قبل تسعة أيام أعلنت إيران أنها أسقطت طائرة تجسس إسرائيلية من غير طيار كانت تحلق فوق مفاعل «نطنز» النووي في أصفهان. بعدها، قامت طهران، بحملة سياسية وإعلامية منظمة وعبر مسئولين عسكريين، جعلت من الخبر رقم واحد في نشرات الأخبار.
وسَّعت تصريحات القادة العسكريين الإيرانيين من هامش التوقعات والقراءات لما جرى، وبالتحديد للمسار الذي بدأت وانتهت به طائرة «الشبح» الإسرائيلية تلك، مع خلو ساحة السجال من أي تصريح لمسئول سياسي إيراني، ما خلا رسالة عامة لممثل إيران في الأمم المتحدة وجّهها إلى كل من الأمين العام والرئيس الدوري لمجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة. لكن وفي نفس الوقت صدر تصريح آخر من طهران يحتاج إلى تفكيك ونظر.
التصريح هو لرئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، حيث قال في حوار تلفزيوني أن «بعض دول شرق آسيا ضالعة في المحاولات التخريبية لضرب المفاعلات النووية الإيرانية»، وأن تلك «المحاولات لإجهاض البرنامج النووي الإيراني لا حدود لها»، وأن «إيران كانت على علم مسبق بمحاولات للهجوم على برنامجها النووي وكانت مستعدة لمواجهته». انتهى.
التصريح هنا ملفت، إلاَّ أن الوجه الأكثر أهمية فيه هو تحديده للحزام الجغرافي الذي يمكن لنا نحن كمحللين أن نتصوره بناء على حديث صالحي، ثم نتصور المسار الذي يُحتَمل أن الطائرة قد بدأت وانتهت فيه وهو «بعض دول شرق آسيا». بمعنى أننا نتحدث عن منطقة جغرافية تصل مساحتها إلى 6640000 كيلومتر مربع، أي 15 في المئة من مساحة قارة آسيا الإجمالية. وعندما نريد أن نحصر تلك المنطقة في مجموعة دول فهي لن تخرج عن: الصين وتايوان والكوريتين واليابان ومنغوليا.
وعندما نأتي إلى تلك الدول تفصيلاً، فإننا يجب أن نقرأها جغرافياً قبل كل شيء. فالصين هي أقرب الدول إلى إيران، لكن، ونظراً للعلاقات الصينية الإيرانية السياسية والاقتصادية والعسكرية، فإنه من المستبعد أن تكون بكين قد لعِبَت دوراً في تسيير تلك الطائرة باتجاه إيران.
أما تايوان، فإننا نتحدث عن بلد يقع في الشرق الأدنى، وفي بحر الصين الشرقي. وإذا ما افترضنا أن الطائرة قد انطلقت منها فإن عليها أن تدخل المجالات الجوية للصين ثم قرغيزستان ثم أوزبكستان أو أفغانستان. وهي مناطق غير منسجمة كي يبدأ وينتهي منها مسار الطائرة. وهو أمر ينسحب على اليابان أيضاً إذا ما افتُرِضَ أنها متورطة.
وباستبعاد قيام كوريا الشمالية بذلك، نظراً لعلاقاتها الخاصة مع طهران، فإن كوريا الجنوبية ستكون أكثر محاصرة من الناحية الجغرافية من اليابان وتايوان، كون مجالها الجوي في الشمال مغلق، وأمامها بحر الصين الشرقي المتنازع عليه، ثم الجغرافيا الصينية. أما منغوليا فإن نقطة الوصل أمامها هي كازاخستان نزولاً نحو أوزبكستان، وهو ما يجعل الأمر متعذراً هو الآخر. إذن، كيف يمكن تفسير ما قاله الوزير صالحي في ذلك؟
بداية يجب أن نتصور أين تقع إيران وبجوار مَنْ. إيران لها جيرة مع 15 دولة في منطقة الخليج العربي، وآسيا الوسطى والجنوب الآسيوي، من بينها 12 دولة بينها وبين إيران حدود في بحار مفتوحة وأخرى مغلقة. وللعلم فإن حدود إيران البحرية هي 31 في المئة بينما البرية 54 في المئة، والنهرية 15 في المئة.
