ماذا لو نظرتَ بعينيك المجرَّدتين وفي يوم قائظ إلى الشمس وهي في كبد السماء فماذا يُمكنك أن ترى؟ الأكيد أنك لن ترى شيئاً؛ لأن أشعتها ووهجها لن يسمحا لك بأن تنظر إليها أو تُدقق في تقاطيعها. هذا بالضبط ما يحدث لنا في خِضَمّ الأحداث وأخبارها، والتي تَرِد إلينا في كل يوم كالسَّيل. أحداث وأخبار تغمر أعيننا وتفكيرنا إلى الحد الذي يمنعنا من النظر إليها بشكل دقيق كي نرى تفصيلاتها وبالتالي حقيقتها.
يُضاف إلى ذلك، فإن ما يزيد من ضبابية الأحداث السياسية والاقتصادية الجارية والإعلام بها، هي أنها تنطوي على مساحة لامتناهية من الغموض، كونها إحدى صور المصالح المتشابكة والقيود الأمنية والاستخباراتية التي تصاحبها، فضلاً عن فروض السياسة، التي تقتضي وفي أغلب الأحيان (إن لم يكن كلها) توخي الكذب وكتمان كُنْه الفعل.
هذا الأمر يجعلني أتوقف عند كثير من الأحداث الجارية حولنا، والتي ربما يأتي في صدارتها أخبار ما يُسمَّى بـ «داعش». هذا التنظيم الذي ظهر بين ليلة وضحاها ليكنس الأرض ومَنْ عليها، قتلاً وسلباً، متابعاً مسيره بدون تقهقر ولا استدارة، وكأنه تسونامي عارم.
أمام هذا التطور نطرح معادلة بسيطة: فكل واحد منا لو قدَّر الجهد المبذول في أي عمل صغير أو كبير بل وحتى اعتيادي، لتطلب منه ذلك عمل الكثير. فعلى سبيل المثال، لو أن جماعة أو دولة أرادت ترتيب مؤتمر دولي للبيئة أو للأمن أو للغذاء لثلاثة أيام لا أكثر، لكان عليها تشكيل فريق عمل خاص قد يتجاوز عدده المئة فرد لإعداد ترتيبات ذلك المؤتمر.
فالفريق سيقوم بحجز تذاكر المشاركين، واستخراج التأشيرات لهم، وحجز الفنادق والمواصلات وتوفير الأمن، وإنشاء مركز اتصالات محلي وعالمي وتخصيص ضابط اتصال بالمنظمات الدولية، فضلاً عن إقامة دائرة إعلامية لفتح خط مباشر مع الصحافة والتلفزيون والراديو، وأخرى للعلاقات العامة تهتم بمقاعد الضيوف وسير الجلسات وغيرها
فإذا كان مؤتمر روتيني سيحتاج إلى كل ذلك العمل والجهد والمال، ألا يحق لنا هنا أن نتساءل عن الجهة «المجهولة» التي جعلت من شيء غير معروف لأن يظهر ويتعنوَن بـ «داعش»، ثم يستقدم ألفَي مقاتل من أوروبا وحدها، وعشرات الآلاف من المسلحين والمؤدلجين نساءً ورجالاً من آسيا وإفريقيا، ثم يحصل على السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل، ويتواصل قادته مع جنودهم بأحدث وسائل الاتصال مراعية في ذلك الحيطة الأمنية والاستخباراتية العالية، فضلاً عن سيولةٍ غير منقطعة ولا شحيحة من المال، مع سيطرة التنظيم شبه الكاملة على الشرق السوري ومعه الشمال العراقي!
هل يُعقَل أن يقوم بكل ذلك حفنة من الشباب غير المتعلم في سوداه الأعظم؟ على الجميع أن يطرح السؤال على نفسه. كيف جاء السلاح لهم في بداية الأمر كي لا يقول قائل بأنه أتى من غنائم المعارك! وكيف جاء المقاتلون من كل حدب وصوب؟ وكيف جاءت الأموال ومن أي بنوك تدفَّقت، وكيف صار التواصل الآمن بين أعضاء التنظيم؟
إذا كانت الولايات المتحدة قد استطاعت أن تقوم بـ 125 مليار عملية تجسُّس حول العالم، وفي بحر شهر واحد، وعلى قوى دولية كألمانيا وفرنسا وإسبانيا؛ وأخرى إقليمية كمصر والأردن والعراق والسعودية وإيران، وعلى خمس وثلاثين زعيم دولة في مختلف أنحاء العالم، فكيف لم تستطع أن تراقب كل هؤلاء المقاتلين المسافرين ومن أراضي العالمين الأنغلوساكسوني والفرانكفوني بالتحديد جواً وبحراً وبراً، وأن تلحظ حركة الأموال وهي تمتلك نصف اقتصاد العالم، والسيطرة على نظام «سويفت» الذي خَنَقَت به إيران، فضلاً عن مراقبتها لكافة الاتصالات والطرود العابرة للحدود كل ساعة.
أيضاً، «داعش» اليوم تمتلك سوقاً نفطية رائجة. هي تسيطر على ستين في المئة من حقول النفط السورية، وجزء من حقول النفط العراقية، وتتلاعب في أسعار الطاقة، وتُحقق أرباحاً تصل إلى 90 مليون دولار شهرياً! وهنا يُثار السؤال: كيف تمتلك «داعش» التقنية في استخراج النفط؟ وأين هي الأرصفة والناقلات والأنابيب التي من خلالها تبيع نفطها؟ وكيف تتحكم في مصافيه التي عادة ما تكون متماثلة مع أطراف الشراء التقليديين! وكيف تقوم بتوقيع واستلام الأموال وكيف وأين تُودِعها وباسم مَنْ إذا كان النظام المالي مُراقباً من الـ «سي آي أي»، إلى الحد الذي تتم فيه محاسبة بنوك صينية وأميركية مرة بعنوان اتهامها بتحويل أموال لحماس، ومرة لحزب الله، ومرة ثالثة لإيران حتى!
