لم تعد الكلمة في عالمنا اليوم هي الوسيلة الوحيدة للتعبير بعدما فتح المجال واسعاً أمام الصورة لتسود الموقف. فالصورة تطوف العالم مخترقةً المسافة والزمن دون عائق اللغة والعرف، فهي توحّد الجميع في الفهم والإحساس، تجبرك على السؤال والتضامن الانساني، في سابقةٍ من نوعها انتشر هوس تحدي سكب دلو الماء المثلج على الرأس، على مواقع التواصل الاجتماعي، لتبدأ طريقة جديدة في عالم الإنسانية.
تحدي دلو الماء المثلج هو تحدٍ أطلقه بيت فراتيس، لاعب فريق بوسطون للبيسبول السابق، يتمثل التحدي في أن يقوم المتحدي بسكب وعاء من الماء المثلج فوق رأسه ويتبرع بـ 100 دولار لصالح حملة تهدف إلى نشر الوعي حول مرض «التصلب العضلي الجانبي» وجمع التبرعات لمكافحته. ويعتمد التحدي على أن كل شخص يقع عليه الاختيار، يجب أن ينفذ التحدي، أو يدفع مئة دولار لعلاج المرضي المصابين بهذا المرض على أن يقوم بدعوة شخصيات عامة أخرى للقيام بالفعل نفسه، كما فعل مارك زوكربيرغ مؤسس «فيسبوك»، وهو يسكب الدلو على رأسه حيث وجّه دعوته إلى مؤسس «مايكروسوفت» بيل غيتس للقيام بذلك.
وعلى الرغم من مخاطر هذا التحدي الذي حذّر منه بعض استشاريي أمراض القلب وقسطرة الشرايين، إذ أكدوا على أن هذا العمل هو بمثابة زيادة جهد للقلب لا يتحمله كل شخص، وقد يسبب الجلطة القلبية لمن لديه ضيق في الشرايين، إلا أنه انتشر انتشاراً واسعاً، وساعد على ذلك قيام مشاهير العالم من رجال أعمال وأهل الفن بهذا التحدي عبر تصويره ونشره، مما ساهم في وصول مبلغ التبرعات إلى ما يقارب 13 مليون دولار.
هذا التضامن الكبير الذي لاقى رواجاً كبيراً، دفع الفلسطينيين والمتضامنين مع أهالي غزة في العدوان الإسرائيلي الأخير، إلى أن يستبدلوا دلو الماء والثلج، بدلو الرمل والحصى، لما يحمل من دلالةٍ على ما يعترض له أهالي غزة خلال هدم المنازل على رؤوسهم، وأطلق على هذه الحملة حملة «وعاء التراب».
الحملات التضامنية لها تأثير كبير على أصحاب التضامن نفسياً وإنسانياً، وهي وسيلةٌ لنشر قضيتهم أو إيجاد حل لهم أو المساعدة لجلب الاهتمام إلى المشكلة. لقد ساعدت التكنولوجيا والتقدم في وسائل التواصل الاجتماعي في مسألة الانتشار والتعاطف الاجتماعي، لكن تبقى اختيار الطريقة الجاذبة والرسالة الموجهة والصدق في التعاطي جوانب ذات أهمية بالغة للنجاح.
هنا في البحرين لدينا الكثير من القضايا التي ينبغي التفكير ملياً في إثارتها عالمياً من أجل التضامن وإيجاد حلول لها، منها المصابون بمرض فقر الدم المنجلي المعروف بـ «السكلر»، هؤلاء يبلغ عددهم حوالي 18 ألفاً من المصابين، و65 ألفاً من الحاملين له، حسب المتداول إعلامياً. وهو رقمٌ مخيفٌ ومرعبٌ بالنسبة لعدد سكان البحرين مقارنةً ببريطانيا التي لديها 12 ألف مصاب بمرض السكلر. بل إن هذه النسبة تشكّك فيها جمعية السكلر البحرينية على أساس أنه رقم من يراجع المستشفى فقط، في حين أن هناك عدداً آخر لا يراجع المستشفى ولا تظهر عليهم حالات المرض، ووزارة الصحة ترى أنه من الصعب إجراء مسح لحصر عددهم الفعلي، لأن ذلك يحتاج إلى ميزانية لتغطية تكلفة الآليات وتوفير جهاز كامل للمسح، وهو في الواقع يحتاج إلى قرار سياسي.
عدد ضحايا هذا المرض في ازدياد غير طبيعي في البحرين، في ضوء عجز وزارة الصحة عن وقف هذا النزيف البشري، فقد وصل العدد إلى 32 ضحية منذ بداية العام 2014، آخرهم الشاب حسن فيصل الحمر (24 عاماً) الذي توفي نتيجة نوبة سكلر حادة، ولم يستطع الطاقم الطبي في مستشفى السلمانية من إنقاذه وقد جاءت وفاته بعد أقل من أسبوع من رحيل الشاب حسين محمد سلمان حبيل (28 سنة).