ومن بين تلك الحدود المائية الأكثر خطورة هي إطلالة إيران الوحيدة على المحيط الهندي والمياه الحرة من خلال محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية (جنوب شرق). وخطورتها تكمن في أنها منطقة مضطربة. لكن أن تكون الطائرة قد دخلت من خلالها أمر أيضاً فيه نظر.
فإذا كان مسيرها في الأراضي الإيرانية قد بدأ منها فهذا يعني أن على الطائرة أن تمر على مساحة شاسعة من الأراضي تبدأ من جابهار مروراً بإيرانشهر وبَمْ وكرمان ومهريز وهرند وصولاً إلى أصفهان التي تقع في وسط إيران، وهو ما يجعلها عرضة للكشف. إذاً، ما هي المنطقة الجغرافية التي عناها الوزير الإيراني ومن أي مدخل يمكن للطائرة قد وَلَجَت منه؟
الحقيقة أن العمل الاستخباراتي والعسكري هو من الأعمال المعقدة جداً، وقد يكون ما عناه صالحي هو مبني على معلومات تمتلكها إيران، لكن أن يقول «بعض دول» فهذا يعني أن أكثر من دولة في الشرق الآسيوي متورطة في الحادث، إلاَّ أنه وفي الوقت نفسه قد لا تكون الطائرة الإسرائيلية قد انطلقت من أراضيها، وبالتالي فهو يعني أن بعض تلك الدول كانت متورطة بتوفيرها معلومات أو خبراء أو تحضيرات تقنية حساسة بهذا الخصوص.
وإذا ما قدرنا ذلك فقد يكون الإسرائيليون قد استخدموا قواعد عائمة ومتنقلة عبر الاستعانة بالقطع البحرية الأميركية في المحيط الهندي وبحر العرب. وهنا، يجب أن نشير إلى أنه ومن الناحية اللوجستية، فإن أقرب نقطتَيْ وصول لمفاعل «نطنز» بأصفهان هي من بندر ديلم الإيراني باتجاه بهبهان مروراً بشهركرد حتى الوصول إلى المفاعل، أو عبر شمال العراق بالانطلاق نحو سنندج ثم همدان فأراك فخمين فكلبيكان باتجاه أصفهان، وبالتالي يصبح الرأي الأكثر قرباً هي أن الطائرة ربما دخلت من إحدى هاتين النقطتيْن عبر التسلل أما بحراً بالتعاون مع سفن أميركية أو من خلال تسهيلات أميركية في شمال العراق.
هذه مجرد قراءات للحدث نفسه، لكن دوافعه قد تكون لها أهمية أخرى، كون الحادثة تأتي في الوقت الذي تكابد فيه إيران من أجل الوصول إلى اتفاق شامل حول برنامجها النووي مع الغرب. وربما سُيِّرت هذه الطائرة لخلط الأوراق والطرفان يسيران في الشهور الثلاثة المتبقية لهما قبل انقضاء المدة.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4377 - الأحد 31 أغسطس 2014م الموافق 06 ذي القعدة 1435هـ
البحر الاحمر
سمعنا قلعت من بحر الاحمر
قواعد عائمة اميركية
هل بمكان اي مسئول امريكي اىقاف الحماقة الغير محدوده ..
لا داعي للتحليل
إيران أعلنت ان الطياره الإسرائيلية أتت من دوله سوفييتية سابقه و انها (إيران) تعرف من هي تلك الدولة
عجبا
يعني رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية لا يفهم عندما قال ان بعض دول شرق اسيا متورطة ولم يقل دولة سوفيتية سابقة!! عجباً!!
العراق
المحتمل الأكبر هو العراق
ربما عنى الوزير دول شرق اسيا
الطائرة لم تنطلق من الفطع البحرية الامريكية ولو كانت كذلك لما اتهم الوزير بعض الدول فنطلاق الطائرة من القطع البحرية في الخليج وبحر العرب والمحيط لاتحتاج الى اختراق اجواء دول فاما ان تكون الطائرة انطلفت من تركيا او انها انطلقت من اسرائيل مرورا بالمسار الجوي الاردني وبقية الدول التي تقع على نفس المسار المستقيم الذي يؤدي الى اضفهان
لمذا العجب
امريكا لديها طا ئرات من غير طيار في العراق ربما تكون طائرة امريكيه او حتى اسرائلية لا عجب من ذالك ويوجد الآن في العراق ضباط و جنود يهود مع الامريكان