في محاربة مخاطر الإرهاب بفعالية وحزم لأنه لا حدود له في تهديداته ومخاطره، وقال سموه: “إن هذا يستوجب أن تقترن الاستراتيجيات الأمنية والدفاعية مع استيعاب العوامل والأسباب التي توفر بيئة خصبة لتفاقم الإرهاب وأن يتم استباق العمل عليها عبر اتخاذ نهج فاعل ومؤثر”، معلناً سموه استعداد البحرين لرفع مستويات إسناد جهود صون أمن المنطقة ومصالحها التي ترتبط بالعالم ككل.
وأشار سموه إلى أن البحرين أدركت منذ مرحلة مبكرة أهمية التنسيق وتكامل الجهود لتدعيم المساعي والخطوات للتصدي الحازم لمخاطر الإرهاب بكل أشكاله، خاصة مع تزايد أهميته في الفترة الراهنة مع تفاقم مظاهر الإرهاب وتهديده في دول عديدة بالمنطقة والعالم.
جاء ذلك خلال ترؤس سموه أمس الخميس (4سبتمبر/ أيلول 2014) لوفد البحرين في الجلسة الخاصة بأفغانستان على مستوى رؤساء الدول والحكومات في قمة منظمة الناتو المنعقدة بكارديف عاصمة ويلز بالمملكة المتحدة. ويضم وفد البحرين قائد الحرس الملكي البحريني العقيد الركن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وسفيرة مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة أليس سمعان، وعدداً من كبار الضباط الممثلين لقوة دفاع البحرين.
وذكر سموه: “إن البحرين ووفق توجيهات جلالة الملك مستمرة في تعزيز التعاون والتنسيق الفاعل مع المنظمات الدولية المختصة مثل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تغطي عملياتها نطاقاً جغرافياً واسعاً في حفظ الأمن والسلم واستعداد مملكة البحرين لدعم مهامها عبر مختلف القنوات، وهو ما يؤطره انضمام مملكة البحرين لمبادرة أسطنبول للتعاون التي توفر منصة رسمية للتعاون مع منظمة الناتو في مثل هذه المجالات المهمة”.
وأشار سمو ولي العهد إلى تأكيد جلالة الملك على أن إجراءات محاربة الإرهاب بكل صوره من التزامات البحرين الدولية باعتباره ظاهرة عالمية، منوهاً بما تم إعلانه مؤخراً في العاصمة الفرنسية خلال زيارة جلالته من دعم للتحالف الدولي في مواجهة الإرهاب.
ولفت سموه إلى أن جلالته أوضح إمكانية امتداد الإرهاب الإقليمي إلى أراضينا إذا لم تتم مواجهته بحزم وجدية وسرعة بإجراءات صارمة آخذاً في الاعتبار أن هناك دولاً شقيقة وصديقة اتخذت إجراءات حاسمة لحماية أمنها واستقرارها.
وبيّن سمو ولي العهد أن هناك فرصاً وإمكانيات ترحب مملكة البحرين بتسخيرها لتوثيق عرى التعاون مع منظمة الناتو والدول الأعضاء فيها بما يدعم الجهود الدولية في مجالات الأمن والدفاع المشترك.
وقال سموه: “إن مشاركة ودعم البحرين في العديد من المهام المتعلقة بحفظ الأمن والسلم إقليمياً بالتعاون مع القوى الدولية ما يدل على التزام المنامة الجاد بالإسهام الفاعل تجاه مواجهة الخطر الداهم للإرهاب بكل أشكاله، وفي هذا الإطار جاءت استضافتها ومشاركتها ودعمها لقوات الواجب المشتركة لأمن الخليج العربي ومكافحة القرصنة في خليج عدن وكذلك مشاركتها في مهام قوة المساعدة الأمنية (إيساف) في أفغانستان حتى العام الماضي”.
وأضاف سموه خلال الجلسة التي تتزامن مع انتهاء مهام قوة إيساف في أفغانستان، أن مساهمة منظمة الناتو وجميع المشاركين في هذه القوة هو ما ترك أثراً ملموساً في تحقيق تحسن يلمسه الأفغان في التعامل مع الإرهاب ومنحهم حياة أكثر أمناً واستقراراً، وهذا جهد ساهمت فيه مملكة البحرين خلال عقد من مهمة “إيساف” في أفغانستان بالدعم والتدريب الميداني.
