يتحدث الكثير من المهتمين بالرياضة وفي مقدمتهم مسئولون على رأس الهرم الرياضي، من أن الإعلام الرياضي شريك حقيقي في كل إنجاز أو إخفاق يطرأ على المنظومة الرياضية للبلد، إيماناً بواجبها الوطني في دعم منتخبات الوطن، والنقد البناء للعمل الكبير في داخل أروقة الاتحادات، مؤكدين على ضرورة توفير كافة أشكال التعاون مع الصحف ووسائل الإعلام المحلية، لكن الواقع الموجود يبقى عكس ذلك.
هذه الأيام، ستكون الاتحادات الوطنية وخصوصا الجماعية منها على وقع المشاركة في استحقاقات كثيرة وقد بدأها منتخب الشباب لكرة اليد بالتصفيات الآسيوية قبل أسابيع، وستتواصل المشاركات الخارجية بمختلف الألعاب حتى شهر فبراير/ شباط المقبل، لكن هذه الاتحادات تتهرب مما تؤكده في أحاديثها في توفير كل أشكال التعاون مع الصحف ووسائل الإعلام على عكس، فها هي ترسل منتخباتها إلى البطولات من دون إعطاء الإعلام دوره في الشراكة التي يتم التحدث عنها فقط للدعاية، من خلال ابتعاث أحد الإعلاميين لتغطية الحدث، ووضع المتابع عند كل شاردة وواردة، وبالتالي تسهيل العملية على جميع الإعلاميين المتخصصين في متابعة شئون كل لعبة.
المشكلة أكبر من ذلك، فاتحاداتنا لا تأخذ معها حتى مصور يرسل صورا حديثة للحدث الذي يعيشه المنتخب الوطني، ويبقى الصحافي يبحث عن هواتف المسئولين في الاتحادات المغادرين مع البعثة للحصول على معلومات تمكنه من نقل الحدث للقارئ الكريم، وفي كثير من الحالات يعاني الصحافي للحصول على هذه المعلومات، وخصوصا أن غالبية البطولات لا تكون منقولة، وبالتالي يكون الخبر إن تم الحصول على معلومات مجزأ، بقدر المعلومات التي ينقلها المسئول الموجود مع الوفد، وهنا يجب على الصحافي التأكيد على أن هذه المعلومات، قدمت كما يراها المسئول الموجود مع البعثة وليس كما رأتها عينه.
سيخرج بالطبع من يقول إن هؤلاء الإعلاميين يطالبون بذلك من أجل السفر والحصول على بعض المميزات، وفي الأخير فإن السكوت مشكلة والبوح بها والتأكيد عليها مشكلة أكبر، على رغم أن كثيرا من الاتحادات تستغل هذه المشاركات بوضع أعضائها في قائمة الوفود، حتى وصل أن أحد الاتحادات تعطل عمله المحلي بسبب مغادرة أكثر من 6 أعضاء من الإدارة مع المنتخب.
كان الجميع يعتقد بأنه مع تأسيس لجنة الإعلام الرياضي ستحل المشكلة، لكن على ما يبدو فإنها ستراوح مكانها مع عدم رغبة مسئولي الاتحادات على تأكيد ما يقولونه في أحاديثهم، ودليل ذلك ها هو منتخب الناشئين لكرة اليد وكرة الطائرة يغادران للمشاركة خارجيا من دون موفد إعلامي مرافق كما حصل مع مشاركة منتخب شباب اليد، والقادم خير دليل، لذلك فإن تدخلا من اللجنة الأولمبية المعنية بعمل الاتحادات الوطنية سيكون هو الحل الذي من خلاله يمكن فرض هذا التواجد الإعلامي على كل اتحاد، بعده يمكن القول إن الإعلام الرياضي شريك حقيقي في تواجد المنتخبات الوطنية في المحافل الخارجية.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4379 - الثلثاء 02 سبتمبر 2014م الموافق 08 ذي القعدة 1435هـ
الحل في لجنة الإعلام
الحل موجود.. فلديكم لجنة اعلام رياضية مهمتها تغطية جميع الفعاليات الرياضية وايفاد المحررين مع المنتخبات خلال البطولات الخارجية.
ولكن يبدو ان لجنتكم الرياضية الموقرة والتي تنال المديح من الجميع بما فيه محرريكم الأفاضل لا تقوم بدورها بالشكل المطلوب ومهمتها الحالية هي السفرات السياحية المجانية والفوز بالمناصب والمقاعد الجديدة.