مرض السكلر هو المرض المتصدّر حالياً لقارئ الوضع الصحي في البحرين، ناهيك أن هناك عدداً كبيراً من المعتقلين السياسيين مصابون بهذا المرض داخل السجون، ويعانون من الألم القاسي في ضوء تعذّر العلاج وظروف معيشتهم. أصحاب هذا المرض بحاجةٍ إلى دعم ومساندة، فلنبدأ حملة نثر الريحان–المشموم- فهو يحمل عبق البحرين وتراثها، في رسالة نوجهها للعالم بأن منا الكثير من يرحل ضحية هذا المرض.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4380 - الأربعاء 03 سبتمبر 2014م الموافق 09 ذي القعدة 1435هـ
حسين ال يوسف
تحدي دلو الثلج كان الهدف منه جمع التبرعات لدعم الأبحاث العلمية لعلاج مرض التصلب العضلي الجانبي ونجحوا في ذلك.... هل في دولة كالبحرين هناك أبحاث لعلاج مرضى السكلر التي تحتاج الدعم؟
رمل بدل الثلج
فكرة الفلصطينيين حلوة
شعب مقلد
اراهن ان معظم من قام بتحدي دلو الثلج من العرب هم مقلدين فقط واشكك ان كانوا تبرعوا او يعرفون معلومة واحدة عن المرض.
حملة نثر الريحان عليها ان تبدأ في الغرب لكي نتلقفها هنا ونقلدها، لان كل المبادرات المحلية مصيرها النكران
منجلية
تحطمت من الكلمات القاتلة التي قرأتها في التعليقات السابقة لا اراكم الله حدة هذا المرض وشدته ولكننا على يقين بأن الله معنا وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من يطلق علينا أحكام ومسميات تؤلم
سؤال لكل من يعطي نفسه الحق بإطلاق المسميات الجارحة هذه هل تعلم ان الم نوبة سكلر يعادل كسر أكثر من 30 عظمة في آن واحد
أكثرها مرة أخرى لو سمحتوا الكلمة الطيبة صدقة.فقل خيرا أو فلتصمت.
نحتاج علاج جذري
مرضة السكلر يحتاجووون لعلاج جذري للمرض من تفعيل زراعة النخاع وغيره
غلط
تعاطفنا مع مرضى السكلر هو بحد ذاته غلط انا عن نفسي الي اشوفة وهذا واقع مرضى السكلر مدمنين وليسو مرضى يحتاجون لعلاج من الادمان اولا الدوله توفر لهم العلاج وهم يطلبون المزيد والمزيد لحد ماصارو يزورون الوصفات و يسرقون الادوية فالاولا علاجهم من الادمان ولكم جزيل الشكر
اذا صدقوا مع انفسهم وربهم
في مرضهم فنحن نتضامن معهم كونوا - با جمع السكلر - صادقين ان كنتم مرضى فاذهبوا للمركز والمستشفى وتعالجوا بما يراه الطبيب المختص وان كنتم تمثلون فانتم تقتلون انفسكم بوعي او بغير وعي فابرة المورفين قاتلة ومعطلة لاجهزة في اجسادكم والله في عون كل مريض حقيقي مسكلر
انا مريض سكلر
واقول وادعي ان اكثر المرضى لا يتألمون بحق وانما يتمارضون لاجل المورفين نراهم كل يوم في المستشفى -المراكز -طلبا للمورفين وهذا سبب رحيلهم العاجل هذا رأيي وانا مسؤل عنه امام الله
الالام شديدة صحيح ومؤكد
لكن هناك نسبة كبيرة تمثل دور المريض بلا الم ولا وجع هؤلاء يحتاجون علاج نفسي اكثر من المورفين القاتل لمتناوله بلا علة وسبب انت ايها المريض اعرف بنفسك وربك اعلم بك من نفسك فاتق الله ان كنت تكذب وتدعي المرض لاجل المورفين فهو سعادة مؤقته قاتلة
فكرة
فكرة نثر المشموم جداً ممتاز نأمل من الجمهور التفاعل معها لتسليط الضوء ع أصحاب مرضى السكلر الذين يعانون الالم الشديد والويلات بسبب المرض .
رحمة الله فوق كل شئ
من المحزن زف الأحبة إلى القبور، و أوجاع و آلام السكلر لا يعرفها إلا من إكتوى بنارها، الله يشافي المصابين بهذا المرض، و رحمة الله فوق كل شئ، و جعل الله آلامهم كفارة لسيآتهم.