وأفاد سموه أن منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية شريك فاعل مع المنظمات الدولية والدول الحليفة والصديقة لمكافحة الإرهاب وتدين أعماله بكل صوره ودوافعه في مختلف دول العالم، وتدعم تكثيف الجهود لمكافحة الأعمال الإرهابية والخلفيات الفكرية التي تقوم عليها وهو مما تلتزم به مملكة البحرين كمسعى يحافظ على المكتسبات والمصالح المشتركة. وأشاد سموه بقمة منظمة الناتو المنعقدة في كارديف وما تضمه من حضور بارز لرؤساء القوى العظمى وحلفائها، إذ تمثل قناة حيوية لمزيد من التفعيل والتدعيم لصور التعاون والتنسيق الدفاعي الأمني بما يتسق مع تزايد التهديدات وما يشهده العالم من تغير ملحوظ في أساليبه بما أصبح يسبب انتهاكات إنسانية خطيرة، وفي هذا السياق أشار سموه إلى حرص مملكة البحرين على الإسهام في التخفيف عن معاناة المتضررين من جراء هذه الممارسات.
وكانت الجلسة بدأت بكلمة الأمين العام أندرس فوغ راسموسين تحدث فيها عن أهمية قمة الناتو في هذا التوقيت وما تشكله من محطة مهمة لاتخاذ قرارات هامة تعنى بمسار مهام الناتو في المحافظة على الأمن والاستقرار بالعمل مع شركاء المنظمة على عدد من المهام، من بينها تشكيل أكبر تحالف دولي في التاريخ الحديث بهدف المحافظة على استقرار أفغانستان ولمنع التشكيلات الإرهابية من ممارسة أنشطتها من هناك.
وأعرب الأمين العام عن التقدير والاعتزاز بإسهام الدول الأعضاء والشركاء ومنتسبيها في مهمة أفغانستان خلال العقد الماضي لإحباط مساعي الإرهاب والتطرف في تقويض الأمن والاستقرار.
كما تحدث رئيس وزراء المملكة المتحدة دايفيد كاميرون في السياق نفسه عن نجاح مهام “الناتو” والشركاء الدوليين في أفغانستان، ما يمثل كنموذج على ما يستطيع “الناتو” تقديمه كمنظمة دولية متعددة المهام للتصدي للمخاطر الكامنة والتصدي للمتغيرات فيها في عالم اليوم، فقد تمكنت من التعامل مع العديد من التحديات وستواصل العمل الدؤوب من أجل تركيز جهودها على ترسيخ عوامل الأمن و الاستقرار.
ومن أبرز مخرجات المؤتمر ما طرحه العاهل الأردني من مبادرة لتحالف وتنسيق الجهود من أجل مواجهة ما يدعى بتنظيم “داعش”، بالإضافة إلى الاتفاق على مواصلة دعم وتدريب ومساندة القوات الأفغانية من خلال مهمة غير قتالية وذلك بدعوة من الحكومة الأفغانية بعد انتهاء مهام قوات إيساف في 2014 كما كان مقرراً.
من جانب آخر، شارك سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في الاجتماع الذي ترأسه نائب الأمين العام للناتو على مستوى وزراء الدفاع والمشاركين في المجموعة التنسيقية (28+24)، و ضمت عدداً من الدول من بينها أستراليا، فنلندا، النمسا، ودولاً عربية ضمت الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية.
كما اطلع سمو قائد الحرس الملكي البحريني على المعرض البريطاني الدفاعي الأمني الذي اشتمل على عدد من المعدات والتقنيات العسكرية، إذ استمع سموه إلى شرح عن محتوى المعرض وأشاد بالمستوى المتقدم للتقنيات المستخدمة في خدمة المجالات الدفاعية والأمنية.
هذا وحضر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفل الاستقبال الذي أقامه ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز، على شرف المشاركين في قمة منظمة الناتو.
العدد 4381 - الخميس 04 سبتمبر 2014م الموافق 10 ذي القعدة 1435هـ