كما أن «داعش» أعلنت منذ وقت ليس بالقليل، أنها ستُغيِّر الحدود وستُلغِي اتفاقية سايكس بيكو وهي فعلت ذلك، دون أن نسمع اعتراضاً فعلياً من دول الغرب عليها، في الوقت الذي نرى فيه ذلك الغرب كيف يُبدِي حساسية مفرطة تجاه تغيير قواعد جغرافية تاريخية، سواء في آسيا الوسطى وفي غيرها. وخير مثال عندما احتل نظام صدام الكويت!
هذا الأمر يجعلني أتفكر فيما يجري جيداً، ولا أقبل مطلقاً بفرضية أن «داعش» هي مجرد بقايا لتنظيم القاعدة أو فلول الزرقاوي أو من جماعة الشباب الصومالية أو بوكو حرام النيجيرية وأضرابها من الجماعات. هي صورة أعمق من ذلك بكثير. ولأنها كذلك، فإن التحليل قد يكون غير قادر على الوصول إلى عين الحقيقة، التي قد تُفاجئ الجميع، لكن المؤكد هو أن هناك تحالفاً خفياً من الدول يقوم بتسهيل وتمويل «داعش» ليجعلها بهذه القوة. هذا هو العنوان العام للمسألة، أما تفكيكه فذلك متروكٌ للتدافع أو التاريخ كي يفتضح أمره.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4380 - الأربعاء 03 سبتمبر 2014م الموافق 09 ذي القعدة 1435هـ
اختلف معاك في طرح المعادلة وسبب هو (الف عمار واحد هدام)
الي يبني غير الي يهدم, وهذا هم الدواعيش قتل وسلب وسيبي وما الى ذلك...
افيدونا يا أستاذ
الجواب واضح
جرحى داعش و النصرة يتعالجون في اسرائيل بتصريح اسرائيلي على قنواتهم الرسمية...
كيف دخلوا الاراضي المحتلة ؟
و كيف سمحت لهم بالعلاج؟
و لمادا تعالجهم؟
الا تخاف منهم؟
و كيف سمح الغرب بدلك.. فهم يحاربونهم من جهة و تقوم بعلاجهم من جهة؟؟؟
و بالنسبة للنفط.. من يشتريه منهم ؟؟ ادا كانت كل الدول ضدهم
الاجابة على هالاسئلة تدل على انه قاطعي الرؤوس ما هم الا حفنة رعاع او دمى يستخدمه الغرب للاستحواد على مقدراتنا و اضعافنا بعد ان تعرت السياسة المزدوجة للغرب
فمن جهة اشغالنا و من جهة السيطرة علينا
لا فرق بينهم
لا فرق بين داعش و حزب ايران اللبناني و حماس و ايران فكلهم مجموعات ارهابية
صدقت
صدقت فداعش إرهابية وحماس منافقة عضت اليد التي اطعمتها
تدخل امريكا
لم يكن تدخل امريكا الجوي في العراق إلا لتأمين الخروج لقادة داعش .. ولكن ثق بأن ما كل ما يجري هو بعين الله وفيه خير للأمة فما كان يجري بوتيرة بطيئة الآن تسارع بشكل رهيب حتى يسرع الخلاص منه ومن مؤيديه بكل بقاع الأرض.
لا تحزن المستضعفون في الأرض قادمون فقد وعدهم الله بالمن عليهم فلا تحهنوا ولا تحزنوا
من غرر بمن الداعمون ام الدواعش
أقول للذي لا يعرف الداعمون لداعش
ان العلامة هي سقوط الداعمين وتضعضعهم بعد دحر الدواعش وفناء هم وان بقت باقية للدواعش وهو المرجح لكن سيبقون منكفئين على أنفسهم كم هم
،أقول ان بقت بقية منهم فلن تبقى بقية للأنظمة الداعمة .
وترجيح بقاءهم منشئه انهم اصحاب فكر لكنه اقصائي تذبيحي
الرعاية واضحة
هيلاري كلينتون اعترفت في إحدى جلسات الكونغرس الخاصة بأن واشنطن دعمت التكفيريين ورعتهم
دنانير النفط لبست غائبة
الكل يعرف الدنانير من أين تأتي
والإستخبارات المخربة الغربية والصهيونية
والشباب المغذى من الفكر المشؤم.
داعش صنيعة غربية من خامات بشرية ننغلقة التفكير
تساؤلاتك جد مهمة و هي تساؤلات الكثيرين و تلكؤ امريكا بضرب داعش و الامتناع عن اغتيال قادته على الارض العراقية المنبسطة المكشوفة اضافة لتوفر البيئة الشعبية القابلة للاختراق المخابراتي في المنطقة الغربية بحكم الارتباط العشائري بالاردن و السعودية يكشف ان تواطؤ غربي احد اسباب تمدد داعش ولم يكتفوا بذلك بل منعوا الاسلحة و الذخائر ان تصل للجيش العراقي تحت ذريعة ان الحكومة العراقية طائفية في محاولة لتصوير هجمة داعش على العراق هي حرب بين السنة و الشبعة